اليوم العالمي للربو: تمتَّع بحياة طبيعية من دون مضاعفات

الربو من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، وهو يَطال مختلف الفئات العمرية. ولمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض، نسلّط  الضوء حول أهم المعلومات المتعلّقة به، بدءاً من عوارضه وأسبابه وصولاً إلى انتشاره وطرق علاجه.

في حديث خاص معنا، أفادت د. ميرنا واكد، اختصاصية في الأمراض الصدرية وبروفيسور في الطب في جامعة البلمند: "إنّ الربو هو التهاب مزمن ناتِج عن الحساسية، يقوم بالتأثير في الممرات الهوائية المؤدية من الرئتين وإليهما. ما يؤدي إلى ضيق في التنفس، وصفير في الصدر، وسعال ونوبات في الليل، خصوصاً عند الصغار".

وتضيف: "يحدث الربو نتيجة لأسباب عدة، مثل التحسّس على الغبار، وطلع العشب في الربيع والصيف، والحساسية على العفن والروائح القوية، والتدخين والرياضة والعمل الشاق… أما الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض فهم الأولاد من عمر الخمس سنوات وما فوق، وكل شخص يعاني تحسّساً".

وتتابع د. واكد: "يهدف العلاج إلى معالجة النوبة من أجل فتح مجرى الهواء، ثمّ إلى علاج الحساسية التي تكون السبب وراء النوبات. أما الوسائل المستخدمة للعلاج فتتمثّل بتنشّق الكورتيزون وتناول الأقراص، وفي بعض الحالات المستعصية يُعطى المريض أنواعاً من الحقن". مشيرة إلى أن المرضى الذين لا يتعالجون بشكل صحيح، ستنعكس حالتهم الصحية سلباً عليهم بشكل ملحوظ. على سبيل المثال نجِد أن بعض الأولاد يمتنعون عن ممارسة الرياضة بسبب ضيق التنفس، الأمر الذي يمنعهم من ممارسة نشاطهم بشكل طبيعي.

وتؤكّد د. واكد: "صحيح أنّ الربو هو مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه بشكل تام، إلّا أنه يمكن للمريض العيش حياة طبيعية بكلّ ما للكلمة من معنى، إذا اتبعَ توصيات الطبيب والتزم بتناول الأدوية كما يجب. فالفكرة الشائعة أنّ مريض الربو لا يمكنه الشفاء، وبالتالي سيعيش طوال حياته على الأدوية. إلّا أن الحقيقة تشير إلى أن الإسراع إلى استشارة الطبيب والتقيّد بتوصياته والحصول على العلاج المناسب، من شأنهما رَفع فرَص التوقف كليّاً عن أخذ الدواء على المدى البعيد".

وتقول: "المشكلة لا تتمثّل بالعلاج، إنما بتفهّم المرض والالتزام بتعليمات الطبيب، وعدم الاستهتار بهذه الحالة الصحية. وهنا لا بد من الاشارة أيضاً إلى وجود مشكلة اقتصادية، فصحيح أن الأدوية مُكلفة نوعاً ما، لكن يمكن على الطبيب إيجاد بديل غير باهظ الثمن من شأنه تحسين الحالة الصحية. فالمريض يمتنع عن شراء الأدوية لأسباب اقتصادية، إلّا أن الحصول عليها سيخفّف الكثير من الأعباء المادية نتيجة دخوله المستشفى وزيارة الطبيب بشكل متكرر. كما إنّ الربو قد يصبح من الحالات الطبية الخطيرة إذا تم التعامل معه بشكل خاطىء، وأحياناً قد يكون مميتاً إذا أدى إلى انسداد كامل في الرئتين".

وعن مدى انتشاره في لبنان، تفيد د. واكد: "في دراسة أجريت أخيراً على الأولاد من عمر 5 سنوات إلى 15، تبيّن أن نسبة الأولاد المصابين بالربو المشخّص بلغ 5 في المئة، في حين أن النسبة كانت أعلى عند الذين يعانون الربو غير المشخّص، كذلك ظهر الربو عند الكبار بنسبة 5,6 في المئة. وفي دراسة أجريت لسنوات متتالية، تبيّن أنّ حال 30 في المئة من الأشخاص الذين يحصلون على الدواء غير مستقرة تماما".

وعن سُبل الوقاية، تشير إلى أهمية "الابتعاد عن الغبار والرطوبة والحيوانات الأليفة، بالاضافة إلى التدخين الذي يُعد محفّزاً رئيسياً لنوبات الربو ولَو كان ذلك في حال الحصول على الدواء. كما من المهم معرفة الأمور التي يتحسّس عليها المريض، وتجنّب طلع الشجر والأعشاب، ووضع المكيّفات للتخفيف من حدّة النوبات، خصوصاً
في الربيع والصيف. وأهم وقاية هي استشارة الطبيب، والعلاج الصحيح والمتابعة الدائمة، ليتمّ بذلك علاج المرض بشكل أسرع".

وتختم د. واكد حديثها قائلة: "من المهم المشاركة بين الطبيب والمريض للوصول الى أفضل نتيجة علاجية، لأنّ المشكلة ليست بتطوّر العلاج، إنما بفَهم المرض ومتابعة العلاج والتقيّد بإرشادات الطبيب".

السابق
اشياء يلاحظها الرجل في المرأة.. اهتمي بها
التالي
الحوت: ليس من مصلحة أحد انفجار الوضع