ورشة عمل للصحافيين لتعزيز أدوات حل النزاعات

نظم برنامج الأمم المتحدة "UNDP" ورشة عمل بعنوان "تعزيز مهارات الصحافيين من خلال أدوات حل النزاعات" في 17 و18 كانون الأول في فندق"برنتانيا-برمانا" بمشاركة عدد من الصحفيين من وسائل إعلامية لبنانية مكتوبة ومسموعة ومرئية وإلكترونية، بينها "النشرة".

تهدف الدورة إلى إعداد صحفيين تكون مهمتهم نشر ثقافة تحليلية جديدة تطرح وتناقش النزاع بطرق مختلفة في مؤسساتهم الإعلامية عن طريق فهم الواقع والتخفيف من التشنجات التي من الممكن أن تنشأ نتيجة صدام أو صراع من أجل خدمة المجتمع والحفاظ على السلم الأهلي، وايضا تزويدهم بمهارات ومعلومات لازمة للتعامل مع النزاعات وتطوير قدراتهم في مواجهة الخلافات الناجمة عن العنف، إضافة إلى تعزيز جهود المصالحة المجتمعية.
"النشرة" كانت حاضرة حيث تمّ في الجلسة الأولى عرض لمقدمة حول حل النزاع والتعريف به بأنه "عدم توافق قصير الأجل وقابل للحل إذا استخدمت أدواته بشكل صحيح هذا على الصعيد الشخصي، وعليه فان النزاع قد يختلف عن الصراع ، حيث إن الصراع عبارة عن مشاكل طويلة الأمد وعميقة الجذور تحتوي على قضايا تبدو للوهلة الأولى أنها غير قابلة للتفاوض وعصية بوجه كل الحلول والمقترحات لحلها".

وتطرق المشاركون إلى أسباب النزاع وتحليله من مختلف جوانبه انطلاقا من مشاكل عايشها البعض سواء في مؤسساته الإعلامية او تعبر عن تجارب شخصية، ويتألف التحليل الأساسي للنزاع من خمس مراحل:
مرحلة ما فبل النزاع: وهي المرحلة التي تظهر بها الإختلافات بين طرفين أو أكثر. فالنزاع في هذه المرحلة قد يكون كامنا وغير ظاهر، رغم توفر الجاهزيّة لدى أحد الأطراف أو بعضها للمواجهة. كما وتتسم هذه المرحلة غالبا بحالة من التوتر بين الأطراف.
المواجهة: ينضج الخلاف أكثر في هذه المرحلة، اذا ما شعر احد الاطراف أن هناك مشكلة، ويشعر مؤيدوه بالانخراط في مظاهرات، وقد تنشب بعض المشاجرات بين الاطراف من حين وآخر، ويسعى فيها كل طرف بجمع موارده لزيادة وتيرة المواجهة.
الأزمة: وهي ذروة النزاع وتأتي هنا كحالة حرب، تنقطع سبل الاتصال فيها بين الأطراف.
 
النتيجة: تقود الأزمة بطابع الحال الى نتيجة، قد يهزم فيها الاطراف الآخر، او قد تحصل مفاوضات في حالة الحرب، او يستسلم احد الاطراف ويتخلى عن مطالب لصالح الطرف الآخر وهو ما يمكن تسميته "تنازلات"، وكما ايضا يحصل تفاوض بمساعدة وسيط، وغالبا ما تقوم سلطة او طرف ثالث أكثر قوة بالتدخل لاجبار الاطراف على وضع نهاية للقتال والوصول الى تسوية مرضية للطرفين.
وبيّن المشاركون أيضا أن طريقة حل النزاعات يجب أن تستند لتحليلات علمية ونظرية ذات علاقة مباشرة بطبيعة وفلسفة المجتمع ومرتكزة على نتائج تحليل النزاع وبحث مراحله وتحديد دوافعه المباشرة وغير المباشرة، وصولا لإنهائه بشكل غير قابل للتكرار.
كما تجدر الإشارة الى انه تم رسم خارطة النزاع بشكل تصاعدي وتراجعي مع تمارين تطبيقية نفذها المشاركون في الورشة.

اما في اليوم الثاني، فقد تناول الصحفيون موضوع الحوار والذي بغيابه يظهر الخلاف بين فريقين او اكثر، وتكون الخطوة الاولى لحل النزاعات بإعادة الحوار بين الطرفين المتخاصمين، واهم اهدافه: اكتشاف الحاجات والمصالح التي تقف وراء المواقف المعلنة، ويختلف الحوار عن السجال اذ أن هذا الأخير هو تبادل للمواقف المتعارضة.
كما تم التطرق الى مهارات الحوار عبر إثبات الذات من خلال التركيز على المشاكل وتحمل المسؤولية والتصريح عن النوايا بشكل واضح، وايضا من خلال دعم الآخر عبر طرح الاسئلة للإستفسار وغعادة الصياغة.
وتمت مناقشة معوقات الحوار التي غالبا ما تكون السبب في إفشاله ومنها اللغة المقولبة والأحكام المسبقة على الامور، والتعميم الخاطىء، او اعتبار الطرف الآخر عدوا، او من خلال المزايدة على الوطنية في مسألة حب الوطن مثلا. وايضا من المعوقات التصلب في المواقف بهدف المكابرة واستقطاب الجماير، وعدم فصل العاطفة عن المنطق، او الموقف عن الحاجة.

وخلصت الورشة الى الاتفاق على توزيع المهام على الصحفيين مع نخبة من أساتذة الإعلام لتطبيق ما تم مناقشته ومتابعة الأمر في مؤسساتهم الإعلامية. 

السابق
نصائح إيرانية.. فاشلة!
التالي
الشيخ محمد يزبك: لقانون انتخابي يخدم الوطن