الاخبار: عون: إقالة نحّاس تعني تطيير الحكومة

يبدأ الأسبوع الجاري من حيث انتهى سابقه: لا مبادرة جديدة للمّ الشمل الحكومي، فيما يزداد التصعيد عونياً باتجاهَي بعبدا والسرايا الحكومية، مع استكمال النائب ميشال عون هجومه على رئيسَي الجمهورية والحكومة

بعد وقف إطلاق النار في الشمال، عاد الرئيس نجيب ميقاتي مساء أمس من باريس إلى لبنان، معيداً معه ملف تعليق الجلسات الحكوميّة إلى الواجهة. وبينما أكملت الحكومة، أمس، سياسة النأي بالنفس من خلال تحفظ وزير الخارجية، عدنان منصور، في الجامعة العربية على قرار الجامعة حيال سوريا، أحبطت استخبارات الجيش أمس في منطقة المصنع عملية تهريب سلاح الى سوريا، بعدما عبرت سيارة رباعية الدفع نقطتي الأمن العام والجمارك اللبنانية، وتم توقيفها وتوقيف سائقها «مجدي أ. هـ»، من مدينة عاليه. وعثر داخل السيارة على حوالى 5 آلاف طلقة مسدس، و3 قطع «كلاشنيكوف» مع مخازنها، إضافة الى 3 بنادق «بمب أكشن»، وكمية من قطع الغيار. وكان الرئيس ميقاتي قد حدد مهمته كرئيس حكومة، في لقاء مع الصحافة اللبنانية في مقر إقامته بباريس، بـ«منع استيراد الأزمة السورية إلى لبنان» و«تقوية مناعة لبنان الداخلية»، و«التزام نقطة توازن دقيقة بين ثلاثة عناصر، هي: العلاقة مع سوريا بسبب الوضع الجيو سياسي وتبعاته، والمحافظة على علاقات لبنان العربية لعدم استطاعة لبنان الخروج من ثيابه العربية، وأخيراً مراعاة وضعية المجتمع اللبناني غير المحصّن». وذكّر ميقاتي منتقديه بأن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي زاره ميقاتي أول من أمس، رفض حين كان في السرايا أن يعلق لبنان على أحداث البحرين «لأنها شأن داخلي». وكشف ميقاتي، الذي التقى نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في مقر إقامته، أن الإدارة الفرنسية أعلمته بعزمها على خفض عديد قواتها في لبنان، فيما حصل على قرض بقيمة 30 مليون يورو سيخصص لقطاع الكهرباء، فضلاً عن 5 ملايين يورو قدمتها باريس لدعم الجيش اللبناني.

وفي ظل جمود الاتصالات لإعادة العمل الحكومي إلى السكة الصحيحة، ذكرت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ«الأخبار» أن الرئيس نبيه بري أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس نجيب ميقاتي، أول من أمس، وطلب منه العودة سريعاً إلى بيروت، وخاصة في ظل الأوضاع المتوترة التي شهدتها طرابلس، والجمود الحكومي. ولفتت المصادر إلى أن هذا الاتصال يشير إلى أن بري بات يتلمس خطورة الفراغ الحكومي، ما قد يدفعه إلى القيام بمبادة للم صف الأكثرية. من جهته، رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن «طريقة العمل بهذه الحكومة أصبحت شاذة». وسأل عون متى سمع أحدهم صوت رئيس الجمهورية يدافع عن الدستور الذي لا يُحترم، مذكراً بأنه ليس لرئيس الجمهورية علاقة بالسلطة الإجرائية. وفي موضوع الأزمة القائمة، رأى عون أن ميقاتي «تجاوز صلاحيته بإدارة الجلسة الحكومية بفرض اسم للتعيين دون أن نطّلع عليه، كما تجاوز مادة دستورية بتعليق جلسة الحكومة رغم توافر النصاب». وأكّد عون التمسك بنحاس، مشدداً على أن الأخير «جزء من تكتل، وإذا مسّ به فستطير الحكومة كلها». وكان أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان قد أقفل الباب في وجه الوساطات، داعياً إلى احترام القانون فتعود الأمور إلى طبيعتها، مؤكداً أن «أيام المرجلة على المؤسسات والمسيحيين خصوصاً ولّت الى غير رجعة». ودعا كنعان رئيس الجمهورية إلى العمل على استعادة صلاحياته، بدل الانشغال بالمناكفات.

وكان العمل الحكومي موضع انتقاد كتلة المستقبل أيضاً، التي أكد رئيسها فؤاد السنيورة في حوار عبر إذاعة الشرق أن «الضعضعة والتفكك في الوضع الحكومي خير دليل على تراجع الوصاية والرعاية السورية والقدرة السورية على جمع ولملمة حلفاء سوريا في لبنان». وتعليقاً على سياسة النأي بالنفس التي يتبعها الرئيس نجيب ميقاتي في ما يخص الأزمة السورية، رأى السنيورة أن «هناك قضايا بإمكان لبنان أن ينأى بنفسه عنها، لكن ما يحصل اليوم هو الطلب من لبنان أن يغادر الإجماع العربي كله ويقف مع النظام (السوري)، الأمر الذي لا تستطيع الحكومة أن تقوم به». وكان عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت قد وصف خلال ندوة في البقاع الغربي الوضع الحكومي بـ«المسرحية السخيفة ذات الإخراج الجيد والتي تحظى بتغطية الثنائية الشيعية». ورأى فتفت أن «الرئيس ميقاتي يهوى الشعبوية، ويعتقد أن خلافه المعلن ضد التيار الوطني الحر يؤمن له الشعبوية في الطائفة السنية، كما أن عون يستفيد في المقابل شعبياً في الطائفة المارونية».

من جهته، آثر حزب الله عدم التعليق أمس على الأزمة الحكومية، فركز رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال رعايته مهرجاناً أقامه اتحاد بلديات إقليم التفاح لمناسبة المولد النبوي في عربصاليم، على أن «سوريا بدأت مسار الخروج من أزمتها»، معتبراً أن «توتر وانفعال البعض في بعض المناطق سببه عدم تحقق أمانيهم». وفي احتفال أقامه حزب الله في الذكرى السنوية لقادة الحزب، الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية في مجمع الشهيد الحاج عماد مغنية في بلدة طيردبا، رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن «استخدام بعض اللبنانيين الخطاب الطائفي والمذهبي والتحريضي، إنما هو ضمن برنامج ينفذه بعض اللبنانيين التزاماً بروزنامات عربية تنفذ أوامر وإملاءات أميركية». وفي انتقاد نادر من حزب الله للملك السعودي، هاجم صفي الدين بطريقة غير مباشرة الملك عبد الله بن عبد العزيز قائلاً: «لو كان بعض العرب صادقين لوقفوا وقالوا وتحدثوا بجرأة حينما كان الفيتو يغطي العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والبيوت في غزة وفي جنوب لبنان وعلى امتداد كل عالمنا العربي».
بدوره، زار رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أمس رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين في منزله في بعقلين، والتقى جمعاً غفيراً من المشايخ الدروز وقضاتهم، فيما رعى وزير الدولة مروان خير الدين لقاء مصالحة بين مشايخ منطقة حاصبيا وأهالي بلدة كفركلا ـــــ مرجعيون، شارك فيه وزير الصحة علي حسن خليل والنائبان نواف الموسوي وقاسم هاشم وعدد من رجال الدين والمشايخ وأبناء البلدة. 

السابق
تيار المستقبل يتحضّر لإحياء الذكرى السابعة لإستشهاد رفيق الحريري.. وكلمات 14 آذار غدا
التالي
اضرار في ذيل الطائرة؟!