مزارعو التبغ في بنت جبيل يعودون إلى حقولهم

هي نفسها، الأيادي التي حفر فيها «المنطاع» أثلام التعب على مر السنين. وهي هي الراحات التي حفر فيها «الميبر» ندوب الشكّ والتنضيد. وهي ذاتها الوجوه التي لونتها شموس الأيام بسمرتها الحلوة. وهم الناس، الذين عادوا إلى أراضيهم في تجدد مواسم غرس «الدخان»…

في الأيام الحالية، يعود مزارعو التبغ إلى حقولهم، يغرسون فيها شتول التبغ المرّة بمرارة أيامهم، التي يعيشونها على أمل يتجدد كل سنة بتحسين سعر التسليم، الذي لم يتغير منذ نحو عقدين.. يحلمون بإدخالهم في نعمة «الضمان الاجتماعي»، وإعادة إحياء الرخص، التي أوقفتها الشركة الحصرية الاحتكارية منذ سنوات، لمزارعين لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم بسبب الاحتلال.

وتشكل زراعة التبغ في قرى قضاء بنت جبيل مصدر الرزق الأساسي لنحو عشرة آلاف عائلة، يجني أفرادها ما مجموعه ثمانية عشر مليار ليرة. أي أن العائلة الواحدة التي تعمل على مدار السنة بأفرادها مجتمعين تعيش على نحو ثلاثة دولارات في اليوم الواحد.  

السابق
صيدا..مدينة صحية في شرق المتوسط من قبل منظمة الصحة العالمية
التالي
مطالبة برفع سن الحضانة لدى الدروز