التنمية السياحية المستدامة بمشاركة متوسطية في صور

حاول المؤتمر الوطني السادس لـ "مشروع بحرنا"، الذي يضم كلا من لبنان، وتونس، ومالطا، وايطاليا، واليونان، بمشاركة عدد من الجامعات والمختصين والباحثين، وضع "سلة من عناصر الجذب السياحي" للمدن المتوسطية المشاركة في المشروع الممول من "الاتحاد الأوروبي". وقدم المشاركون في المؤتمر، الذي عقد في استراحة صور أمس، برعاية رئيس البلدية المهندس حسن دبوق، بحضور قائمقام صور سعد الله غابي، ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، افكارا وتجارب، تساهم في خطة التنمية المستدامة للسياحة في إطار المسار التراثي. وركزت اقتراحات المشاركين وغالبيتهم من المدن المتوسطية التي حلت فيها الحضارة الفينيقية، على سبل تفعيل التواصل وكسب الخبرات المتبادلة، للوصول إلى سياحة مستدامة قائمة على الإرث التاريخي والتطور الحداثي.

بعد عرض لدبوق حول مدينة صور وتاريخها التراثي والحضاري والدور الذي تقوم به البلدية لرفع المستوى السياحي عبر مجموعة من المشاريع، ومنها مشروع الإرث الثقافي، توقف مدير المشروع في ايطاليا جورجبو نريزكارس عند الأهمية الكبيرة لإطلاق التعاون المشترك بين المدن على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، واستفادة كل مدينة من خبرات المدن الاخرى في مجال السياحة المستدامة. واعتبر تانجيا ماكانتوس من "جامعة ايجي" في اليونان أن "اجتماع المدن المتوسطية في الدول المشاركة في المشروع يؤسس للمزيد من التعاون في ما بينها"، مؤكدا أن "العمل في المرحلة الحالية سيتركز على مدينة صور".

وأعطى ماكانتوس عددا من وصفات الجذب السياحي، التي تستخدم في "ايجي"، ومنها "الترويج للعادات والتقاليد، والحديث عن الإرث التاريخي والثقافي، والاهتمام بالحرَف، وكل ما يمت بصلة إلى التاريخ وهوية المدينة".
ولفت رئيس "جمعية تنمية التراث والسياحة" في مدينة باجة التونسية عبد اللطيف الطبوبي إلى ما يجمع تونس بلبنان وخاصة مدينتي صور وقرطاج. وقال: "إن أساس المشروع ينطلق من الرابط الفينيقي بين المدن المنضوية فيه، حيث يجري التركيز على تبادل الخبرات والتجارب والآليات بين المدن المتوسطية مجتمعة". وتناول الدكتور حسن البدوي من "الجامعة اللبنانية" مسألة العمارة والمشهد الطبيعي، عارضا لدراسة تتناول تحسين مسارات المشاة في صور، بعدما تدهور وضع الأماكن العامة وانعدمت المساحات الخضراء ومناطق الاستراحة والتفسح للناس، مشدداً على إيلاء المحمية الطبيعية في أطراف المدينة الجنوبية كل اهتمام، وخلق أماكن للدراجات الهوائية، وتحويل قسم من موقف السيارات الصيفي في منطقة المحمية إلى بحيرة دائمة تغذى بالمياه من مسار قناة رأس العين.

وأشار مدير "محمية صور الطبيعية" حسن حمزة إلى موقع وأهمية المحمية في مدينة صور "الوحيدة من نوعها على الشاطئ اللبناني، والتي تشكل موئلا للطيور المهاجرة، وتنوعاً في الحياة البرية والبحرية، إضافة إلى احتضانها شاطئا رمليا كبيرا، وبرك مياه رأس العين الطبيعية". وشدد الدكتور فارس اليازجي من "مجال للمرصد" على إشراك الطلاب والتلامذة، في التعريف بالتراث والإرث الثقافي والتاريخي، وخلق مجالات للحوار بين الحضارات.  

السابق
العرب في مرمى الهدف
التالي
مجدلاني: باسيل سيجعل لبنان كله من دون كهرباء