وول ستريت على استعداد للربع الرابع الكئيب

عصفت ببنوك وول ستريت أزمة الاقتصاد الأميركي المتداعي وأزمة الدين الأوروبية. بالنسبة لمعظم مصرفيي وول ستريت، كان 2011 عاما من الأفضل لهم نسيانه. سرعان ما سيكتشف المستثمرون كيف كان ذلك العام سيئا بالنسبة لكبريات المؤسسات المالية في الدولة.
في الأيام الأخيرة، بدأ المحللون في خفض تقديراتهم لأرباح الربع الرابع من العام ببنوك «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» و«سيتي غروب» و«بنك أوف أميركا». كذلك، يتوقع المحللون أن يحقق بنك «جي بي مورغان تشيس»، أرباحا أقل، والذي سيكون أول بنك من بنوك وول ستريت يعلن نتائجه يوم الجمعة.
«من المرجح أن يكون عام 2011 هو أسوأ عام فيما يتعلق بزيادة أرباح البنوك منذ عام 1938، وحتى الآن، لا يبدو عام 2012 أفضل حالا بكثير»، هذا ما قاله مايكل مايو، محلل بشركة «كريديت أغريكول سيكيوريتيز»، ومؤلف كتاب نشر مؤخرا بعنوان «منفي في وول ستريت: رحلة محلل لإنقاذ البنوك الكبرى من نفسها». وقال: «لقد نمت الصناعة بسرعة فائقة خلال العقدين الماضيين، والآن تباطأ معدل نموها. سوف تستغرق هذه العملية وقتا، لكن التأثير السيئ على الأرباح واضح الآن».
لقد تأثرت بنوك وول ستريت سلبا باقتصاد ضعيف في الولايات المتحدة وبمخاوف من انتشار أزمة الدين الأوروبية، باعثة بموجات صادمة عبر قطاعات النظام المالي.
في الوقت نفسه، تتوقع غالبية البنوك تسجيل خسارة محاسبية في الربع الرابع بسبب أداء ديونها. في الربع السابق، زادت هذه المعاملة التي تتم مرة واحدة من أرباح عدد من البنوك بشكل هائل.ومع ركود العمل، بدأت بنوك وول ستريت تقلل عدد عامليها ونفقاتها.
سيترجم عام 2011 الكئيب في صورة تقليل لعلاوات الموظفين، وهو الإجراء الذي ستبدأ معظم البنوك في اتباعه خلال الأسابيع المقبلة. يتوقع خبراء التعويضات احتمال انخفاض قيمة التعويضات الممنوحة لموظفي وول ستريت بنسبة 30 في المائة عن مستوياتها قبل عام. وعلى الرغم من أن خفض العلاوات ربما يكون بنسب كبيرة إجراء شائعا من الناحية السياسية، فإنه سيستهلك العائد الذي تحصله ولاية نيويورك من وول ستريت.
دانيال آكر، «بلومبرغ نيوز»، لويد سي بلانكفين، الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس»، الذي شهد هبوطا في عائدات تداول عملائه.

 تتجلى التحديات التي تواجه وول ستريت من خلال أداء «غولدمان ساكس» (على مدى أعوام، كان مثار حسد منافسيه لقدرته على تحقيق أرباح ضخمة حتى في الفترات العصيبة) في الأرباع الأخيرة. في الربع الثالث، أعلن بنك «غولدمان» عن خسارة قيمتها 428 مليون دولار، مقارنة بأرباح قيمتها 1.74 مليار دولار حققها البنك العام الماضي، قال الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان»، لويد بلانكفين، للمستثمرين إن أداء «غولدمان» كان «مخيبا للآمال».
بالنسبة للربع الرابع، من المتوقع أن تحقق الشركة ربحا قيمته 2.02 دولار للسهم، بحسب استطلاع رأي أجرته وكالة «تومسون رويترز» لمجموعة محللين. ويقل هذا الربح عنه قبل شهر، حيث كانت قيمته 2.81 دولار للسهم. ومن المرجح أن تقل الأرباح بدرجة أكبر خلال الأيام المقبلة، حيث يقدم مزيد من المحللين تقديرات جديدة. بعض المحللين لديهم بالفعل «غولدمان»، الذي حقق يوم 18 يناير (كانون الثاني) ربحا يقل عن دولار واحد للسهم في الربع الرابع.
ووجهت لوائح جديدة، مصحوبة بهبوط في عائدات تداول العملاء وانخفاض قيمة بعض أبرز حملة أسهمه، مثل البنك الصناعي والتجاري الصيني، استثمارا استراتيجيا قامت به الشركة في عام 2006، ضربة موجعة لبنك «غولدمان» في الربع الثالث. ومع ذلك، فإن أداء أسواق الأسهم تحسن في الربع الرابع، ومن ثم، يجب أن يحقق «غولدمان» مكاسب من بعض الاستثمارات نفسها التي استفادت بعضا من الأرباح المحققة قبل بضعة أشهر.
ولا يعلق هوارد تشين، المحلل بشركة «كريديت سويس»، آمالا كبيرة على نتائج الربع الرابع لبنك «غولدمان ساكس».

«إننا نتوقع نهاية هادئة لعام عسير بالنسبة لـ(غولدمان ساكس) وصناعة الوساطة، وربما يكون عام 2011 في المرآة الخلفية الآن، نعترف بأن العام انتهى نهاية مشؤومة تتجلى في المستويات المتدنية لإقبال العملاء على المخاطر وركود موسمي نهاية العام»، هذا ما كتبه في تقرير صدر يوم الخميس. ويتوقع تشين أن تحقق الشركة أرباحا نسبتها 70 في المائة في الربع الرابع.

سكوت إيلز، «بلومبرغ نيوز»، جيمس غورمان، الرئيس التنفيذي لشركة «مورغان ستانلي» التي حققت أرباحا قيمتها 2.15 مليار دولار في الربع الثالث.
كذلك، خفض المحللون تقديراتهم لبنك «مورغان ستانلي» المنافس الرئيسي لبنك «غولدمان». فقد تأثر بنك «مورغان ستانلي» بدرجة أكبر من بنك «غولدمان ساكس» بالأزمة المالية. وفي حين يعد لاعبا رئيسيا في الكثير من القطاعات التي يهيمن عليها بنك «غولدمان ساكس»، مثل عمليات البيع والتداول، قرر في أعقاب الأزمة المالية القيام باستثمار كبير في قطاع إدارة الثروات، وهو قطاع عام ينطوي على قدر أقل من المخاطر، ويحقق نتائج أكثر ثباتا.
حتى الآن، يبدو أن الاستراتيجية، التي يقودها الرئيس التنفيذي لشركة «مورغان ستانلي»، جيمس غورمان، تحقق نتائج إيجابية. فقد حققت الشركة أرباحا قيمتها 2.15 مليار دولار في الربع الثالث، بعد خسارة قيمتها 91 مليون دولار تكبدتها خلال العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فإنه في الربع الرابع، سوف يحقق بنك «مورغان ستانلي» أرباحا ضخمة ما قبل الضريبة لمرة واحدة تقدر قيمتها بـ1.8 مليار دولار مرتبطة بتسوية قانونية قامت بها مؤخرا. وسوف يترجم هذا في صورة ربح قيمته 64 سنتا للسهم الواحد، ومن المرجح أن يجعل هذا بنك «مورغان ستانلي» يغرق في الديون في هذا الربع. ويتوقع محللون أن يتكبد البنك خسارة قيمتها 54 سنتا للسهم الواحد في الربع الرابع. وقبل شهر، كان الإجماع على أن البنك سيحقق ربحا قيمته 29 سنتا للسهم، بحسب وكالة أنباء «تومسون رويترز». (لم يعلن مورغان ستانلي بعد متى سينشر نتائج أدائه).

كذلك، سيراقب المستثمرون أداء «بنك أوف أميركا»، الذي قد كافح من أجل التعافي من تأثيرات الأزمة المالية. وتزيد قيمة تداول أسهم الشركة الآن على 6 دولارات، وهي قيمة جيدة بالنظر إلى أن قيمة تداولها كانت تقدر بنحو 5 دولارات فقط قبل بضعة أسابيع. وعلى الرغم من ذلك، يظل قطاع الرهونات العقارية بها يشكل عبئا. ويتوقع أن يحقق «بنك أوف أميركا»، الذي سيعلن عن نتائجه يوم 19 يناير (كانون الثاني)، ربحا قيمته 20 سنتا للسهم الواحد في الربع الرابع، وهو ارتفاع عن 4 سنتات في الربع نفسه قبل عام.
لقد نجحت شركة «جي بي مورغان تشيس» في التعافي من الأزمة المالية بشكل أفضل من بعض البنوك الأخرى، ويرجع ذلك بشكل جزئي لأنها تملك بنك تجزئة ضخما يحقق أرباحا ثابتة. غير أنها تملك بنكا استثماريا ضخما ليس محصنا ضد المخاطر نفسها التي تواجه منافسيه. فقد انخفضت أرباح بنك «جي بي مورغان» بنسبة 4 في المائة، أو بقيمة 1.02 دولار للسهم الواحد في الربع الثالث، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى تباطؤ في التعامل مع مشكلات الرهونات العقارية. ويتوقع محللون أن تعلن الشركة عن ربح قيمته 93 سنتا للسهم الواحد في الربع الرابع. وقد أعلن البنك عن ربح قيمته 1.12 دولار للسهم في الربع الرابع من عام 2010.
ومن المقرر أن يعلن بنك «سيتي غروب» عن أرباحه يوم 17 يناير (كانون الثاني). ويتوقع محللون أن يحقق أرباحا قيمتها 76 سنتا للسهم في الربع الرابع، مقارنة بربح قيمته 40 سنتا للسهم الواحد في الفترة نفسها في العام الماضي.
وفي بحث أجري مؤخرا، قال جيف هارت، المحلل بشركة الوساطة «ساندلر أونيل»، إن أرباح «سيتي غروب» بفعل عدد من معاملات المرة الواحدة، مثل تعويضات إنهاء الخدمة المدفوعة للموظفين وخسائر التحوط من المخاطر الائتمانية. غير أنه ليست كل الأخبار سيئة.
«في الوقت الذي نخفض فيه تقديراتنا لعائدات أسواق رأس المال، يجب أن يعوض التأثير الحقيقي بدرجة كبيرة تكاليف الائتمان الأقل مما تم توقعه مسبقا»، هكذا كتب. ويتوقع هارت أن تحقق سيتي غروب ربحا قيمته 43 سنتا للسهم الواحد. 

السابق
وقد يرسلهم الله لنا!
التالي
الاستعداد لعام 2012.. عام العمل واللعب