الحياة: سليمان يتمنى عدم العودة إلى قانون الـ60 الانتخابي

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح، وعمت القداديس مختلف المناطق اللبنانية.
وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي قداس الفصح في بكركي، في حضور الرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب «الكتائب اللبنانيةالرئيس السابق أمين الجميل في حين غاب بقية أفرقاء قوى 14 آذار، وحضر حشد من الشخصيات. وعقد الراعي على هامش القداس خلوة مع سليمان، أكد بعدها الأخير أن «البطريرك، وإن تعرض للانتقاد، فهو مرجعية لبنانية يجب احترامها وهو يضع الثوابت التي تسير عليها بكركي، وأيضاً لا يمكن التحدث بالمقاطعة عندما يكون رئيس البلاد موجوداً. وتمنى «ألا نعود إلى قانون 1960 الانتخابي فكل الأفرقاء يقولون بعدم ملاءمته لعصرنا، معلناً: «سنتابع المناقشة للمشروع الذي طرحه وزير الداخلية ومجلس الوزراء مفتوح لكل المناقشات.
وعن موضوع البلايين المختلف عليها في موازنة الدولة، ودوره في هذا الموضوع، قال سليمان: «هذه الصلاحية استثنائية أبقاها الدستور لرئيس الجمهورية بهدف تمكينه من الحفاظ على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وانتظام العمل في شكل عام، خصوصاً الانتظام المالي، ولكن هذه الصلاحية لا تقع في دائرة المزايدات حول دور الرئيس أو صلاحياته، ولا تخضع أيضاً للإملاءات المرتبطة ببعض الحسابات السياسية أو المناورات السياسية
وأشار إلى أن «المشروع الذي يحكى عنه، رفعه مجلس الوزراء إلى المجلس النيابي في 23 آب (أغسطس) 2011، تحت طابع معجل، ولم يدرج على جدول أعمال مجلس النواب إلا في شباط (فبراير)، بعد نهاية السنة المالية سنة 2011، والتي هي السنة التي وضع فيها هذا القانون من أجلها.
وتابع: «لجنة المال والموازنة وضعت ملاحظات مهمة جداً وأساسية على هذا القانون، والفرصة لا تزال متاحة أمام السلطة التشريعية بهيئتها العامة لمناقشة هذا القانون وخصوصاً هذه الملاحظات، ودعا النواب إلى «القيام بدورهم وعدم تعطيل نصاب الجلسة المخصصة لذلك، وفي الوقت نفسه، ولأن الملاحظات مهمة، نقوم في رئاسة الجمهورية بدراسة المشروع بدقة والتحقق من ملاءمته للقوانين المالية ومن الانتظام المالي العام ليتخذ القرار على ضوء ذلك.
وأكد أن اللقاء تطرق إلى محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية
سمير جعجع، معتبراً أن «هذا العمل مدان، وآمل بأن تتمكن التحقيقات من التوصل إلى كشف الفاعلين بغية تعقبهم وتوقيفهم لإحالتهم أمام القضاء لينالوا العقاب الصارم
، وأكد أنه «لن نسمح بجعل لبنان ساحة لأعمال كهذه أو إعادة زعزعة الاستقرار الأمني الداخلي والسلم الأهلي الذي تحقق، لا سيما في هذه السنة، بفضل الطائف، الذي أرسى شبكة أمان على كل المناطق اللبنانية وأرسى أيضاً التوازن السياسي بين مكونات المجتمع، لا يجوز المس به بأي طريقة وبخاصة بالطريقة العنفية المادية أو المعنوية
وأكد أن «التعيينات مستمرّة، معتبراً أن «لا أحد يعرقل (مسيرته) بقصد العرقلة، هناك تجاذبات سياسية أو أفكار سياسية عند الجميع تخضع للتجاذبات، ولكن لا أحد يقصد العرقلة لرئيس الجمهورية أو للدولة. وتوجه سليمان، بعد مشاركته في القداس إلى دارته في عمشيت حيث استقبل مهنئين، وتلقى اتصال تهنئة من الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المسؤولين.
وفي القداس، تحدث الراعي عن معاني العيد، وخاطب سليمان قائلاً: «من دواعي السرور أنكم تعملون كرأس للجمهورية اللبنانية على قيامتها (البلاد) من ركام نتائج الحرب، ومن تعثر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها. كما أنكم تحاولون أن تهدموا أسوار التفرقة والانقسام، وتبثوا روح الأخوة والتعاون على أساس المواطنة والانتماء إلى وطن يحتاج مساهمة جميع أبنائه للنهوض إلى حال التقدم والاستقرار
وزاد: «إننا، ككنيسة نعمل معكم، فخامة الرئيس، ومع كل ذوي الإرادة الحسنة، من أجل وحدة الشعب اللبناني، بعيداً من أي انقسام وعداوة، وعن أي اصطفاف وتلون وانحياز
وشدد على أن «قيمة لبنان هي في تعدديته، وهذه من صلب الديموقراطية القائمة على العيش معاً في المساواة أمام القانون، بالحقوق والواجبات، وعلى احترام التنوع على كل صعيد، وعلى تعزيز الحريات العامة، ولا سيما حرية الرأي والتعبير والمعتقد، وتأمين حقوق الإنسان الأساسية
وتابع الراعي: «نعمل معكم أيضاً لتجنب إدخال وطننا في لعبة المحاور والأحلاف الإقليمية والدولية، أكان على أساس سياسي أم ديني مذهبي. فلبنان مدعو، بحكم تكوينه الجغرافي والسياسي، إلى أن يكون حيادياً، بحيث يستطيع أن يكون عنصر سلام واستقرار في المنطقة، وواحة لقاء وحوار للحضارات والأديان، وملتزماً قضايا الأمة العربية والأسرة الدولية في إحلال السلام والعدالة، ومحاربة العنف والإرهاب، وعاملاً على نشر قيم الحداثة، ولاعباً دور الجسر الثقافي بين الشرق والغرب، مؤكداً أن «إحياء لبنان، بالنسبة إلى جميع سكانه، مهمة مشتركة. فلا يمكن إقصاء أحد، أو الاستغناء عن أحد، أو إلغاء أحد. ولتبقَ الخيارات السياسية المتنوعة غنى ووسيلة للوصول إلى الخير العام.
وأعلن الراعي أن «الحَبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر سيقوم بزيارة راعوية للبنان، من 14إلى 16 أيلول (سبتمبر) المقبل، يوقع خلالها الإرشاد الرسولي الخاص بكنيسة الشرق الأوسط، وأشار إلى أن البابا «سيلتقي السلطات العليا في البلاد، ويختتم زيارته بالقداس الذي سيحتفل به بمشاركة رسمية وشعبية في بيروت، على أن يعود إلى روما مساء الأحد في 16 أيلول.
وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أكد في بيان أمس أن البابا بنديكتوس سيزور لبنان تلبية لدعوة وجهت إليه من سليمان، وأشار إلى أن «الزيارة ستؤكد عمق العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بالكرسي الرسولي، وستشكل مناسبة للتركيز على موقع لبنان ورسالته ودوره كشاهد للحرية والعيش المشترك.
بري و «المستقبل يهنئان بالفصح
وتلقى الراعي اتصالات تهنئة من عدد من الشخصيات، أبرزها من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري الموجود خارج لبنان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.
وأجرى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، لمناسبة عيد الفصح، اتصالات مهنئة بالعيد بسليمان والراعي والجميل وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، ورئيس «تكتل الإصلاح والتغييرالنيابي ميشال عون، رئيس تيار «المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، قائد الجيش العماد جان قهوجي وآخرين.
وللغاية نفسها، زارت النائب بهية الحريري والأمين العام لـتيار المستقبل احمد الحريري على رأس وفد، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد ورئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار. ودوّنت في سجل المهنئين عبارات أملت فيها بأن «يحمل هذا العيد تباشير انبلاج فجر جديد على لبنان الوطن، لبنان العيش المشترك
مطر
واحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بالفصح بقداس في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت، قال خلاله: «مَن منّا لا يفرح بأزهار الربيع تجمّل الدنيا بألوانها؟ ومَن منّا لا يريد للحرية في المنطقة أن تعطي أطيب الثمار؟ لكننا في الوقت عينه، ومع الإقرار بواجب مشاركتنا الفعّالة في عملية تحقيق هذا الربيع على أكمل وجهه، نبقى على قناعة راسخة بأنّ مشاركتنا المطلوبة هذه، وبكل الطاقات الموجودة لدينا، قد تتحوّل إلى انكفاء ما لم يأخذ هذا الربيع بالحسبان حقوقاً مشروعة للجميع بالمواطنة وبالحرية الكاملتين، وحقوق كل جماعة من جماعات هذا الشرق، من دون استثناء.
وزاد: «إن كنّا نريد لهذا الوطن أن يلعب دوراً مرموقاً في تطوير المنطقة نحو الديموقراطيَّة والحريَّة وحقوق الإنسان، فإن عليه أن يؤمّن لذاته وبالأولويَّة، المناعة المطلوبة ليقدّم نفسه عن حق مثلاً ومثالاًودعا إلى «مصالحة وجدانية ونهائية بين أبناء لبنان جميعاً، وإلى أن يتخلوا بكل أطيافهم عن الخوف من الآخر والحذر حياله، وأكد أنه «إذا ما سوَّينا أمورنا بما يحسن ويليق بوطن له تجربته المميّزة بين الأوطان فإننا سنستطيع الإطلالة منه على أبناء الشرق بلون ساحر من ألوان ربيعه المنشود وسنعطي لهذا الربيع رونقاً خاصاً ستذكره الأجيال لنا بالعرفان والشكر.
آرام الأول
وعلّق الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان في قداس عيد الفصح، في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس على التحولات الحاصلة في العالم العربي، وقال: «نود أن يسود فعلاً الربيع في العالم العربي، وأن يتمثل في أن يتجدد العالم العربي بالحياة والحيوية.
وأضاف: «نود أن يبتعد عنا شبح الحرب والعنف والظلم والدماء والهجرة كلياً وهذا ما ننتظره. ومن أجل تحقيق كل هذا يجب أن نعمل معاً، مسلمين ومسيحيين، لأن الشرق الأوسط ملك لنا جميعاً، وكلنا فيه متساوون في الحقوق والواجبات، مؤكداً أن «المسيحيين ليسوا بالدخلاء في هذه المنطقة، فتاريخهم متجذر في تاريخها. لذا، فإن تطلعاتنا تتمثل في أن تحترم حقوق الطوائف المسيحية كاملة في مجرى الإصلاح وإعادة التنظيم للبلدان العربية الذي نشهده حالياً، وهذا الاحترام يتحقق ليس بمقاربات سطحية وآنية وانفعالية بل على أسس دستورية ومحمية بالوسائل الفعالة.  

السابق
المستقبل: جنبلاط يتوقّع أن يطالب “حزب الله” بأن يكون سلاحه جزءاً من الدولة
التالي
الشرق الاوسط: الأسد يرفض سحب قواته بعد المهلة