محكمة الباطل

تربينا على أساس أن العدل أساس الملك و أصل الإنصاف، يعني أن كل ما نفعل نكافىء عليه خيرا” شرط أن يخدم المجتمع، هذا من المنظور المدني المجتمعي، و نكافىء عليه حسنات عند الربّ هذا دينيا”، إما بجنة أو نار، و إما بنعيم آخر، أي أن العدل أساس المستقبل، متى ما وجد، حلحلت المشاكل و لذلك أنشأ البشر محاكمهم و القوانين، طموحا” بالوصول إلى هذا الهدف و محاولة تحقيقه.

 لا، انا لا أكتب عن المحكمة الدولية و مدى عدالتها، لا أكتب عن العدل المنشود للفقير مع أنه من أسمى الأهداف، أكتب و يعتريني الخجل، خجل لم يفقه معناه القاضي حين ضربها أمامه، أكتب عن محام نسى أن العدل أساس الملك و نسي ما تعلم من قوانين عن قدسية المظلوم و جور الظالم، فكان بلطجيا” بدل أن يكون محاميا”، بلطجيا” بغطاء من قضاء كل ما أردنا الوثوق به خذلنا و صغر في أعيننا، قضاء عشش الفساد في جسده حتى حول العدالة من واجب إلى وجهة نظر، منصفا” الظالم و مغطيه، قاهرا” المظلوم كاسرا” لجناحه.لا داعي للتذكير بمآثر القضاء و أمثال هذا القاضي و ما فعلوا، تكفي كسور و أوجاع جومانا جبارة لتتحدث، تتحدث عن فاسد ما إحتمل حقيقته فضربها دونما تفكير أو رحمة، لم يسأل هذا المحامي عن الباطل لما قالت عنه جبارة فاسدا”، لم يخطر في باله أن من يضرب هي صاحبة حق لن يضيع ما دام ورائه مطالب، مطالب مكسور مجروح لكن لا متراجع يائس، لم يعرف ذلك البائس أن لا غطاء يحميه من ضميره إذا ما كان موجودا” حتى لو وجد من يحميه من قبضة العدالة، لم يعرف هو و القاضي معه أن لجومانا عزم كاف يجعل من قضيتها التي كانت شخصية في البادئ، بداية لقضية رأي عام أكبر من أن تختصر بثلاثة هم القاضي، المحامي و الصديقة الضحي، قضية عن فساد ناضل لأجل التخلص منه كثر، ليست جومانا الضحية الأولى و لن تكون الأخيرة، لملّاك سوليدر و السان جورج حكاية مع أمثال هذا القاضي أيضا”، قاض خاف سطوة النفوذ فرضخ بدل أن يحكم، باع ضميره و عدالة الميزان لصالح ميزان قوة سيفنى و تبقى العدالة، قضاء سيطوله الإصلاح و لو مهما عرقل، ليأتي فجر حرية جديد يمحي سواد ضرب جومانا و يلحم كسرها على بقعة الضوء القاتلة لظلمة النفق، المنهية عذابات من بكى و دمع.

آلام جومانا اليوم، لم تعد ملكها وحدها، بل أضحت آلامنا جميعا” نتشاركها على مذبح الوطن الجديد، نقدمها قربانا” في سبيل إسترداد الحق من سالبيه، و كيف إذا كان السالبون هم في الأصل المؤتمنون على حفظه؟ فلتكن بداية المعركة مع نظام و قضاء فاسديين، شعلة بداية الطريق، نحو تطهير الوطن من إرث الفساد لا أبقى القدر وارثيه. 

السابق
حايك: لبنان لن يكون بوابة تآمر على امن سوريا
التالي
الخطيب: لعدم الانزلاق إلى شرك الفتنة