يحيي الفلسطينيون في الداخل والشتات، اليوم، الذكرى السادسة والثلاثين لـ«يوم الأرض»، الذي يكتسب هذا العام زخماً إضافياً عبر تنظيم «المسيرة العالمية للزحف نحو القدس»، بمشاركة أكثر من 700 مؤسسة ومنظمة حول العالم، في وقت رفعت قوات الاحتلال حالة التأهب في مختلف الوحدات مؤكدة أنها ستفرض قيودا على دخول المسجد الأقصى.
إلى ذلك، اعلنت الاسيرة الفلسطينية في السجون الاسرائيلية هناء شلبي تعليق اضرابها عن الطعام الذي بدأته قبل 43 يوما، كما اعلن وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع. وقال الوزير إن «هناء شلبي وافقت على وقف اضرابها عن الطعام اثر اتفاق مع السلطات الاسرائيلية يقضي بابعادها الى غزة». واعلن قراقع ادانته للابعاد، متهما الاستخباراتت الاسرائيلية بـ«ممارسة ضغط نفسي على الاسيرة هناء، خاصة بعد تردي حالتها الصحية». وقال «بالنسبة لنا نحن ندين عملية الابعاد، مع الاحترام لرغبة هناء، ونعتبر ما مورس بحق هناء يرتقي الى جريمة حرب، خاصة في ظل استغلال حالتها الصحية من قبل المخابرات الاسرائيلية».
وبحسب نادي الاسير الفلسطيني، فإنه سيتم ابعاد هناء شلبي الى غزة لفترة ثلاثة اعوام، مؤكدا موافقة هناء شلبي على انهاء اضرابها عن الطعام وابعادها الى غزة، معتبرا ان هناء وافقت مكرهة على هذا الابعاد. وقال النادي في بيان ان هناء «وافقت مكرهة وهي على فراش المرض ان تحيا في نصف الوطن في غزة».
الى ذلك، أعلنت أكثر من 700 مؤسسة ومنظمة استعدادها لإحياء ذكرى «يوم الأرض» والتنديد بالسياسات الإسرائيلية الممنهجة لابتلاع الأراضي وتهويدها والاستمرار في إقامة جدار الفصل العنصري وبناء المستوطنات وتجاهل القرارات الدولية التي كان آخرها ما صدر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وفي لبنان يشارك الفلسطينيون واللبنانيون اليوم في «مسيرة القدس» التي تنظمها «اللجنة الوطنية لمسيرة القدس العالمية» لمناسبة «يوم الأرض» بمشاركة نحو 250 ناشطاً دولياً حضروا من 64 دولة أجنبية وعربية للمشاركة في المسيرة التي تنطلق من المخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب إلى قلعة «الشقيف» في قضاء النبطية. (تفاصيل صفحة 6).
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمسيرة القدس العالمية سعيد يقين إن «تظاهرات ستجري في عواصم عالمية تضامنا مع الشعب الفلسطيني وضد تهويد مدينة القدس والاستيطان». وأضاف انه «ستجري مسيرات من دول عربية أما في سوريا فستكون داخلية وستتخللها خطابات تضامنية». وأكد يقين ان «هذه الفعاليات وهذا الحراك العالمي جاءت كرسالة وصرخة من الشعب الفلسطيني للمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة في ظل غياب تسوية سياسية مقنعة للشعب الفلسطيني وبعدما أفشلت إسرائيل باستيطانها والجدار كل الإمكانات السياسية والجغرافية لأية تسوية».
وأعلنت لجنة المتابعة العربية في أراضي العام 1948 أنها ستحيي الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض الجمعة تحت شعار «المسيرة العالمية لمناهضة تهويد القدس» بمسيرتين مركزيتين تختتمان بمهرجانين أحدهما في منطقة دير حنا في الجليل والثانية في النقب. كما دعت إلى المشاركة في مسيرات مختلفة في مدينة القدس المحتلة وعدد من المدن الفلسطينية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان عن مسيرتين ستنطلقان نحو القدس، موضحة أن المسيرة الأولى ستنطلق من مدينة رام الله باتجاه معبر قلنديا، والثانية من مدينة بيت لحم باتجاه معبر قبة راحيل. كما ستنظم مسيرة من مدينة غزة باتجاه حاجز «ايريز».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب الأمنية في مختلف الوحدات عشية «يوم الأرض». وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري في بيان ان «المفتش العام للشرطة أوعز برفع حالة التأهب الشرطية في مختلف الوحدات على خلفية يوم الأرض والأحداث المرتقبة».
أما بالنسبة إلى الحرم القدسي فقالت السمري انه «تم اتخاذ إجراءات وتجهيزات خاصة في الحرم تشمل فرض قيود على عدد المصلين الذين سوف يسمح لهم بالدخول للصلاة».
وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت ان اجتماعا عسكريا دوريا جرى في رأس الناقورة بين ضباط إسرائيليين ولبنانيين برعاية قائد قوات اليونيفيل الجنرال الايطالي باولو سيرا ناقشوا فيه موضوع الحدود اللبنانية الإسرائيلية والمسيرة الشعبية.
في هذا الوقت، اقتحم عدد من المستوطنين اليــهود منــزلا عربيا في بلدة بيت حنــينا شمال القدس.
وفي غزة، أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في الحكومة الفلسطينية المقالة أدهم أبو سلمية توقف 37 سيارة إسعاف عن العمل بسبب نفاد الوقود في قطاع غزة، مشيراً إلى أن «13 سيارة إسعاف لا تزال تعمل حتى الآن ما يجعل الوضع الاسعافي صعبا جدا».
