العريضي رعى تكريم طلاب في الدوير: لا حل لازماتنا الا بحوار العقلاء

 رعى وزير الأشغال العامة غازي العريضي احتفال بلدية الدوير لتكريم طلاب البلدة الناجحين والمتفوقين في الامتحانات والشهادات الرسمية، لمناسبة "ذكرى انتصار تموز 2006" بعنوان "أفراح الكلمة والنصر" على ملعب ثانوية العالم رمال رمال، في حضور وزير الدولة علي قانصوه، النائبين ياسين جابر وعبداللطيف الزين، ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، إمام بلدة الدوير العلامة السيد كاظم ابراهيم، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب سرحان سرحان، مدير العمل البلدي في "حزب الله" في الجنوب حاتم حرب، رئيس بلدية الدوير ابراهيم رمال وشخصيات سياسية واجتماعية وتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الاهالي.

بعد النشيد الوطني ودخول موكب الطلاب المكرمين، ألقى المربي عدنان جوني كلمة، تلته دانا حسن رضوان ورنا حدرج باسم الطلاب، ثم ألقى رئيس البلدية كلمة رأى فيها أن "الانماء الذي حمل أمانته الوزير العريضي هو ترسيخ لثقافة النصر والمقاومة وتأكيد ان الانماء يهدى لأشرف وأكرم الناس الذين حملوا أمانة الدماء التي هي أغلى ما في الوجود".

العريضي

ثم ألقى العريضي كلمة وجه في مستهلها "تحية الى أبناء وقادة وشهداء الجنوب في ذكرى انتصار تموز 2006، وتحية الى المقاومة قيادة ورجالا وشهداء وجرحى ومعوقين وأسرى محررين من كل فصائل المقاومة على مدى عقود من الزمن، ومن انتمى الى هذه المدرسة ليس بكثير عليه ان يحتفل في كل مناسبة وطنية او تربوية او ثقافية بتخريج اجيال يحملون الرسالة ذاتها والتعاليم والمبادىء ذاتها، ومن ينتمي الى وطن ومنطقة ويحمل قضية بهذا الحجم ومعه امانة هذه القضية بهذه العزيمة، لا خوف عليه وعلى ارضه وحاضره ومستقبله فكيف اذا كان محصنا بالعلم والثقافة والمعرفة؟ وأنتم ابناء امة سلاحها الكتاب، وأهم كتاب للعلم والثقافة واللغة والمعرفة والتوجيه هو ما انزل الينا، وليس ثمة ابلغ من الكلام الذي قيل في نهج البلاغة الذي يبقى المرجع الاساس، ومن هنا اجدد القول ان مسؤوليتكم كبيرة ليس كطلاب او خريجين بل كأبناء هذه البيئة".

وقال: "كنت اتمنى ان اقف بينكم كمسؤول لاطمئنكم وأقول لكم ان وطنكم بخير ودولتكم بخير وثمة مؤسسات حاضنة لكم تنتظركم ودولة تسهر عليكم وتريد أن ترعاكم وتهيئكم لمستقبل أفضل وتفتح الأبواب والآفاق أمامكم، ولكن واقع الحال ليس كذلك، وللاسف هذا يزيد من همومكم وهموم أهلكم ومتاعبكم ومتاعب الصادقين الصالحين المؤمنين الذين يفكرون خيرا لكم وبالتحدي الكبير الذي ينتظركم، لكن ذلك لا يعني يأسا على الاطلاق ولو كنا يائسين ونحن نعمل في الشأن العام ونعلم تماما مرارة التي نعيشها وحقيقة الوضع المؤلم الذي نواجه، ولو كنا يائسين لما كنا بينكم ولما كان لنا استمرار في هذا العمل الا اذا تطلعنا الى مرتزقة في الشأن العام ونحن لسنا منهم، والى الذين يعملون او يتعاطون السياسة من اجل مكاسب خاصة رخيصة ومكاسب آنية تمر ولكنها تدمر ونحن لسنا كذلك".

أضاف: "الوضع صعب ومقلق والإدارة أوضاعها مزرية والفساد متفش والسرقة في كل مكان والمؤسسات تكاد تنهار ولم يعد ثمة قيمة للشأن العام والعمل العام والامانة العامة والمسؤولية العامة في الادارات والشعور تجاه مصالح الناس الفقراء والكادحين والمظلومين في كل مناطق لبنان".

وتابع: "الطائفية معشعشة في كل الادارات، والمحسوبيات والمذهبيات والسمسرات والاهمال والتردي والفوضى والتنازع السياسي والخطاب السياسي المتدني بمستواه والحقد والكراهية والتخوين والاتهام والتشكيك وكل عوامل التفتيت والانقسام والتفرقة نعيشها في الخطاب السياسي، ومع ذلك نقول لكم وباسمكم لن نفعل ما فعلناه ولن نضحي ما ضحيناه ولن نكافح بما كافحناه وقدمناه لنسلم البلد الى الذين يريدون ان يعززوا هذه الثقافة ويعيثوا فسادا فيه، لذلك اقول اننا لسنا يائسين. قد تكون المسيرة مكلفة ومتعبة وتحتاج الى الكثير من الجهد والمعاناة لكنها تستحق هذه المعاناة لان لبنان وطننا والقضية قضيتنا والامانة امانتنا، ويجب ان نكون على مستوى هذه الامانة، فلن نتخلى عن مسؤولياتنا وسيأتي يوم تصلح فيه الامور ويكون الوضع افضل مما هو عليه، وهذه حقيقة وحتمية لكنها تحتاج الى رجال".

ودعا الى "التعلم من بشاعة الحرب الداخلية والحذر منها لما سببته لنا من دمار وقتل وغيره الى ان نصل الى معادلة اقليمية وهي الحوار وقد انتهينا آنذاك الى اتفاق الطائف، هذا الاتفاق الذي كان نتيجة الدم والحرب وهو اليوم دستور البلاد الذي لا يساوي شيئا من قلقكم او من دماء شهدائنا، وكذلك اعدنا الامور من سنوات لنعود ايضا الى اتفاقية غريبة عجيبة سميت اتفاق الدوحة، وكانت بديلا من التقاتل الداخلي وانعكاسا للمعادلة الاقليمية والدولية".

وسأل: "هل يجوز ان نجول كل عواصم العالم من لوزان وجنيف والطائف وسان كلو والدوحة حتى نتحاور ونحن لا نتحدث الى بعضنا البعض في لبنان؟ وهل يجوز ان نترك هذا الوضع في ظل هذه القطيعة وهوة عميقة بين بعضنا ولا نسمع الا الشتائم والتخوين والانفعال والتحريض المذهبي والطائفي والتفتيت حتى نصل الى مرحلة معينة اي الى طاولة؟ نقول لا، لاننا نريد ان نذهب الى طاولة محترمين انفسنا وابنائنا ووطننا ومستقبل اهلنا ولنكن بجانب بعضنا البعض ونستطيع ان نتحاور ونتفاهم ونبدأ بما اتقفنا عليه ونكمل النقاش".

وختم العريضي: "ليس ثمة حل لازماتنا ومخرج لها الا بالحوار والحوار يحتاج الى كبار وعقلاء وحكماء والى كبار واقوياء في نفوسهم ولا تتحكم العقد بهم من هنا او هناك".

بعد ذلك قدم الوزيران العريضي وقانصو ورمال دروعا تقديرية الى 250 متخرجا ومتخرجة. 

السابق
حمدان: من مسلمات الحوار الإتفاق على العدو والصديق
التالي
أسامة سعد: معاناة الفلسطينيين لا تحتمل وسلاح المخيمات منضبط