نصائح إيرانية.. فاشلة!

توقفت طويلا أمام تنامي الانتقادات الإعلامية الإيرانية تجاه ما يسمى بالنموذج التركي في التحديث.
هذه النغمة المتزايدة التي تطورت إلى حد إطلاق عدة مسؤولين تصريحات لا يمكن أن تمر علينا مرور الكرام، آخرها نصيحة العديد من المسؤولين الإيرانيين لدول الربيع العربي بعدم الانجرار نحو التشبه بالنموذج التركي في بناء الدولة العصرية!
وأضاف العديد من المسؤولين الإيرانيين – مشكورين – أن «النموذج التركي ليس هو النموذج المناسب الذي يجب أن تتبعه دول الربيع العربي وهي تتوجه نحو بناء أنظمة جديدة بعدما أسقطت أنظمتها السابقة».
وبالطبع لا يخفى على الجميع ازدياد التوتر بين طهران وأنقرة حول الملفات التالية:
1- المخاوف التركية من مستقبل الدور الإيراني في العراق عقب بدء إجراءات انسحاب القوات الأميركية.

2- المخاوف الإيرانية من علو الصوت التركي حول الأوضاع الداخلية في سوريا، التي تعتبر الحليف «رقم واحد» في المنطقة بالنسبة لطهران.
وتزداد المخاوف الإيرانية كلما بدأت تسريبات تركية تخرج من أنقرة تتحدث عن قيام الجيش التركي بالتدخل في المناطق الحدودية مع سوريا بهدف خلق منطقة عسكرية آمنة بين البلدين.
3- زيادة ملفات النجاح التجاري التركي مع معظم دول المنطقة، وآخرها الصفقة التركية مع المجلس الانتقالي الليبي، على أساس أن صعود القوة الاقتصادية التركية يشكل عنصر تهديد للدولة الإيرانية.
4- النمو الإيجابي للعلاقات التركية – الأميركية، يقابله زيادة انسداد أي قنوات خلفية للحوار بين طهران وواشنطن.

هنا علينا أن نسأل الإخوة في طهران الذين يقدمون لنا نصائح «افعل» و«لا تفعل»، ونقول لهم: «يا سيدي، قبل أن تنتقد النموذج التركي في الإصلاح، انظر إلى نفسك!».
أين إيران في المعدلات العالمية للتنمية أو الإصلاح السياسي أو قوائم أفضل الدول في الشفافية والحوكمة ومحاربة الفساد ومعدلات التنمية البشرية؟! ثم نرجوكم المقارنة بين أداء طهران وأنقرة.
إذا قمنا بدراسة مقارنة بين الأداء الإيراني في ملفات: الإصلاح السياسي، والاقتصاد، والعلاقات الدولية، وبين الأداء التركي، فإن أي رؤية موضوعية منصفة سوف توضح لكل صاحب عقل رشيد أن التجربة الإيرانية شديدة التأخر والتخلف.
قبل أن تنصحونا، انظروا داخل البيت الإيراني.
  

السابق
استخبارات الجيش اللبنانية تعثر على 4 صواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم قرب بلدة المجيدة
التالي
ورشة عمل للصحافيين لتعزيز أدوات حل النزاعات