حماس وتخاريف عباس

نبارك لـ «حماس»، وللفلسطينيين، وللأمة العربية والإسلامية، إطلاق الأسرى والمعتقلين من سجون الصهاينة، بعد الصفقة التي عقدتها «حماس» مع الإسرائيليين والتي تم بموجبها الإتفاق على إطلاق 1027 أسيرا فلسطينيا بعضهم ذوو محكوميات طويلة، مقابل إطلاق الأسير شاليط.
إطلاق الأسرى جاء بعد معاناة طويلة دفعت من خلالها «حماس» وجموع الشعب الفلسطيني الآلاف من الشهداء والجرحى، تحملوا خلالها حصاراً جائراً امتد لأكثر من خمسة أعوام، قدمت خلالها «حماس» أرواح ودماء مجموعة من قيادتها العسكرية والسياسية، وتعرضت مع أهل غزة إلى حرب مجرمة راح ضحيتها الآلاف كان من بينهم الشيوخ والنساء والأطفال.
حاولت إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة عسكرية واستخباراتية للوصول إلى الأسير شاليط، لكنها عجزت عن ذلك، ولتستسلم في الأخير لشروط «حماس»، وتطلق الأسرى، والتي صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي النتن ياهو بأن إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً من أجل استعادة شاليط. 
وفي غمرة هذه الفرحة العارمة بإطلاق الأسرى استمعنا إلى خطاب الرئيس الفلسطيني عباس، وهو يخطب بهذه المناسبة أمام الجموع، خطابا تناقلته وسائل الإعلام، وكم امتلأ ذلك الخطاب بالتخاريف، الرئيس يزعم بأن الأسرى هم من سيصنعون المصالحة، وأقول إن المصالحة لن تتم ما دام عباس وزمرته يأتمرون بالقرار الأميركي، والذي يضع الفيتو أمام هذه المصالحة.
عباس شكر الجميع على جهودهم في إطلاق الأسرى، ولم نسمع له كلمة واحدة يثني فيها على «حماس»، أو الفصائل التي شاركت في أسر شاليط والتي لولا الله ثم تلك العملية البطولية لما خرج أولئك الأسرى.
وكان من آخر تخريفات زعمه بأنه لن يذيع سرا حين يقول بأن إسرائيل قد وعدته بإطلاق عدد مماثل من الأسرى خلال الفترة المقبلة، وبعد انتهاء إطلاق جميع الأسرى في الصفقة الحالية.

تصريح يثير الشفقة على رئيس بهذا العمر وبهذا المنصب ويصدر منه مثل هذا الكلام والذي لا يصدقه عاقل، فلولا الضغوط الداخلية من أجل إطلاق سراح شاليط، والثورات العربية المجاورة لدولة العدو لما أقدمت إسرائيل على إطلاق الأسرى الفلسطينيين، ثم يأتي عباس وبكل برود وسهولة ليعلن عن هذه الكذبة العظمى، والتي جاء نفيها من المتحدث العسكري باسم الحكومة الإسرائيلية عوفير جلدنمان، والذي صرح بأنه للمرة الأولى يسمع بمثل هذه المعلومة.
ختاماً لا يصح إلا الصحيح، والحقوق إنما تنتزع انتزاعا، وتتحقق من خلال تقديم التضحيات، ومن حفر الخنادق لا من جلسات الفنادق، ولقد طبقت «حماس» بيت الشعر القائل:
وما نيل المطالب بالتمني  

السابق
أبو فاعور: يجب وضع حدّ للخرق السوري على الحدود
التالي
سقط القذافي…. وغدا تعلن ليبيا حريتها