المستقبل: “حزب السلاح” يتّهم “المستقبل” بأنه ميليشيا مسلحة!

 كتبت "المستقبل" تقول ، لم تحجب العطلة الرسمية لمناسبة انتقال السيدة العذراء، تراكم الملفات الخلافية التي تظلل المشهد الداخلي، فإلى الانفلات الأمني المتنقل والتضييق على الحريات، والمنحى التصاعدي للضغوطات الحياتية والمعيشية، تبرز تدريجياً ملامح أزمة سياسية تهدد تماسك الحكومة والأغلبية الجديدة على خلفية أكثر من ملف، برز منها في الأيام الأخيرة موضوعا اعتماد النسبية في قانون الانتخاب العتيد وملف الكهرباء الذي سيعاد بحثه هذا الأسبوع داخل مجلس الوزراء.
وسط هذه الصورة، يصل اليوم إلى بيروت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها كلاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام.
وتكتسب الزيارة بعداً مهماً نظراً الى اهمية الملفات التي ستثار خلالها، ذلك ان ما يميزها هو ان لبنان سيرأس في ايلول المقبل مجلس الامن، في حين تقوم السلطة الفلسطينية بتعبئة ديبلوماسية واسعة استعداداً لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة بعد افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية.
كذلك ستكون الزيارة فرصة لبحث عدد من الملفات المتصلة بالوضع الفلسطيني في لبنان، ولا سيما منها اوضاع المخيمات الفلسطينية وموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها الى الجوانب المتصلة بتحسين الاحوال الانسانية والمهنية للاجئين الفلسطينيين. كما سيدشن الرئيس الفلسطيني السفارة الفلسطينية ويرفع العلم الفلسطيني عليها بعد موافقة الحكومة اللبنانية الاسبوع الماضي على الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني الى سفارة.
على صعيد آخر، يترأس الرئيس ميقاتي اليوم اجتماعاً وزارياً يضم وزيري الداخلية مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي وعدداً من المسؤولين، ويخصص لدراسة أوضاع السجون.
على خط المعارضة، أكّد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن "لا خلاص للبنان إلا بقيامة مؤسسات الدولة وهذا هو التحدي الكبير اليوم، أياً كانت الظروف والصعاب وتخلي البعض عن مسؤولياتهم". وقال "وعدونا بمرحلة جديدة، عهد جديد، سيعود الأمن والإستقرار والبحبوحة والإنماء، بربكم فسروا لنا ماذا يحصل؟"، مضيفا "يقولون لنا ان هذه الحكومة تحترم المؤسسات الدولية والقرارات والشرعية الدولية، ونحن متمسكون بسير العدالة، وغدا سترون كيف سننفذ القانون ونطبق القرارات الدولية، بذات النهار وبقلب الحكومة يقولون لنا لن تستطيعوا القاء القبض على المطلوبين من العدالة الدولية"، مجدداً السؤال "قولوا لنا من نصدق؟ قولوا لنا من هي هذه الدولة؟(..)".
من جهته، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري "أن "حزب الله يحاول الهروب إلى الامام من خلال السياسة التي ينتهجها"، مشيراً إلى أن "الحزب يحاول قمع الإعلام اللبناني". وقال "حزب الله يريد من خلال إعلامه أن يخبرنا أنّ ما حصل في الرويس هو انفجار قارورة غاز، وما حصل في انطلياس خلاف مالي تمت تسويته بواسطة عبوة ناسفة، وأنّ ما يحصل في المناطق هو مجرد خلافات تتم تسويتها بأحزمة ناسفة أو عبوّات موقوتة(..)".
بدوره، إعتبر الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أنَّ "إقتراح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بشأن الكهرباء تهريج وليس تشريعاً"، لافتاً إلى أنَّ "المشاريع الكبيرة تتقدّم بها الحكومات وليس مجلس النواب"، وسأل "لماذا لم يوافق التيار العوني لمدة سنة كاملة على موازنة 2010؟ ولماذا استغرقت لجنة المال والموازنة التي يترأسها عوني سنة كاملة لدراسة مشروع الموازنة؟(..)".
في المقابل، واصل "حزب الله" قصفه الكلامي وتوزيع اتهامات العمالة والتخوين. وأكد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان دعوة إسقاط المقاومة هي دعوة لإضعاف لبنان وجعله مكشوفا أمام العدو الإسرائيلي وبما يخدم مصالحه مجانا، عرف ذلك مطلقو شعارات سحب سلاح المقاومة أم لم يعرفوا"، وسأل فريق 14 آذار "بماذا تتباهون؟ بإنجازاتكم في لبنان؟ كل الإنجازات هدر وفساد ومديونية عالية ومشاكل داخلية، وإثارات مذهبية وطائفية"، وقال "عندما أسقط (الرئيس سعد) الحريري وحكومته قامت الدنيا ولم تقعد ونزل السلاح الميليشيوي لحزب المستقبل الى الشارع وبدأت التهديدات من كل حدب وصوب"، أضاف "حزب المستقبل لا يريد الإعتراف ان لبنان متعدد الطوائف والقوى وان لبنان للجميع"، معتبراً أن "حزب المستقبل اليوم ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى، فالميليشيا ماذا ينقصها؟ الميليشيا هي التي تحمل السلاح وتخرج الى الشوارع، وهم فعلوا ذلك في طرابلس وبيروت وطريق الجديدة وأماكن مختلفة(..)". 

السابق
جنبلاط: النسبية تكرس الانقسام العمودي وتزيد الاحتقان في لبنان
التالي
الحياة : “مئات القتلى والجرحى العراقيين بسيارات مفخخة وهجمات انتحارية