ثمانية دروس تستخلص من الربيع العربي

 صحيفة الفاينانشنال تايمز فقد خصصت صفحة كاملة وضعت لها عنوانا يقول: ثمانية دروس تستخلص من الربيع العربي.

وقالت كاتبة المقال رولا خلف انه مع حلول شهر رمضان تستعد حركة الشباب العربي لتصعيد حملاتها من اجل الحرية، لكن ثمن التخلص من عقود من الحكم الاتوقراطي المستبد سيكون عاليا.

ولخصت الكاتبة الدروس الثمانية في عناوين فرعية هي:

الدرس الأول هو أن الشباب العربي اثبت انه متمرد من كل اتجاهات التفكير، لا يخاف التغيير، على الرغم من محاولات الحركات السياسية التقليدية الاستفادة من تلك الانتفاضات وركوب الموجة.

الدرس الثاني هو أن السلالات الجمهورية الحاكمة في طريقها إلى الانتهاء والتلاشي، وان أكثر الحكام العرب المتمسكين بالسلطة هم الأكثر جشعا بينهم، والذين اختزلوا تلك السلطة وحصروا مراكز اتخاذ القرار في أسرهم ومقربيهم، وحاولوا توريث أولادهم السلطة، مثل الأسد ومبارك والقذافي.

الدرس الثالث هو تدخل الجيش، إذ مهما كانت قوة وتصميم حركات الشباب على التغيير، لم يكن التغيير ممكنا من دون تدخل الجيش والمؤسسة العسكرية، ووقوفه إلى جانب الشباب، كما حدث في مصر.

أما الدرس الرابع ، حسب رأي الكاتبة، فهو الحذر من الانقسام الطائفي. وتقول ان اخطر ما يهدد التحولات في العالم العربي حقيقة هو تفاقم وتصاعد التوترات الطائفية، وان ما ساعد على سرعة سقوط النظامين التونسي والمصري هو أن المجتمعين متجانسين إلى حد كبير، وهو أمر مختلف في سورية والبحرين، حيث تحكم الأقلية العلوية والسنية.

ورأت الكاتبة أن الدرس الخامس متمثل في الاستفادة الكبيرة التي تحصل عليها حركات الإسلام السياسي، لأنها الأكثر تنظيما خلال عهود الاستبداد، وعلى الرغم من أنها لن تسيطر على أغلبية الأصوات الانتخابية، إلا أن تدعيم موقفها يبين الاستقطابات التي يظهر فيها الإسلام السياسي على انه خطر اجتماعي داهم.

وقالت خلف أن الدرس السادس هو رد أنظمة الحكم الملكي على الحركات المطالبة بالتغيير. ففيما لا تعتبر الملكيات محصنة من التغيير، كما حدث في عمان والبحرين، نجحت اسر مالكة في البقاء والاستمرار أكثر من الجمهوريات لأنها تتمتع بدرجة معينة من الشرعية، كما هو الحال في المغرب.

واعتبرت الكاتبة أن الدرس السابع يتمثل في حدوث تحول في النظام الإقليمي، حيث تحركت القوى المضادة للثورات، بعد أن أدرك القادة العرب أنهم أمام تحد شعبي غير مسبوق، وكان المثال إرسال السعودية قوات للوقوف إلى جانب النظام القديم وحماية عرش ملك البحرين.

وقالت خلف أن الدرس الثامن هو أن على الغرب التريث والانتظار. ففي ظل أجواء عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، واستمرار تشكل النظام العربي الجديد، تتحرك قوى الغرب من اجل إعادة النظر في سياساتها للتأقلم مع الأوضاع الجديدة، وإقامة توازن بين دعم الديمقراطية من جانب، ودعم الحكومات الحليفة لها في المنطقة. 

السابق
ماكين يقول للمتمردين الليبيين :أوقفوا الانتهاكات أو جازفوا بوقف الدعم الأمريكي
التالي
كنعان عن تظاهرة الرويسات: الاستفـزاز والاستغلال وجهان لعملة واحدة