صدَقَ القذافي

خلال أحد اجتماعات القمم العربية وقف معمر القذافي مخاطباً الموجودين في القاعة ومما قاله:
"كيف نسكت عن شنق رئيس عربي، صدام حسين، ألا تفكرون أن الدور قد يأتي على أي واحد منكم؟".
لم يقل القذافي "أي واحد منا" ولكنه قال "منكم" فهو وبلهجته الليبية قال "يمكن الدور جاي على كل واحد فيكم".
لكن القدر تدخّل في السياق ليكون القذافي أول من طالته المنية فجاء دوره ليقتل قبل أن يتعظ من نظيره زين العابدين بن علي ونظيره حسني مبارك.
الموقف مما جرى ينطوي على كثير من التعقيد إذ أننا ونحن على بعد آلاف الكيلومترات نحتار في أمرنا بقدر ما يبدو الأمر جلياً للشعب الليبي.

فنحن لا نناقشه في مسألة ما كان يديره القذافي وأمثاله من نظام استبدادي ولكننا في الوقت نفسه لا يمكننا أن نقر بصواب قتله من قبل قوات حلف الأطلسي.
لم يكن الأمر حادثاً عرضياً بل كان فعل قتل نفذته طائرات "الناتو" مستهدفة موكب القذافي الهارب.
مرة أخرى سيكون علينا أن نؤكد رفضنا الاختيار بين الاستبداد والاستعمار إذ أننا نؤمن بخيارات أخرى في مقدمها إرادة الشعب والديموقراطية.
من هنا نعيد تأكيد البديهيات المبدئية: نحن ضد الاستبداد وضد الاستعمار معاً ونحن مع إرادة الشعوب في تقرير مصيرها ومصائر رؤسائها وقادتها.
كان من الأفضل لو ألقي القبض حياً على القذافي وجرى تقديمه للمحاكمة العادلة بدل أن يخلّد اسمه كأحد ضحايا قصف طائرات "الناتو" على موكبه.. قريباً من آبار النفط حيث تشتهر ليبيا.
  

السابق
اللواء: المحاكمة الغيابية ممكنة في 11 ت2؟
التالي
سرقة اسلحة !!