تحدّيات الربيع العربي

أخطر ما يواجه الثورات هو التباين بين من قاموا بها لأن ذلك يطبل مرلة الانتقال من واقع كان مرفوضاً الى واقع تسعى اليه المجتمعات المتطلعة الى الافضل ولتكون نموذجاً لسواها في ممارسة الحرية والديمقراطية نشداناً للتقدم والتطور، وأياً تكن التحديات الخارجية فبإلامكان التغلب عليها عندما تكون الارادة موحدة واعتماد الديمقراطية نهجاً لتبادل وجهات النظر تحقيقاً للافضل.

في ضوء هذا المفهوم يتم حل المشكلات القائمة او المستجدة وهذا ما يجب العمل في ضوئه فلا يكون استئثار هذه الجهة او تلك بالحكم ومحاولة تغايب فريق على آخر وإلا فإن الديكتاتورية التي تم التخلص منها تعود ثانية وتحتاج مجدداً الى ثورة مضادة تمتص المزيد من الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي، وهناك غير مثل يمكن الافادة منه ويتلخص في ما يوصف بالدويلات او المقاطعات والكانتونات وهذه قاعدة راسخة توضح كيف تدول الدول.

وليس مقبولاً في الطبع ان يقع بلد عربي في تباين بين اطرافه بالتخلي عن الانانية والمطامح الذاتية طمعاً في حكم لا يثبت ما لم يجسد ارادة الشعب ويحقق مطالبه في الحرية والحياة الكريمة، وهذا مطلوب من القوة ذات النفوذ والقدرة على تسيير الامور، لذا فإن قيام كل مؤسسة بدورها هو المفروض بعيداً عن اي تدخل او ضغط لأن التمسك بهذا الاسلوب يعيد المشكو منه من جهة ويوجب مقاومته للتخلص منه اي القيام بالثورة مجدداً.
ثم ان النهج الديمقراطي السليم يوفر الارادة الوحدة للتغلب على تحديات الخارج لان ثغرات التدخل تكون مسدودة في وجهها وهذا ما تعيشه الدول والشعوب الآمنة والمستقرة وان كانت بحاجة الى المرور بمراحل حسمت سلبياتها بالتكامل والتعاون بين اطياف المجتمع كافة، وليس هناك شك في ان المتربصين بالعالم العربي كثر ويحاولون شتى الاساليب التأثير سلباً على الربيع العربي ومنع سرعة انتشاره وحصانته.

ويعرف شباب الثورة بصورة خاصة ان اسرائيل هي المستفيدة من عرقلة الحراك الثوري وانتصاره على من فرضت عليهم اتفاقات ومعاهدات ضد ارادة شعوبهم ووطنيتهم وعشقهم للحرية بالانتصار على اي عدوان قد يتعرضون فكيف اذا كان ممن يحتل الارض بالقوة ويطمع في التوسع ويمارس تغيير المعالم الديمغرافية والثوابت التاريخية كما يحدث بالنسبة للضفة وغزة والقدس بصورة خاصة.
ولا يجب ان تكون هناك مخاوف من فئات لها ايديولوجيتها الذاتية، ولا من بقايا حكم الفرد فتاريخ الثورات خصوصاً الفرنسية يؤكد التغلب على حركات معاكسة وتحقيق ما ثار الشعب من اجله، بنظام ديمقراطي وعدالة ومساواة وحرية ووضع الامكانات المتاحة في ميدان التقدم والتطور والحصانة والمنعة.  

السابق
تبلور الوجهة السورية
التالي
الاخبار: داتا الاتصالات: مشروع مشكل في مجلس الوزراء اليوم