إيران والخليج: درء الفتنة

من مصلحة إيران وجميع دول الخليج التنسيق في ما بينها بشأن التداعيات التي ربما ستنشأ جرّاء إقدام الدول الغربية على فرض عقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية، الأمر الذي قد ترد عليه إيران بإغلاق مضيق هرمز بوجه السفن الأميركية والغربية، ما قد يتسبب باحتمالات نشوب معركة في المنطقة.
ليس من مصلحة دول الخليج حدوث توترات عسكرية حولها، وهي ليست طرفا في هذا النزاع. وليس من مصلحة إيران استعداء هذه الدول ودفعها نحو المزيد من التحالف مع الدول الغربية. الطرفان بحاجة لمتنفسات إقليمية وهنالك تداخل في المصالح بينهما، تبدأ من الخليج وتمر بالعراق وسوريا ولبنان وصولا إلى غزة. وهذا الواقع يجب أن يكون مقدمة لحوار خليجي – إيراني يأخذ في الاعتبار أنّ من مصلحة الجميع التفاهم على عدم التصادم في المرحلة الحالية، والحد من منسوب الفتنة المذهبية الذي بدأ يرتفع كثيرا ليلامس الانفجار والإضرار بأمن واستقرار المنطقة وتفريق المسلمين وضربهم وتمزيقهم وتقسيمهم وشرذمتهم.

أخطر ما في التوتر الخليجي – الإيراني المُضمر هو أنْ يتحوّل إلى صراع مذهبي على مستوى المنطقة. هنالك تناقضات مصلحية كثيرة بلا شك، لكنها تناقضات سياسية واقتصادية ولا تمت للعقائد بصلة، وعليه فإنّ الدفع بالأمور نحو الفتنة على خلفية مذهبية ليس في مصلحة أحد سوى الأطراف الطامحة بثروات الأمة وأرضها وإعادة استعمارها بسبل وأوجه متعددة.
لا بدّ للمسلمين جميعهم من ميثاق شرف ديني – سياسي ينبذ الفتنة وينظّم الاختلاف وينطلق من المصالح المشتركة والأخذ بهواجس الجميع دونما استثناء أو تمييز، وهذا الميثاق يستدعي عقد قمة عربية – إقليمية طارئة تبحث أحوال المنطقة، لتُلاحظ أنّ كل ما يجري يُنذِر بأسوأ العواقب التي لن تترك أحداً ينجو من براثنها.. فيما الغرب يتفرّج وإسرائيل ترتاح والعالم يسرق خيراتنا.  

السابق
مسيرة نسوية ضد الاغتصاب
التالي
موسى: وضع سوريا خطير الله يلطف