النهار: مهلة أسبوع لمخرَج يطوي أزمة الأجور ومداخلات سياسية تعطّل المناقلات الديبلوماسية

على رغم انشغال الأوساط الحكومية والاقتصادية والنيابية أمس بالحركة المتصلة بإيجاد تسوية لملف الاجور من جهة والسجال المستمر حول امن الحدود مع سوريا من جهة اخرى، برزت معطيات اخرى تتعلق باستعدادات المسؤولين للمحادثات التي سيجريها الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون خلال زيارته لبيروت في نهاية الاسبوع.

وكشفت مصادر مطلعة لـنا ان اتصالات ومشاورات تجري بين عدد من المسؤولين وقوى سياسية وحزبية في مقدمها "حزب الله" الذي عبّر مرات عدة عن موقف سلبي من زيارة بان كي – مون لبيروت، من اجل التوافق على العناوين العريضة للموقف اللبناني من مجموعة الملفات الشائكة التي ستثار بين المسؤولين اللبنانيين والامين العام للامم المتحدة، وتالياً تجنيب شرذمة هذا الموقف واستدراك أي تباينات قد تشوبه مما يضعف صورة لبنان. واوضحت ان ما لمح اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري من اعتزامه اثارة موضوع التنقيب عن النفط مع المسؤول الاممي يشكل احد العناوين التي جرى تداولها في المشاروات الجارية بين المسؤولين، والتي تشمل ايضا مسائل اخرى اساسية، منها موضوع تجديد البروتوكول المعقود مع المحكمة الخاصة بلبنان والذي سيتعين على بان كي – مون ان "يستشير" الحكومة اللبنانية في أمره، وكذلك موضوع الوضع على الحدود مع اسرائيل وانعكاسات الازمة السورية على لبنان.

وعشية زيارة بان كي – مون للبنان التي تبدأ الجمعة وتستمر ثلاثة ايام. نقل مراسلنا في نيويورك علي بردى عن الناطق باسم الامين العام مارتن نيسيركي أمس وصفه اللبنانيين بانهم "من اكثر الشعوب المضيافة"، وسئل عن قول احد مسؤولي "حزب الله" ان الامين العام "ليس موضع ترحيب في لبنان"، فأجاب: "لدى الامين العام وجهة نظر كما لدى الكثيرين حول العالم ان اللبنانيين من اكثر الشعوب المضيافة اينما كان … وهو لا يرى سببا لأي امر خلاف ذلك في هذه الرحلة بالتحديد".

الأجور
الى ذلك، افضت الجهود الكثيفة التي بذلت أمس في ملف الاجور الى تثبيت مبدأ التسوية والعمل على بلورة التفاصيل المتعلقة بالحل النهائي في مهلة لا تتجاوز الاسبوع، الامر الذي املى ارجاء طرح هذا الملف على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها اليوم في قصر بعبدا.
وقد عرض الملف في الاجتماعين اللذين عقدهما وفد مشترك من الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وسط دفع قوي من طرفي الانتاج لانقاذ هذا الملف من التجاذب السياسي. وأبلغت مصادر معنية "النهار" ان ثمة توافقا سياسيا برز مع المرونة التي أبداها العماد عون حيال مطالب الوفد المشترك، على تسوية سياسية اقتصادية اجتماعية ترضي العمال وارباب العمل ولا تستفز وزير العمل شربل نحاس، ويجري الاعداد لهذه التسوية في أروقة السرايا الحكومية بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد عون. وقالت المصادر إن المخرج بات قريبا، وقد أصر ميقاتي على تحضير المناخ الملائم لإنجاحه قبل عرضه على مجلس الوزراء وخصوصا بعد الايجابية التي أبداها العماد عون. ويجري البحث في صيغة تلحظ "قوننة" الاتفاق الذي تم التوصل اليه في قصر بعبدا بين فريقي العمال وأرباب العمل على أن تتلاءم مع بعض ما يطرحه مشروع الوزير نحاس، وذكر أن بلورة هذه الصيغة ستحتاج الى اجتماع بين نحاس وممثلي الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام.

إرجاء التعيينات
ويشار في هذا السياق الى أن بند تعيين الامين العام الجديد لوزارة الخارجية ومدير الشؤون السياسية في الوزارة قد سحب أمس "توافقيا"من جدول أعمال مجلس الوزراء من أجل "طرح ملف التعيينات الديبلوماسية في سلة واحدة في جلسة لاحقة" استنادا الى التبرير الذي أوردته مصادر وزارية لهذا الارجاء.
لكن المعلومات المتوافرة لدينا في هذا الصدد تفيد ان مداخلات سياسية على أكثر من مستوى قد مورست في الايام الاخيرة وأدت الى تجميد مشروع المناقلات الديبلوماسية وارجائه، مع العلم ان المشروع يشمل 60 سفيرا و15 قنصلا عاما ومجموعة من السكرتيرين. وجاء في المعلومات ان مرجعا احتج على تعديل بعض المراكز التي كانت في يد احدى الطوائف، بعدما تدخلت قوى سياسية في هذا التعديل. وتشهد الوزارة حاليا شغورا للمرة الاولى في منصبي الامين العام ومديرية الشؤون السياسية، بالاضافة الى نقص في 34 مركزا توازي نصف الملاك.
وعلمت "النهار" ايضا ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي استقبل امس الوزير جبران باسيل في زيارة هي الثانية له لبكركي في غضون أسبوع، وتناول اللقاء موضوع التعيينات في ضوء عمل مشترك يجري بين بكركي وبعبدا والرابية من أجل التنسيق لتمرير التعيينات، لكن البحث لم يتناول مناصب محددة بعد. كما تطرق اللقاء الى موضوع خطر الأصوليات على لبنان.

سجال "القاعدة"
في مجال آخر، بدا امس ان جلسة لجنة الدفاع النيابية لم تطو صفحة السجال السياسي حول موضوع وجود "القاعدة" في لبنان، على رغم اتسام المناقشات النيابية بالهدوء. وقد أدلى وزير الدفاع فايز غصن بمطالعة خلال الجلسة نفى فيها ان يكون قصد عرسال في حديثه عن القاعدة "بل الحدود مع سوريا" وأوضح ان مصدر معلوماته هو الجيش.
غير ان نواب المعارضة أعلنوا عدم اقتناعهم برد الوزير، وستتابع اللجنة مناقشاتها لاحقا.  

السابق
السفير: بدل النقل … يؤجّل الأجور
التالي
اهل بيت اوتاوا منقسمون… بانتظار تدخل المجلس الشيعي الاعلى