واتكنز: قلقون من الأحداث جنوباً.. واللاإستقرار في المنطقة

منذ وصوله الى لبنان في شباط الماضي، يعمل روبرت واتكنز على أكثر من جبهة. فالمنسق الخاص لنشاطات الامم المتحدة اساسا يمثل منذ ايلول الفائت الامين العام للامم المتحدة بالوكالة، الأمر الذي جعله محور ملفات عدة.

بين جولات على المسؤولين اعقبت اصدار التقرير الأخير المتعلق بتنفيذ القرار 1701، وزيارة قام بها الى اسرائيل لمتابعة سلسلة قضايا ابرزها مسألة الانسحاب من شمال الغجر، قوّم واتكنز لـ"النهار" التطورات الأخيرة. في مقدمها الاحداث الأمنية المتتالية جنوباً والتي تثير قلقاً أممياً بدءاً من اطلاق الصواريخ مروراً بالاعتداء على القوة الدولية وصولاً الى الاوضاع في المخيمات، ولاسيما منها عين الحلوة. وإذ يلاحظ "تصاعداً مهماً" في وتيرة الاحداث، يرى ان جزءاً من المشكلة يرتبط بأنه حتى اليوم لم يحصل اي نوع من العقاب لهذه المسائل"، وملمحاً الى ارتباطها باللااستقرار في المنطقة.
عمليا، ترافقت الاحداث الامنية مع معلومات متضاربة عن امكان حصول تبدل على مستوى "اليونيفيل" ودورها. ويرد المسؤول الاممي عليها مؤكداً ان مراجعة الاستراتيجيا كانت مقررة مع تجديد مهمة انتداب القوة الدولية في آب الماضي، "وهي تمثل اجراء دوريا يتخلله تقويم لتبيان أن لدينا العدد اللازم من الفرق التي تقوم بالنشاطات المناسبة في المكان والوقت الملائمين وذلك للتأكد من فاعلية المهمة". ويدعو، في معرض تعليقه على الكلام عن تسليم الجيش بعض المسؤوليات وعدم تزويده العتاد اللازم، الى بناء تدريجي لقدرات القوى اللبنانية المسلحة وقوتها.

خرج واتكنز بعد لقائه المسؤولين الاسرائيليين الشهر الماضي بانطباع متكرّر مفاده ان ثمة قراراً اسرائيلياً متخذاً مبدئياً في اعادة الغجر الى لبنان، الا ان الخطوة تنتظر وضع التدابير الأمنية المناسبة لنقل المسؤوليات. وفيما ينوه بايفاء الحكومة اللبنانية بحصتها من موازنة 2011 للمحكمة الدولية يذكّر بأن التفكير بحصة 2012 قد بدأ. اما الكلام عن زيارة مرتقبة للامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الى لبنان فيدرجه واتكنز في اطار دعوة تلقاها بان من رئيس الجمهورية خلال انعقاد الجمعية العمومية في نيويورك.

وهنا نص المقابلة: دعوتَ بعد لقائك وزير الخارجية عدنان منصور لبنان واسرائيل الى القيام بالمزيد لتأمين تنفيذ متطلبات الـ1701.
– "هدفنا التوصل الى وقف دائم للنار وإحراز تقدم. ما زلنا بعيدين من ذلك في ظل الخروق وقد ذكرناها في التقرير الأخير، كالخروق الجوية الاسرائيلية، ولا تقدم في مسألة الانسحاب من شمال الغجر وتحديد الحدود اللبنانية (…) ركزنا على ما اورده الـ1701 عن الاستقرار النسبي في الجنوب. ويوم مناقشة التقرير في مجلس الأمن، حصل اطلاق للصواريخ وتواصل ذلك. كما شهدنا انفجارات في صور والمشكلات في مخيم عين الحلوة وصولا الى الاعتداء الثالث ضد "اليونيفيل" خلال سنة. هذه تطورات مزعجة". 
 هل قادت التحقيقات الى ادلة؟
– كلا. حصل تبنٍّ لاطلاق الصواريخ فتبنٍّ مضاد. وثمة تحقيقات تقودها القوى اللبنانية المسلحة. جزء من المشكلة ان ثمة تصاعدا مهما في وتيرة الأحداث الامنية الا انه حتى اليوم، ليس لدينا اي نوع من العقاب لهذه المسائل".
 نلاحظ من كلامك ترابطا بين الاعتداءات المتكررة. هل تعتبر ان ثمة لاعبا واحدا وراءها؟ هل ترتبط بالاوضاع في سوريا والتشنج ضدّ ايران؟
– ثمة احتمالات عدة ولكن لا أدلة. نرى ان الاحداث مرتبطة باللاستقرار في المنطقة. فثمة تغييرات جارية في الشرق الأوسط ككل من البحرين الى سوريا مروراً باليمن ومصر.
 تزامنت الاعتداءات مع مراجعة القوّة الدولية لاستراتيجيتها، وكلام عن خفض القوّة الفرنسية؟
– أقول بصورة حاسمة ان لا علاقة بين الأمرين، فمراجعة الاستراتيجيا كانت مقرّرة مع تجديد مهمة انتداب القوة الدولية في آب الماضي، وهي اجراء دوري تخضع له اي قوة لحفظ السلام ويتخلله تقويم لتبيان أن لدينا العدد اللازم من الفرق التي تقوم بالنشاطات المناسبة في المكان والوقت الملائمين وذلك للتأكد من فاعلية المهمة. هذا لا يعني ان ثمة تغييراً في قوة الفرق. وقد يلامس الأمر تكوين "اليونيفيل"، للتأكد من هذه الفاعلية. هذا هدف التقويم.
 يبحث موفد من الخارجية الفرنسية قي وضع القوة الفرنسية مع المسؤولين.
– صدر كلام واضح عن الحكومة الفرنسية مفاده انه لن يصار الى خفض الفرق واي قرار في هذا الشأن لن يستند الى الاعتداءات بقدر ما يرتكز على نتائج تقويم خارجي والتوصيات المتعلقة بالفرق.
 هل تخشون عودة الجنوب "حديقة خلفية" للخلافات الاقليمية؟
– نخشى اي ارتفاع في وتيرة الاحداث الامنية. نحن قلقون جداً ونريد ان نقوم بما يمكننا لتفاديها ومواصلة الاستقرار. نحن بالطبع قلقون حيال وجود الاسلحة في نطاق عمل القوة الدولية. نعرف انها موجودة ولكن لا نعرف كميتها ومكان وجودها.
 اتهم وزير الدفاع فايز غصن اسرائيل بالاحداث؟
– لكل طرف وجهة نظره، لا معلومات لدينا عن المسؤول عن الاعتداءات.
 هل ستنفذ "اليونيفيل" اعادة انتشار وتسلم الجيش بعض المناطق نتيجة المراجعة؟
– ينص الـ1701 على ان قوة حفظ السلام لن تبقى هنا الى الأبد وعلى القوى المسلحة اللبنانية ان تنتشر جنوباً وتضطلع تدريجاً بمسؤولية حفظ السلام والاستقرار في الجنوب. هذا هو الهدف على المدى الطويل. ويجب ان يكون هناك بناء تدريجي لقدراتها. بدأ العمل على ذلك منذ اليوم الاول لانتشار القوة عبر تدريبات مشتركة مع القوى اللبنانية. أحد أهداف المراجعة سيكون كيف يمكن ان نطور هذا المعطى (…) نعرف ان الجيش في حاجة الى دعم وتدريب اضافي. لن يتحقق التسليم بين ليلة وضحاها".
 هل تؤشر الأحداث في عين الحلوة الى امكان استخدام المخيم من طرف ثالث للتوتير؟
– الوضع شديد التعقيد في المخيمات ويتعلق بمسائل سياسية واقتصادية واجتماعية. ويبدو في عين الحلوة الأكثر تقلباً. هناك تأثيرات عدة فيها. نسعى الى ضمان أن الاشخاص يعيشون في هذه المخيمات في سلام ويواصلون الحصول على الخدمات والدعم من المجتمع الدولي عبر "الاونروا".
 نشرت تقارير عن دخول عناصر من "جند الشام" وفصائل للعبث بأمن المخيمات؟
– نحن قلقون حيال حفظ الاستقرار وازدياد العنف في المخيمات وندينه (…).
 زرت اسرائيل الشهر الماضي، هل تتوقع حرباً جديدة في الجنوب؟
– اللااستقرار المتزايد يؤدي الى مناخ لا يساهم في حفظ الاستقرار. ان وضعا كهذا يعزّز القلق حيال اي نزاع. من المهم خفض التصعيد. الوضع مستقر ولكنه هش. قد يتحول حادث صغير مهماً ويؤدي الى مقتل جنود ومدنيين.
 هل أثرت وضع الغجر؟
– القرار متخذ مبدئياً في اعادة الغجر الى لبنان، الا انهم ابلغوني انهم ينتظرون التدابير الامنية المناسبة لنقل المسؤوليات.
 نوهت بجهود الرئيس بري عبر تمويل المحكمة الدولية.
– المهم ان التمويل لسنة 2011 كان ناجحا. كيف تحقق ذلك؟ هذه مسألة لبنانية داخلية. سددت الحكومة حصتها من موازنة 2011 وبدأنا التفكير في حصة 2012.
اشدت بلقاء بكركي في حين تبرز انتقادات لطرح "اللقاء الارثوذكسي" الانتخابي؟
– رحّبنا بفكرة توحيد الافرقاء المسيحيين كي يتمكنوا من التحدث بصوت واحد. اما اي نظام انتخابي يعتمدون، فهذه مسألة داخلية. المجتمع الدولي عبر الامم المتحدة يدعو بقوة الى اصلاحات انتخابية يضفي على النظام الانتخابي اللبناني معايير ديموقراطية معمولاً بها عالمياً.
 

السابق
جهة حزبية فاعلة
التالي
لا تنسوا الصواريخ العشوائية واعتداءات اليونيفيل