الراي: أغسطس المقبل شهر «المحطات الثقيلة» في لبنان

 تذهب الأوضاع اللبنانية الى فترة جمود ستمتد الى بداية شهر اغسطس المقبل والذي يبدأ معه شهر رمضان وسط مجموعة استحقاقات من شأنها ان تعيد الحرارة الى ذروتها حيال ملفات شديدة الاهمية في رسم المسار السياسي المقبل.
ومع تحديد موعدين لجلسة مجلس الوزراء في 2 اغسطس ومجلس النواب في 3 و4 منه، تقول أوساط وزارية لبنانية ان الايام العشرة المقبلة ستتسم بكثافة الاجازات ولكن ايضاً بالتهيؤ لشهر مفصلي في اغسطس يضم في اجندته الاستحقاقات الاساسية الآتية.
اولاً: ضرورة ان يرسل لبنان عبر السلطة القضائية فيه جوابه الى المحكمة الخاصة بلبنان في شأن مذكرات التوقيف الاربع في حق اربعة متهمين من «حزب الله» في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذا الجواب يفترض ان يرسل في الايام القليلة المقبلة بعد ان تنتهي مهلة الشهر المحددة لتلقي هذا الجواب. ويترتب على ذلك معرفة موقف المحكمة من هذا الجواب والخطوات التي ستتخذها بعد تلقيه. ويعتبر هذا الاستحقاق اساسياً في تبين بدايات تعامل المحكمة مع الحكومة اللبنانية الجديدة سلباً او ايجاباً.
ثانياً: الاعداد العملي لإطلاق دفعات جديدة من التعيينات قد تكون اكثر اهمية من الدفعة الاولى التي صدرت لجهة رسم الخط البياني السياسي الذي ستجرى على أساسه التعيينات ومدى قدرة الحكومة على التحلي بالحد الأدنى الممكن للضوابط والمعايير الجدية والنزيهة والمتجردة لهذه التعيينات أم الغرق في ورشة محاصصة مكشوفة ستعرضها لهجمات حادة وانكشاف على نحو مبكر.
ثالثاً: وضع مشروع قانون الانتخابات النيابية على نار مبتكرة وسط اتجاهات واضحة الى التعجيل في هذا الاستحقاق ولو قبل سنتين من الانتخابات النيابية. وتقول الاوساط في هذا المجال ان هذا الاتجاه ينطوي ضمناً على تحسب لاحتمالات سلبية في شأن عمر الحكومة، بمعنى ان قوى الاكثرية يناسبها التعجيل لوضع قانون انتخابي قد تتحكم بالكثير من مفاصله راهناً وتقره لئلا تأتي ظروف في المدى المتوسط او البعيد لا تعود معها ضامنة لاستمرار الحكومة او حتى لإمكان فرض ما تريده ولو بقيت الحكومة.
رابعاً: تنتظر الحكومة مع اغسطس وسبتمبر ومطلع الخريف استحقاقات على درجة عالية من السخونة في الشأنين المالي والاقتصادي ما يوجب عليها الاطلالة بأسرع وقت ببعض الخطوات والانجازات العاجلة التي من شأنها ان تخفف وطأة الاوضاع المتفاقمة. وهو امر سيستدعي ان تنكبّ فوراً لمسألة الاجور مثلاً والغلاء التي اثارها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في آخر جلسات مجلس الوزراء كما سيتعين على الحكومة توحيد نظرتها الى الملف المالي وتحديداً ملف الموازنات العالقة منذ ست سنوات.
على صعيد آخر، أعلنت الهيئة الشرعية في مؤسسة السيد محمد حسين فضل الله «أن المعطيات العلمية والحسابات الفلكية الدقيقة، تفيد أن الولادة الفلكية (الاقتران المركزي) لهلال شهر رمضان المبارك لعام 1432 هجري يكون نهار السبت 30 يوليو 2011 الساعة 18 و40 دقيقة مساء، بحسب التوقيت العالمي (غرينتش)، أي في الساعة 21.40 دقيقة مساء بحسب التوقيت الصيفي لمدينة بيروت، وحيث لا يمكن مشاهدة الهلال في أي مكان من العالم مساء السبت (ليلة الأحد)، لا بالعين المجردة ولا المسلحة، فيكون يوم الأحد متمما للثلاثين من شهر شعبان، ويوم الاثنين الأول من اغسطس، هو أول أيام شهر رمضان المبارك، علما أنه يمكن مشاهدة الهلال مساء الأحد (ليلة الاثنين) بسهولة في القسم الجنوبي لأفريقيا وفي أميركا الجنوبية، وبصعوبة في وسط أفريقيا».
 

السابق
الزميلان روجيه نهرا ورونيت ضاهر يوقّعان كتابهما عن” قضاء مرجعيون”
التالي
الوطن: القرار الظني في قضية الحريري… 63صفحة في نهاية آب