لجنة لمتابعة الاحداث الامنية في عين الحلوة بصيدا

ما أن يهدأ الوضع في صيدا وترتاح المدينة قليلاً، حتى يفتح الموضوع الأمني في مخيم عين الحلوة، الذي بدأ يتصاعد تدريجاً عبر سلسلة من الأحداث الأمنية منذ محاولة اغتيال أحد عناصر «حركة فتح» في حي طيطبا، ثاني أيام عيد الأضحى الماضي، وصولاً إلى محاولة اغتيال أحد عناصر «فتح» عدي عثمان (مرافق قائد الأمن الوطني في لبنان صبحي أبو عرب)، وإلقاء القنابل شبه اليومية في المخيم، وآخرها كان فجر أمس الأول، عندما انفجرت قنبلة صوتية على مدخل المخيم، وسقطت وسط الشارع، انتهاءً باكتشاف عبوة (عبارة عن رزمة مؤلفة من عشرة أصابع ديناميت) في أحد الشوارع في المخيم، وتم تفكيكها.

مصادر لجنة المتابعة الفلسطينية، تؤكد أن «الهدف من القلاقل الأمنية هو إيقاع البلبلة، وإظهار الوضع الأمني أنه هشّ ولا يمكن ضبطه»، مؤكدة أن «سكان المخيم باتوا يشعرون بتلك الأجواء الأمنية الساخنة، وهم في حال من القلق الشديد. ويحملون مسؤولية هشاشة الوضع إلى القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، التي تعتبر الجهة السياسية والأمنية المسؤولة».
إلا أن تلك الأحداث بدأت تضع علامات استفهام لدى أبناء المخيم، حول الهدف من خلق ذلك الجو الأمني، مؤكدين أنه لم يعد كافياً إصدار بيانات الإدانة والاستنكار من قبل لجنة المتابعة، بل المطلوب معالجة الخلل بموقف فلسطيني موحد لمواجهة كافة محاولات العبث في المخيم. عضو لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية فؤاد عثمان اعتبر أن ما يجري في المخيم، من تصاعد للوضع الأمني عبر محاولة الاغتيال أو إلقاء القنابل يهدف لإظهار مخيم عين الحلوة، والمخيمات الفلسطينية على أنها بؤر أمنية مطلوب معالجتها.

وحول الوضع الأمني في صيدا، قالت النائبة بهية الحريري: إن «اهلها ارتأوا واتفقوا مع بعضهم على أنهم ضد الأمن الذاتي وضد المربعات الأمنية، لأننا طلاب دولة ونريد أن تكون دولتنا هي المسؤولة عن أمننا واستقرارنا وتنظم الحياة اليومية للناس، ونريد ان نعيش مرفوعي الرأس وكرامتنا محفوظة». كلام الحريري جاء خلال لقائها في دارتها مجدليون «روابط العائلات الصيداوية»، حيث توقفت عند ما شهدته صيدا في الآونة الأخيرة من أحداث أمنية وتشنجات فتساءلت: «لماذا استهداف المدينة، يجب علينا ان نسأل هذا السؤال لماذا المدينة مستهدفة؟». وردت قائلة: «أولا هذه المدينة صودف أنها تضم ملفات متفجرة، الملف الفلسطيني، وبالتعاون مع أهل المخيم ومع العقلاء استطعنا أن ننشئ مساحة اطمئنان تمتد بين المدينة وبين المخيم تحت سقف الدولة وهذا إنجاز كبير. أما الملف الثاني، فهو التنوع الموجود». وشددت الحريري على أن «ثوابتنا واضحة ولا تتغير وسنبقى كذلك، ونحن من المدن القليلة، التي برغم كل التناقضات الموجودة، استطعنا أن نحافظ على هذه المدينة. وبالنسبة لنا أمن المدينة يتقدم على مصلحة الأفراد».

من جهة أخرى، قام أمس، وفد مركزي من «حركة حماس» في لبنان، برئاسة ممثل الحركة في لبنان علي بركة، بزيارة مدينة صيدا حيث عقد الوفد لقاء مع الدكتور عبد الرحمن البزري، وجرى البحث في آخر تطورات الوضع الفلسطيني. وأكد بركة إثر اللقاء أن «حركة حماس حريصة على إنجاح المصالحة الفلسطينية، وأن هناك سلسلة اجتماعات ستعقد في القاهرة في الأيام القليلة المقبلة بدءاً من 18 الشهر الجاري وحتى 22 الشهر من أجل وضع برنامج سياسي للفصائل الفلسطينية، ووضع الأسس والآليات لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا الأمر سيساعدنا على ترتيب الوضع الفلسطيني في فلسطين ولبنان». من جهته، أكد البزري أن «صيدا هي عاصمة الشتات الفلسطيني، وهي جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية. وان اللقاء مع وفد حماس، كوننا نخشى في خضم الأحداث الإقليمية على أهميتها أن تضيع البوصلة وتُغيّب القضية الفلسطينية، ويقوم العدو الاسرائيلي بما يقوم به الآن من تهويد للقدس ومقدساتها، ومزيدٍ من الاستيطان في الضفة والاستعداد لعدوانٍ جديد على غزة».
  

السابق
اسرائيل تعيد فتح جسر باب المغاربة في القدس
التالي
رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى فوق اليونسكو