الفيتو الروسي واستمرار الثورة السورية

يرفض العالم مساندة شعبنا في هذا الوقت العصيب الذي تتحكم بقراراته مافيات كروسيا ومصالح متناقضة, اجتمعت كلها على رفض المساعدة الفعلية والعاجلة لشعبنا, لكن خيارنا يبقى دعم السلمية والجيش الحر معا حتى الحرية السلمية مطلب والجيش الحر مطلب وكلاهما لا يناقض ولاينقض بعضهما, الأمر يحتاج الآن إلى رص الصفوف أكثر والعمل اكثر وعلى كل الصعد التي من شأنها انجاح الثورة, والذي الذي يكتفي بالسلمية مخطئ, والذي يتحدث عن التسليح لوحده مخطئ أيضا, لأن السلاح من دون دعم وحاضن سلمي لاقيمة له, وهذا ما يسعى إليه النظام.هو لا يريد الآن وقف المسلحين بل يريد وقفهم لكي تتوقف التظاهرات السلمية.

هذا الجدال عاد إلى الواجهة, بعد الفيتو الروسي وهذا طبيعي لأن الفيتو الروسي يعني باختصار لدى شعبنا هو دعم روسي -صيني لما يرتكبه النظام من مجازر, ولما سيرتكبه أيضا اليوم حمص تقصف بشدة من دون تمييز, والرقة تنتهك, ودرعا الآن ايضا يعدون فيها لمجزرة, في ظل هذه المجازر زار لافروف وزير خارجية المافيا الروسية مع رئيس الاستخبارات الروسية ايضا سورية واجريا مباحثات مع العصابة الأسدية, ما الذي يحمله هذا الوفد؟ إنهم يريدون معرفة كم من القتل والتدمير يحتاجه النظام? لأنهم باتوا مكشوفين على الآخر, وقد دخلوا مع قاتلهم المأجور هذا النفق, لأن الغرب والدول العربية رفضت ابتزازهم, وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية..إنهم يريدون مقابل وقوفهم من اجل حقن الدم السوري مجموعة من الشروط لا تتعلق مطلقا ببقاء النظام, وإن كان هو مطلب يضعونه في واجهة احاديثهم الصحافية للإعلام الخارجي, هم يريدون موقعا متقدما في النظام الأقليمي لما بعد الأسد, ويريدون تنازلات في جمهوريات القفقاس وغيرها, يريدون عدم دعم المعارضة المواجهة لبوتين, كما انهم طالبوا دول الخليج بعقد صفقات عسكرية وغير عسكرية تعوض لهم ما سوف يخسرونه في سورية, لم يستجب احد لطريقة الابتزاز هذه, لأسباب كثيرة, وبالطبع من اهمها أن اللوبيات الاسرائيلية في الدول الغربية, أيضا لاتريد المساعدة على انهاء الوضع بموقف دولي قوي, كنا تحدثنا سابقا عن هذا الأمر.
 ما يهمنا هنا التأكيد عليه هو أن لهذا الفيتو نتائج رغم دمويتها المرحلية إلا أنها زادت شعبنا اصرارا على الدفاع عن نفسه, ومن أجل تحقيق مطالبه, وبات من الواضح أن على العصابة الحاكمة ومعها روسيا وإيران أيضا أن تقتل نصف الشعب السوري على الأقل لكي تتوقف ثورته..وهذا محال والروس وجميع من هم مع هذه العصابة يدركون ذلك..لهذا الروس الآن يريدون ان يقولوا للنظام اقتل ولكن عليك ان تقدم حلا سياسيا يكون مقبولا دوليا على الأقل, ولأنهم يدركون ان استمرار الثورة سيؤدي إلى تدخل دولي من دون مجلس الأمن, وبذلك تكون روسيا امام خسارة كبيرة لاتريدها, خصوصا أن هناك اطرافاً عدة تعمل مع المجلس الوطني من أجل التوجه إلى قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة, في حال تبنته أي دولة أو مجموعة دولية, وهنا نجد ان دور المجلس الوطني ضروري في العمل من اجل الاسراع في طرح هذا الأمر على الجمعية العامة للأمم المتحدة وبات من الواضح جدا أن الموقف الدولي عائقه في ثلاثة:

الموقف الاسرائيلي, والموقف الروسي, وعدم وجود أطراف تمول التدخل الدولي, هذه العوائق الثلاثة تجتمع مع عوائق ثانوية, ومنها ما يتعلق بهواجس تركية وإيرانية, وثمة عامل داخلي, وهو أن الجيش ببنيته الحالية يشكل عقبة كبيرة بوجه أي تغيير مقبل, وهذه القضايا علينا, كمعارضة وكشباب ثورة أيضا, الاستعداد لمواجهتها بكل الامكانيات المتاحة, من دعم لاستمرار ثورتنا والجيش السوري الحر, والتوجه إلى الرأي العام العالمي بوثائق ملموسة دائماً.

نحن مطالبون كمجلس وطني بالعمل من اجل تلافي نتائج الفيتو الروسي قدر الامكان, وقدر المتاح, لأن المجموعة الدولية حتى اللحظة, لم تتخذ قرارا بدعم الجيش السوري الحر, لهذا يجب التركيز أيضا على المطالبة بمدن آمنة…واعتبارها مدناً منكوبة.
هذا الفيتو الروسي ألا يعتبر تدخلا دوليا سافرا? وهل تحول بوتين إلى حمل وديع في الدفاع عن سيادة الدول الوطنية? وانا أكتب الآن بابا عمر تقصف وثلاثة شهداء في مدينة حلب.
مهما حاول الروس ومن معهم النظام ساقط لأنه سقط منذ حوران ومنذ حمزة الخطيب انا لا أعرف فعلا كيف لمن يقف الآن مع هذه العصابة يمكن أن يتعايش مع الشعب السوري في المستقبل؟ 

السابق
لافروف: الأسد مستعد لوقف العنف والحوار… ودستور جديد بلا بعث هدية الاسد له
التالي
الرئيس بوتين الأسد !