قبلان: الدين بريء من كل إرهاب ينتهك حرمة الانسان والابرياء

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "عظم الله اجورنا باستشهاد الامام علي بن ابي طالب الذي تعرض لضربة لئيمة وموجعة من لئيم غادر، ونحن نستنكر الاغتيال بكل اشكاله وخصوصا اذا كان الامام علي عرضة لاغتيال وقعت اثره الواقعة وضاقت السبل، فضربة ابن ملجم لم توجه الى شخص علي انما وجهت إلى الاستقامة والنزاهة والانصاف والمساواة والحقيقة، فالامام علي رمز للانسانية ودعامة لاهل الحق، وقف بالمرصاد لكل ظالم وباغ ومفتر ومنافق. ونحن نذكره في هذا اليوم بعد ضربة ابن ملجم التي لم تؤثر في عزيمة الامام علي الذي بقي همه الوحيد حفظ الاسلام وبقاؤه. وباستشهاد الامام علي فقد العالم شخصية مباركة كريمة اذ جسد الامام علي كلمة الحق وقول الصدق والاخلاص والانصاف".

واضاف: "في مثل هذا اليوم جمع الإمام علي ولده واخوانه واوصاهم بتقوى الله ونظم الامر وصلاح ذات البين فلا يبغون الدنيا وان بغتهم ويعملون فيقولون الحق ويكونون للظالم خصما وللمظلوم عونا. ولذلك نلاحظ ان الامام علي طلب في اشد اللحظات حراجة من حياته العمل لما فيه رضى الله وكسب الأجر ونصرة الحق، مما يستدعي منا ان نتعظ بمواعظ الامام علي فنهتدي بأقواله ونتأثر بتعاليمه ونجسد القيم والمواقف التي سار عليها الامام علي اذ جسد الامام رسول الله فكان عمله في سبيل خير الامة واصلاحها وسدادها، فهو صاحب مواقف كبيرة ومباركة تشهد على صلابته وثباته وحبه للنبي ومحافظته على الاسلام. لذلك فاننا ندعو الجميع إلى التشبه بالامام علي حتى نحظى بشرف اتباعه ونكون في مدرسته الروحانية ونكون عظة لمن يتعظ وذكرى لمن يتذكر فنعمل بما يرضي الله تعالى. فالامام علي مبارك عند الله يعمل باستمرار للمحافظة على الاسلام وتراثه. وعلينا ان نتمسك بتعاليمه ونجتهد لان نأخذ من مدرسته التعاليم الربانية والحكم والمواعظ".

وتابع: "لقد كان يوم استشهاد الامام هو يوم التواصل مع الله والمكافأة منه للامام الذي قال حين ضربه ابن ملجم: "فزت ورب الكعبة"، لذلك فان المطلوب منا ان نعمل لنصرة الحق وازهاق الباطل، فالدنيا جافة من دون اسلام وقيم وتعاليم مما يحتم علينا ان نستمد العطاء من نهج رسول الله واهل البيت وخصوصا ان الدنيا إلى زوال ويبقى العمل الصالح هو الباقي. لذلك علينا ان نسارع الخطى فنعمل للمحافظة على الدعوة والقيم والتربية والاخلاق وخصوصا ان هناك جفاء لاهل البيت من قبل كل المسلمين وعلينا ان نزيل العتمة والغلظة عن وجوهنا فنعمل جادين لاصلاح ذات البين فنبادر لرفع معنويات المسلمين لان المسلم يعمل باستمرار لما فيه خير الانسانية ومواكبة الإنسان من اجل الاصلاح".

وقال: "لنتذكر ان الامام علي كان يوصي باصلاح ذات البين وبنصرة الحق وهو في حالة صعبة، لذلك فان مواقفه مدرسة وتعاليمه مدرسة وسيرته حق واستقامة وقوله عدل وفصل وحكم وعلينا ان نتعاطى مع الامام علي في رحلته الدنيوية لنعمل في سبيل الإصلاح فنكون مع النبي والامام علي في هذه المسيرة والتوجه فلا نتقاعس ونكسل. فالله تعالى امرنا بالإحسان والصلة وبإصلاح الامر وتصحيح مسيرتنا فنراجع الحسابات ونصحح الأخطاء ونبتعد عن الحقد والحسد لنكون على خط الاستقرار الذي سار عليه النبي والأئمة المعصومون".

وتحدث عن مناقب الامام علي الذي "أضاء التاريخ الإسلامي بفضائله مما يحتم ان نعود اليه في مواقفه وسيرته لنعمل لما فيه خير الامة ومصلحتها ورفع شأنها والمحافظة عليها، فنأخذ الحكمة من الامام علي ونتعظ بمواعظه لنكون في رحابه ولا سيما ان للإمام علي خاصية وأهمية اذ كان يتعاطى مع أهل الآخرة ويعمل لمصلحة الناس في الدنيا والآخرة. ان المؤمنين مطالبون بالتعاطي مع الأمور بحكمة وصبر وهدوء فيبتعدوا عن الفوضى والحقد ويبذلوا الجهود في التوبة والارشاد ليكونوا من احسن الناس خلقا وسلوكا فيقوموا بواجباتهم الدينية ويعملوا في سبيل الحق".

وختم: "ما يجري على أرضنا من سفك للدماء وقتل للأبرياء وانتهاك للحرمات أعمال مدانة نرفضها وندينها، اذ يجب الابتعاد عن الغل والكيد والبغضاء وعلى الجميع ان يكونوا عونا لبعضهم لان ما يجري على الأرض لا يمت إلى الدين بصلة. ان قتل الأبرياء في العراق وأفغانستان وباكستان أعمال تنافي تعاليم الدين، فالدين بريء من كل إرهاب يطول الأبرياء وممتلكاتهم وينتهك حرمة الانسان لان الدين استقامة وخلق ومكارم وافعال مرضية والدين نور يلقيه الله في قلب من يشاء. وعلينا ان نتمسك بالدين لأنه طريق حق واستقامة وهداية والاسلام خاتم الاديان السماوية التي تأمرنا بالعدل والحق والتسامح".
 

السابق
سعد: فريق 14 آذار يمارس التحريض المذهبي والطائفي منذ سنوات
التالي
سينغ: لم تتلقّ أي معلومات او رسالة مشابهة لتلك التي نشرتها السفارة الفرنسية