الديار: وأخيراً أبصرت حكومة الأكثرية النور والأسد اتصل مهنئاً

اخيرا ولدت حكومة "كلنا للوطن كلنا للعمل"، بعد 4 اشهر ونصف من الاجتماعات والنقاشات والخلافات والتسريبات. الولادة جاءت بشكل مفاجئ لجميع القوى، وحتى لاكثر المتفائلين الذين نعوا التشكيل، لكن وصول الرئيس نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا صباح امس واجتماعه بالرئيس سليمان وانضمام الرئيس بري الى الرئيسين بدد اجواء التشاؤم

لكن السؤال اللغز الذي طرح امس بين كبار المطلعين ماذا حصل في الساعات الاخيرة حتى ازيلت العقبات فجأة لكي تبصر الحكومة النور؟

وهل هناك اتصالات دولية – اقليمية ادت الى ازالة الاعتراضات ؟ اسئلة بحاجة لبعض الوقت حتى تتوضح هذه الصورة. لكن اللافت ان الرئيس السوري بشار الاسد كان اول المهنئين، حيث اجرى اتصالين بكل من سليمان وبري هنأهما بولادة الحكومة.

الولادة جاءت بعد اجتماع دام نحو اربع ساعات في بعبدا بين الرؤساء الثلاثة، ولكن خروج الرئيس بري "متجهما" من الاجتماع، اشاع اجواء قلق بين الاعلاميين، لكن استدعاء مدير عام مجلس الوزراء سهيل بوجي لاعداد المراسيم واذاعتها جزم بولادة الحكومة.

وتقول المعلومات ان المرسوم الاول الذي اعدته دوائر القصر الجمهوري وضم اسماء الوزير محمد قرعاوي كممثل عن سنة المعارضة، وعلي حسين عبدالله وزيرا للشباب والرياضة ازعج الرئيس نبيه بري جدا وسأل عن اسم فيصل عمر كرامي، واشار الى أن هذا الامر لا يمكن المزاح فيه قطعياً، وهناك وعد من حزب الله وحركة امل ومني شخصيا ومن السيد حسن نصرالله بتوزير فيصل كرامي. وجدد الرئيس ميقاتي اعتراضه على الموضوع وبأن الامر يشكل حساسية كبيرة له، وان احمد كرامي ضحى جدا ووقف الى جانبي ويجب ان ارد له الجميل، وهو ابلغني انه سيحجب الثقة عن الحكومة اذا تم توزير فيصل كرامي. وعلى الاثر غادر الرئيس بري القصر الجمهوري، وسادت اجواء بأن الولادة طارت الى اجل غير مسمى. وبعد مغادرته القصر الجمهوري، اجرى الرئيس بري اتصالا بقيادة حزب الله، وتم التأكيد على ضرورة استغلال هذه الفرصة لولادة الحكومة وعدم تضييع هذه اللحظة، كما اجرى الرئيس سليمان وميقاتي اتصالا بالرئيس بري.

وذكرت المعلومات ان الرئيس بري قدم حلا لعقدة آل "كرامي" وضحى من حصته من اجل ولادة الحكومة بأن اعطى حقيبة من حصة الطائفة الشيعية للوزير فيصل كرامي، الامر الذي احدث سابقة لم تعهدها الحكومات اللبنانية وتمثلت بـ7 وزراء للطائفة السنية مقابل 5 وزراء للطائفة الشيعية كما تمثلت مدينة طرابلس بـ 4 وزراء للمرة الاولى بتاريخ الحكومات ايضا.

وقد عقدت هيئة الرئاسة في حركة امل اجتماعا طارئا برئاسة نبيه بري
بحثت فيه موضوع تأليف الحكومة واصدرت بيانا هنأت فيه اللبنانيين بولادة الحكومة.

واكدت بالمناسبة ان مساهمتها في دفع عجلة التشكيل الى الامام وتأديتها دور الرافعة، انما يشكل انموذجا لكل القوى البرلمانية والقوى السياسية الحية لتقديم ما يلزم من تضحيات في سبيل العبور الى الدولة، ما يستكمل سياسة الوفاق والحوار التي اسس لها الاخ نبيه بري، وان الحركة ستمضي قدما في هذه السياسة من اجل استعادة لبنان عافيته ودوره في نظامه العربي والاقليمي.

واللافت ان العماد عون هو الرابح الاكبر في الحكومة بعد ان نال وزارات الطاقة والاتصالات والعدل والعمل وغيرها من الوزارات، فيما حقق الرئيس ميشال سليمان نصف انتصار بعد ان سمى وزير الداخلية مناصفة مع العماد ميشال عون ونال نائب رئيس الحكومة ووزير البيئة ناظم الخوري.

وضمت حكومة ميقاتي الثلاثينية 16 وزيرا جديدا و8 وزراء من حكومة الرئيس الحريري و6 وزراء سابقين. اما التغيير الابرز فكان اسناد حقيبة الدفاع لوزير محسوب على سليمان فرنجية بعد ان كانت من حصة رئيس الجمهورية، فيما الوزير الماروني السادس كان من حصة رئيس الجمهورية عبر الوزير ناظم الخوري.

لكن المفاجأة تمثلت بإبعاد محمد جواد خليفة عن وزارة الصحة واسنادها الى النائب علي حسن خليل، وقد اطاحت وثيقة ويكيليكس الوزير خليفة لان المعلومات اشارت بعد هذه الوثيقة الى ان خليفة خارج الوزارة الجديدة.
اما الوسطية المتمثلة بالرئيس سليمان وميقاتي والنائب جنبلاط فقد نالت الثلث المعطل عبر الوزراء نجيب ميقاتي وسمير مقبل، وغازي العريضي، محمد الصفدي، وائل ابو فاعور، علاء الدين ترو، احمد كرامي، ناظم الخوري، نقولا نحاس وليد الداعوق، حسان دياب، اما الوزير مروان شربل فهو مناصفة بين العمادين.

وضمت حكومة ميقاتي 30 وزيرا هم:
محمد نجيب ميقاتي رئيسا لمجلس الوزراء، سمير مقبل نائبا لرئيس مجلس الوزراء، طلال ارسلان وزير دولة، نقولا فتوش وزير دولة لشؤون مجلس النواب، غازي العريضي وزيرا للاشغال العامة والنقل، علي قانصو وزير دولة، علي حسن خليل وزيرا للصحة العامة، محمد الصفدي وزيرا للمالية، محمد فنيش وزير دولة لشؤون التنمية الادارية، وائل ابو فاعور وزيرا للشؤون الاجتماعية، جبران باسيل وزيرا للطاقة والمياه، حسين الحاج حسن وزيرا للزراعة، شـربل نحاس وزيرا للعمل، فادي عبود، وزيرا للسياحة، سليم كرم وزير دولة، علاء الدين ترو وزيرا لشؤون المهجرين، احمد كرامي وزير دولة، ناظم الخوري وزيرا للبيئة، فايز غصن وزيرا للدفاع الوطني، شكيب قرطباوي وزيرا للعدل، عدنان منصور وزيرا للخارجية والمغتربين، نقولا نحاس وزيرا للاقتصاد والتجارة، مروان شربل وزيرا للداخلية والبلديات، وريج صابونجيان وزيرا للصناعة، وليد الداعوق وزيرا للاعلام، بانوس منجيان وزير دولة، حسان دياب وزيرا للتربية والتعليم العالم، غابي ليون وزيرا للثقافة، نقولا صحناوي وزيرا للاتصالات، فيصل كرامي وزيرا للشباب والرياضة.

ثم ألقى الرئيس ميقاتي بيانا اكد فيه ان الحكومة ستكون حكومة كل لبنان، وستعمل من اجل جميع اللبنانيين، دون تفريق او تمييز بين من سيوليها ثقته او من سيحجبها عنها، ودون مسايرة لفريق على حساب اخر، او تسليم بمنطق المنتصر والمهزوم، او ممارسة كيدية او انتقامية، وستكون حريصة كل الحرص على المحافظة على العلاقات الاخوية المتينة التي تجمع لبنان مع كل الدول العربية الشقيقة من دون استثناء

وتجتمع حكومة الرئيس ميقاتي الاربعاء لاخذ الصورة التذكارية ولتشكل لجنة لاعداد البيان الوزاري حيث من المتوقع ان تنال الثقة بـ 66 نائبا بعد استقالة ارسلان وحجب للثقة مع النائب فادي الاعور.
وقد اعلن النائب طلال ارسلان استقالته من الحكومة في مؤتمر صحافي في دارته في خلده وانه سيحجب الثقة عن الحكومة، كما انتقد ارسلان بعنف الرئيس نجيب ميقاتي ووصفه بأقدع الاوصاف (…) واكد بأن ميقاتي لن يستطيع احداث فتنة داخل الطائفة الدرزية بينه وبين جنبلاط.

كما قام انصار ارسلان بقطع الطرقات الدولية بين بيروت والجنوب في خلده وطريق بيروت – دمشق في صوفر بالاطارات المشتعلة، وجرى اطلاق نار كثيف في الهواء، في قرى الشويفات والقرى الساحلية حيث عمل الجيش اللبناني على فتح الطرقات.

وخلال المؤتمر الصحافي غمز ارسلان من قناة الرئيس سعد الحريري واشاد بمزاياه وبأنه سيعود قريبا الى الحكم على حصان ابيض لان ميقاتي سيجلب على البلاد الخراب.

وتقول مصادر ارسلان ان ميقاتي حاول الايحاء لارسلان بأن مشكلة ارسلان مع جنبلاط الذي رفض التنازل عن حقيبة وزارية لمصلحة ارسلان. وتضيف المعلومات ان ميقاتي قال لموفدي ارسلان انه يرفض هذا الامر وهو مصر على اعطاء حقيبة المهجرين لارسلان، وانه يرفض اخراج ارسلان من الحكومة.

ومن المتوقع ان تشهد خلدة المزيد من الاحتجاجات خلال الايام المقبلة.
وبعد اعلان التشكيلة صدرت عدة مواقف ابرزها للرئيس ميقاتي، مشيرا الى ان حصول حزب الله وحلفائه على اكثرية الوزراء لا يعني ان لبنان بات في مواجهة المجتمع الدولي، واكد انه لا مانع عنده من توزير النائب فادي الاعور مكان ارسلان.

شربل
اما الوزير مروان شربل، فأشار الى ان مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي من الضباط الناجحين وفرع المعلومات سيطبق عليه القانون.
وتعليقا على تأليف الحكومة الجديدة، اوضح رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط انه نسجل للاكثرية الجديدة، رغم كل العقبات الداخلية والخارجية وبعض المطالب الذاتية التي تقليديا ترافق تأليف الحكومات، انها استطاعت ان تؤلف حكومة جديدة نأمل منها ان تعالج الملفات الكثيرة.

كما شكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باسم واسم الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال الوطني وهو وفى بوعده تجاه الحزب والجبهة والدروز. واذا كنت اتفهم بعض الاعتراضات في مضمونها وليس شكلها، فإن ذلك لا يلغي ان الدروز تمثلوا وفق حيثيتهم من ضمن التحالف العريض الذي تمثله الاكثرية الجديدة. كما اشكر كل مكونات هذا التحالف السياسي العريض على تعاونهم وتسهيلهم للتأليف.

واشار الى ان كل من شكك في قدرتنا على التأليف تنتابه غصة من المرارة.

كما انتقد حزب التوحيد العربي برئاسة وئام وهاب ما قام به انصار ارسلان واعتبر ان حصول الطائفة الدرزية على حقيبتي الاشغال والشؤون الاجتماعية هو مكسب كبير واذا كان البعض يزايد فهو يزايد لمكسب شخصي.

السابق
الأنوار: ميقاتي يتعرض لحملة من ارسلان رافقها حرائق واقفال طرق
التالي
إلى وريث “الزعيم”