اللواء: ميقاتي في مرفأ بيروت: غير مقبول إعتبار البعض أنه يختصر سائـر شركاء الوطـن

شدد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على انه «من غير المسموح لأي منا أن يشكّل في لحظة ما، ثغرة تنفذ منها الأمواج العاتية لتضرب وطننا. ومن غير المقبول استطراداً، ان يعتبر بعضنا انه يختصر في شخصه او تياره او حزبه، سائر شركاء الوطن وانه يحمل عنهم وكالة حصرية مطلقة يتصرّف بها كما يشاء وحيثما يشاء». ولفت الى ان «منطق الأمور هو أن نؤمن أولاً بمفهوم الدولة، وثانياً أن نعمل باخلاص وامانة على رفعتها، وثالثاً أن نعرف كيف نساهم في ايصال افكارنا وتطلعاتنا وملاحظاتنا ايضا لتتفاعل مع اراء الاخرين ومواقفهم ونظرتهم، ذلك ان الشراكة الوطنية الحقيقية لا تكون بالفرض او بالرفض او بالاثنين معاً، بل بالاقناع والاقتناع والقبول بالرأي الاخر».
رعى الرئيس ميقاتي احتفال ادارة واستثمار مرفأ بيروت امس بانتهاء اشغال ردم المرحلة الاولى من المشروع الحالي لاستكمال توسيع محطة المستوعبات العاملة في مرفأ بيروت. وشارك في الحفل وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، النائب ميشال فرعون، ومسؤولون في المرفأ وممثلون لقادة امنيين وصناعيين واقتصاديين…
بداية، جال ميقاتي والعريضي والحضور على اعمال المشروع وتفقدوا سير العمل فيه. ثم تحدث العريضي فقال: «نلتقي اليوم معكم ومع كل المعنيين في هذا القطاع لنعلن إنهاء مرحلة هامة متقدّمة من مراحل توسعة هذا المرفأ الكبير وتطويره في قلب العاصمة الكبيرة. هو انجاز نعم يحمل دلالات كثيرة».
واوضح ان الحديث عن مليون و300 الف حاوية إنجاز كبير بالنسبة الى مرفأ بيروت، دائماً كثيرون كانوا يقولون «لا لمرفأ بيروت» وآخرون يقولون «لا لطرابلس قبل بيروت». قلنا «نعم لبيروت وطرابلس» والمرفآن يتكاملان وبالتالي يستفيد كل لبنان والحركة الاقتصادية وهذه الحقيقة امامنا اليوم.
ولفت « الى ان المزايدة والخطوات الانفعالية والبطولات الوهمية على الشاشات او استهداف المؤسسات باسم المؤسسات لمزيد من الانتاجية، كل ذلك يؤدي الى تدمير فكرة الدولة وهدم الاستقرار الاجتماعي في لبنان.
ميقاتي
وألقى الرئيس ميقاتي كلمة لفت فيها الى ان مرفأ بيروت شكل على الدوام ولا يزال دعامة أساسية للاقتصاد الوطني، وبوابة لبنان نحو العالمين العربي والعالم. وان الحركة في المرفأ تشهد نموا جيدا نأمل أن يتزايد ويتوسع، وأن ينسحب على كل القطاعات الانتاجية والخدماتية في لبنان. وإن افتتاح هذا المشروع الحيوي اليوم ما هو إلا دليل على أن التعاون والتفاعل الايجابي يؤدي إلى النتائج الإيجابية التي نحصدها اليوم، وهو أيضاً دليل على أن الإستقرار في لبنان، الذي ارساه النهج الذي اعتمدناه منذ تحملنا المسؤولية الحكومية، ما زال فاعلاً، وهو يحتاج كي يستمر ويتعزز الى تلاقي الارادات المؤمنة بأن الوحدة الوطنية هي الاساس والضمانة لبقاء لبنان آمناً ومستقراً وقادراً على مواجهة التحديات.
واوضح أن «الاستقرار الذي ننشده، ليس فقط استقراراً امنياً فقط، بل هو ايضا استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، ما يعني ان هذه المسؤولية ليست فقط حكراً على من هم في موقع المسؤولية، بل كذلك من هم خارجها ايضا، فالاستقرار السياسي يحتاج الى توازن المؤسسسات الدستورية وتعاونها من جهة، والى احترام دورها وصلاحياتها من جهة ثانية، لان في ذلك إحتراما للدستور الذي هو اساس القوانين، لانه متى اصبح الدستور وجهة نظر، فسلام على الدولة ومؤسساتها». اضاف: «إننا نعتبر ان الحكم مسؤولية، ومسؤوليتنا جميعاً أن نغلب المصلحة الوطنية على كل ما عداها من حسابات شخصية أو حزبية أو طائفية. وكل مسؤول، في أي موقعٍ كان وأياً تكن درجة مسؤوليته، معنيّ باحترام المؤسسات والقيّمين عليها والقرارات الصادرة عنها، ومعني بالانتظام العام قبل أن يرفع شعارات التحدي والانفعال التي تطيح بالاستقرار المنشود، وتدخل البلاد في نزاعات يدفع ثمنها المواطن الذي يكفيه ما عانى منه على مرّ السنوات وهو يتوق الى غد افضل.
ان منطق الأمور هو أن نؤمن أولاً بمفهوم الدولة، وثانياً أن نعمل باخلاص وامانة على رفعتها، وثالثاً أن نعرف كيف نساهم في ايصال افكارنا وتطلعاتنا وملاحظاتنا ايضا لتتفاعل مع اراء الاخرين ومواقفهم ونظرتهم، ذلك ان الشراكة الوطنية الحقيقية لا تكون بالفرض او بالرفض او بالاثنين معا، بل بالاقناع والاقتناع والقبول بالرأي الاخر».
واكد «من غير المسموح لأي منا أن يشكّل في لحظة ما، ثغرة تنفذ منها الأمواج العاتية لتضرب وطننا. ومن غير المقبول استطراداً، ان يعتبر بعضنا انه يختصر في شخصه او تياره او حزبه، سائر شركاء الوطن وانه يحمل عنهم وكالة حصرية مطلقة يتصرّف بها كما يشاء وحيثما يشاء. لقد قام لبنان ولا يزال على قواعد وأسس لا يمكن اليوم او في اي زمن آخر، تبديلها او تغييرها بارادة احادية، فالتوافق الوطني ليس شعارا نتغنى به ساعة نشاء او نجعله شرطا عندما نكون بحاجة اليه، ثم ننكره ونحاول إسقاطه ساعة تنتفي تلك الحاجة او نبدّل في خياراتنا والقناعات.
واوضح «لقد دفع وطننا الكثير ثمن الرهانات الخاطئة، وآن الاوان لنصوب على الاهداف التي تحقق نهضة البلاد وتطورها، بدلا من توجيه السهام الى الجسم الوطني فنعرضه لشتى المخاطر والارتدادات.»
واكد «ما حصل في الايام الماضية على الصعيد الحكومي لم يكن، ولن يكون، تهربا من مسؤولية، او تفاديا لاتخاذ قرارات يفترض بحكومتنا ان تتخذها، بل بالعكس ما حصل هو حماية للمؤسسات الدستورية التي يجب ان تبقى فوق المناكفات والخلافات السياسية وللافساح في المجال امام تصحيح واقع اذا استمر، لا سمح الله، سيؤدي الى مزيد من الضياع. من هنا فان اي معالجة للوضع القائم حالياً لا بد ان تأخذ في الاعتبار إنتظام عمل المؤسسات الدستورية وتعاونها وإحترام قراراتها، ولتكن ممارستنا للديموقراطية التي نتغنى بها، تجسيدا لشراكة وطنية حقيقية لا لبس فيها او استعلاء او تهميش او استئثار ،لقد نجحنا حتى الان، في ابقاء السفينة اللبنانية التي نبحر فيها جميعا، بعيدة عن الامواج العاتية، وحققنا ما حفظ توازنها، فلماذا يحاول البعض منا تعطيل محركاتها حتى يختل توازنها وتجنح حيث لا يريد اللبنانيون واشقاؤهم والاصدقاء؟ ألم نتعلم بعد من دروس الماضي، ونتعظ من عِبره؟ وهل يريد البعض ان يكرر تجارب اليمة يرفض اللبنانيون تكرارها من جديد ؟ من جهتنا، نحن مصممون على متابعة المسيرة،مهما اشتدت العواصف وحُجبت الرؤية، ذلك اننا نعتمد على بوصلة تحركها سواعد الطيبين من ابناء هذا الوطن الذي لن نجد له مثيلا او نرضى بغيره بديلا، بوصلة ستقودنا حتماً الى شاطىء الامان ! ثقوا بأن الارادة الوطنية الواحدة ستبقى الاقوى ، تماما كما ستبقى بيروت، البوابة التي يعبر منها الخير والتقدم والازدهار للبنان ولكل دول المشرق والمغرب على حد سواء».
احتفال
في مجال آخر، رعى ميقاتي حفل توزيع جوائز أفضل المقالات العلمية المنشورة لباحثين لبنانيين في علوم الكيمياء في السراي، بدعوة من المجلس الوطني للبحوث العلمية لمناسبة السنة العالمية للكيمياء التي أطلقتها منظمة الاونيسكو.
إستهل الاحتفال بكلمة لممثل اللجنة الفاحصة الدولية جاك شولتز،ثم تحدث رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام، فالأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، فوزير التربية .ثم تحدث الرئيس ميقاتي الذي اكد ان الحكومة تدعم كل المبادرات التي تتخذها الجامعات والمجلس في هذا المجال وتعتبرها رافدا أساسيا لتحقيق سياستها التنموية.وهنأ الفائزين في علوم الكيمياء والمؤسسات الحاضنة لهم والراعية لبحوثهم وجهودهم.
وفي الختام تم توزيع الجوائز على الباحثين الفائزين.
وأجرى ميقاتي إتصالا هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، متمنيا له الشفاء العاجل إثر الجراحة التي أجريت له.  

السابق
البناء: نصرالله : أليس غريباً اصطفاف أميركا والغرب والعرب المعتدلين و القاعدة لإسقاط سورية ؟
التالي
الراي: لبنان أمام استقطابات… أشدّ حدّة: نصفه مع الأسد ونصفه مع معارضيه