البيئة البحرية ..كيف تحفاظ عليها؟

تتكوّن البيئة البحرية من البحار والمحيطات والأنهار، وتؤدي دوراً هاماً في حياة الإنسان، فهي تغطّي أكثر من 70 في المئة من سطح الأرض، وتسهم بشكل رئيسي في التوازن البيولوجي للكرة الأرضية، وذلك يعود لاحتوائها على كم هائل من الحيوانات والنباتات البحرية تبدأ من الحيوانات الدقيقة وحيدة الخلية، وتنتهي بالأسماك والثدييات البحرية والطحالب بكافة أنواعها والهائمات والعوالق، وغيرها من موارد أخرى مثل المعادن المختلفة. وهناك علاقة تبادلية بين هذه الكائنات تتم بشكل متزن، وقد يختل توازن البيئة البحرية عند تأثر خواصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية. وحيث أن الإنسان يعتبر أهم عامل في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي. فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكوّنات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وضرراً في البيئة، وخصوصا بعد أن يسّر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء… كما أن لفقدان توازن الحياة البحرية تأثيرا كبيرا على جمالها وانخفاض مردودها، ويؤدي دورا رئيسيا في تناقص أعداد الاسماك وأنواعها. كما أن الصيد العشوائي يؤدي الى تناقص المخزون السمكي بشكل خطير، يساعده انتشار النفايات على طول السواحل، وهو خطر من الصعب إزالة أضراره ومعالجته والتعامل معه. ومن هذا المنطلق يجب المحافظة على البيئة البحرية من عبث العابثين وتركه تحت تصرّف بعض المواطنين الذين لا يعون الانماط والسلوكيات المؤذيه للبيئة البحرية. ويجب على الصيادين أن يتمتعوا بأخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، وتوضح مدى ارتباط الإنسان بالبيئة وتعلّمه بأن حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحوها. ويبقى الانسان الخاسر الاول في تدهور حياة البيئة البحرية، فلا بد من التدخل لحماية الثروة البحرية من خلال تنظيم عمليات الصيد لإتاحة المجال للمخزون السمكي بالتكاثر. كما أن تلوّث البيئة البحرية له علاقة مباشرة بحياة الإنسان، فمياهها التي تتبخر تسقط في شكل أمطار على اليابسة، وهي السبب الرئيسي في نشوء الأنهار والينابيع. فكلما زادت مياه البحر تلوّثاً، كلما أثرت في حياتنا، إذ انها في نهاية المطاف ستمطر تلوّثاً على رؤوسنا. وتلوّث البيئة البحرية ناجم عن مصادر أرضية، تصبّ ما يفرغ منها في البيئة البحرية، أوعن طريق الأنهار أو القنوات أو غيرها من مجاري المياه تحت سطح الأرض. كما أن التطوّر الصناعي والتجاري أحدثا خللاً في النظام البيئي الطبيعي للأرض، بسبب الاستثمار المفرط للثروات الطبيعية. ومن الأسباب الاساسية لتلوّث البيئة البحرية المخلّفات العضوية لسكان المدن الساحلية، والتي تصرف في مياه البحر.

وكذلك المخلفات الكيميائية الناتجة من الأنشطة الصناعية المقامة علي سواحل البحر، وبعضها سام وله تأثير في الصحة العامة والثروة السمكية البحرية. ولا يمكن ان نغفل المخلفات الآدمية والصناعية والزراعية التي تصرف في الأنهار والمصارف حتى تصِل لتصب في البحار.

كما انّ التلوث الناجم عن السفن، والذي يظهر من خلال ازدياد حركة النقل التي صارت تبدو كمنشآت عملاقة تخوض البحار، وتستعين في سيرها بالنفط أو غيره من وسائل الطاقة التي تؤثر في البيئة البحرية وتلوّثها، وقد ينجم عنها ما يسمّى بالكوارث البحرية الناتجة عن تصادم السفن أو جنوحها، وما يترتب عليه من انسكابات نفطية هائلة، كما ينتج عنها أيضاً إفراغ مياه الاتزان وغسيل صهاريج الناقلات.

ويؤثر التلوث الناجم من الجو في البيئة البحرية من خلال الغلاف الجوي الملوّث، كالتلوّث الناتج من الأمطار الحمضية أو الحاصل من خلال تجارب التفجيرات النووية، وتساقط إشعاعات هذه التفجيرات في الجو لتؤثر في البيئة البحرية بفعل تيارات الهواء.

السابق
سليمان: وجودنا ضروري في قمة بغداد
التالي
عن أهداف الخليّة الأصوليّة التي اعتقلتها مخابرات الجيش… ومكان زعيم تلك الشبكة!