مربو النحل في صور يطالبون بمكافحة الأمراض وحماية الإنتاج

تؤكد الأرقام التقريبية، التي يتداولها مربو النحل في لبنان، على أن إنتاج النحالين من العسل بات يغطي إلى حد كبير السوق المحلي، ويزيد في بعض الأحيان. وذلك بعدما أصبح العمل في القطاع، خلال العقدين الماضيين، ركناً من أركان النشاط الزراعي على الأراضي اللبنانية. ولا وجود لأرقام دقيقة، ولا حتى تقديرية لإنتاج العسل، أو عدد قفران النحل، التي ترتفع وتنخفض بحسب التقلبات المناخية أحياناً، والأمراض الفتاكة أحياناً أخرى. ويتحدث نحالو الجنوب، الذين يتشاركون مع زملائهم في باقي المناطق، الهموم والمطالب وسبل معالجة الأمراض، عن أهمية القطاع بالنسبة للجنوبيين، وتوفيره مداخيل أساسية، لآلاف العائلات، التي تعمل في قطاع تربية النحل.

ويتفق المزارعون في مطالبهم على مجموعة من النقاط، لتطوير تربية النحل، في مقدّمها رعاية الدولة ممثلة بوزارة الزراعة، وتشكيل تعاونيات تؤمن تسويق الإنتاج ومكافحة أمراض «الفروة» والتعفن الأميركي، وتعويضهم عن الخسائر التي أصيبوا بها خلال عدوان تموز، قبل أكثر من خمس سنوات. ويسجل نائب رئيس نقابة مربي النحل في الجنوب محمد حيدر حسن «تقدماً كبيراً لإنتاج العسل في الجنوب، وتمدّد قفران النحل في المناطق الساحلية والمرتفعات الجنوبية كافة، ابتداء من ساحل صور الناقورة، وحتى مرجعيون وحاصبيا. ويقول: «إن إنتاج العسل الصيفي للموسم الحالي كان وافراً جداً، حيث تراوح إنتاج قفير النحل من 16 إلى عشرين كيلوغراماً. وتتراوح أسعاره نتيجة الكميات الكبيرة المنتجة بين خمسة وعشرين وثلاثين ألف ليرة لبنانية»، مؤكداً على أن «وفرة إنتاج الموسم الصيفي قد عوّضت إنتاج الموسم الربيعي، الذي لم يتجاوز النصف، بسبب التبدل المناخي»، معيداً «سبب ارتفاع انتاج الموسم الصيفي إلى الرطوبة العالية».

ويرى حسن أن «الهم الأساسي لمربي النحل يكمن في مكافحة الأمراض، التي تفتك بالقفران، ومنها مرض «الفروة» الذائع الصيت»، مشيراً إلى أن «المعالجة تعتمد على المبادرة الفردية أساساً». وفي ما يتعلق بدور وزارة الزراعة المعنية بالقطاع، يلفت حسن إلى أن «الوزارة قدّمت دواء لمعالجة ومكافحة أمراض النحل. وأعطى بعض النتائج الإيجابية، ولكن تلك الكميات التي تعطى للمزارعين غير كافية، لا سيما أن المعالجة تحتاج إلى رشّ القفران مرتين في العام. وكل مرة تحتاج إلى ثلاث جرعات»، لافتاً إلى تلقي المزارعين وعوداً بتأمين الوزارة كميات إضافية من دواء مكافحة أمراض النحل «الفروة»، وهي عبارة عن حشرة تدمر يرقات النحل قبل نموها.
 وأشار حسن إلى أن الأمراض المعروفة، التي تصيب النحل «ناجمة في غالبيتها عن رشّ المبيدات الزراعية في البساتين، خصوصاً بساتين الحمضيات خلال شهر أيلول من كل عام»، مشيراً إلى أنه «إذا كانت الدولة تفرض رسماً جمركياً قدره ثمانية آلاف ليرة على كل كيلوغرام من العسل المستورد، فكيف يباع بعض أنواع العسل في الاستهلاكيات بسعر يتجاوز الضريبة بقليل، ما يعني أن هناك عسلاً يدخل تهريباً إلى لبنان، ويؤدي بالتالي إلى ضرب الإنتاج الوطني»، مجدداً مطالبة المزارعين تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم خلال عدوان تموز.

ويشير الحاج محمود عمار، الذي يعمل في تربية النحل منذ ما يزيد على الخمسة وثلاثين عاماً، إلى أن المطلوب من الدولة، ممثلة بوزارة الزراعة الاهتمام الكافي بتربية النحل، ومساندة المزارعين في مكافحة الأمراض، وتأمين أدوات النحل «الشمع» بأسعار منخفضة تتناسب مع أوضاع المزارعين وإنتاجهم. وقال: «لدينا مطلب أساسي ومزمن، يتمثل بضرورة إنشاء تعاونية للنحالين، تأخذ على عاتقها شراء النحل من المزارعين وتسويقه، حتى تساهم في تشجيع المزارعين، لإنتاج كمية أكبر ونوعية أفضل»، مسجلاً لوزارة الزراعة وقف الأدوية الزراعية «الضارة والفاسدة، التي من شأنها رفع منسوب الضرر على المزارعين وإنتاجهم». 

السابق
الكتاب المدرسي همّ والحل المستعمل
التالي
أزمات تنموية تضيّق الخناق على أهالي حاصبيا