وتيرة العداء الإيراني – الخليجي!

لم  يكن في وسع التصريح الايجابي اليتيم الذي أدلى به وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، ان يصلح دهراً من العدائية والسلبية حيال علاقات طهران مع المملكة العربية السعودية خصوصاً ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً. وهكذا بدا الامر بمثابة غمامة عابرة في فضاء ملتهب بسياسة الاستفزاز الايرانية، وهو ما يعكس وجود اضطراب وتناقض داخل القرار السياسي في طهران!

في 13 تموز الماضي وعلى خلفية قول علي خامنئي: "ان ما يجري في البحرين نضال حقيقي وان ما يجري في سوريا انحراف هدفه ايجاد خلل في جبهة الممانعة"، وقف رئيس مجلس صيانة الدستور احمد جنتي ليقول: "ان الحوار بين البحرينيين غير مجد ويجب ان يفتح المسلمون هذا البلد". وبغضّ النظر عن ازدواجية المعايير هنا، بدا الموقف الايراني مرة أخرى وكأنه يتعمّد تعميق المشاعر المذهبية وتوسيع الكراهية بين المسلمين، وهو ما تتهم طهران عادة أميركا والصهيونية به!

بعد عشرة أيام أي في 23 تموز، أعلن علي أكبر صالحي ان هناك إمكانا لتبديد سوء التفاهم مع السعودية بشأن احداث المنطقة: "ليست لدينا مشاكل خاصة مع السعودية ونعترف بها بلداً مهماً في المنطقة ومؤثراً في المجالين الاقليمي والدولي". وبغضّ النظر عن حاجة الرياض أو عدم حاجتها الى هذا الاعتراف، حمل كلام صالحي لهجة تصالحية وخصوصاً عندما قال: "إن إيران تحترم سيادة البحرين واستقلالها وتريد لها السلام والاستقرار ولن تتدخل في شؤونها، ومن الضروري إيجاد تسوية بحرينية – بحرينية للمسألة".

كلام صالحي سقط بعد أسبوع، ففي 31 تموز شنت طهران هجوماً استفزازياً ضد الرياض، أعاد تأكيد سياسة الكراهية والعداء التي تنتهجها ضد جيرانها الخليجيين. جاء ذلك تعليقاً على قرار ألمانيا تسليم السعودية 200 دبابة من طراز "ليوبارد". طهران تزعم "ان الغرب يسلح السعودية لنهب ثروات الخليج"، في حين ان من الواضح والمعروف ان إيران هي المنغمسة في السلاح والنوويات والصواريخ حتى أذنيها، وهي التي لم تتوقف عن توجيه التهديدات الى جيرانها والتي تكرر عزمها على قصف المصالح الاميركية في المنطقة اذا تعرضت لأي هجوم.

أفلا يلاحظ النظام الايراني أنه يثير الاستغراب عندما يطلق هذه المزاعم المضحكة فعلاً بسبب 200 دبابة تشتريها الرياض لتحسين قدراتها الدفاعية، في وقت تتمادى طهران في تهديداتها الاقليمية وتدخلاتها السافرة في دول المنطقة؟ ثم كيف تجيز لنفسها امتلاك الصواريخ والنوويات ومحاولات الهيمنة الاقليمية، فإذا ما تسلح غيرها متحوطاً لتهديداتها، سارعت الى الزعم ان هذا السلاح قد يستعمل ضدها في أي هجوم عليها؟!

أخيراً، ليست صورة السعودية هي المخدوشة وتحتاج الى التحسين كما قال تحسين جلالي، بل صورة إيران هي المخدوشة داخلياً وخارجياً ولن ينفع تأجيج العداء وتوزيع الاتهامات في تحسينها اطلاقا!

السابق
من لقاء مع وليد جنبلاط
التالي
أردوغان يرث أتاتورك ويحكم العسكر كالسلطان