فوضى اليمن أنباء سعيدة للقاعدة

أعد كين دناليان تقريراً نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان: «فوضى اليمن أنباء سعيدة للقاعدة»، نقل فيه تحذيرات مسؤولين أميركيين من أن تصاعد العنف في اليمن يعوق عمليات مكافحة الإرهاب، ويقدم للقاعدة وأتباعها فرصة للتجنيد والتخطيط. حيث تحولت مهمة الجنود اليمنيين، الذين تلقوا تدريبات أميركية لتتبع المسلحين، إلى حماية نظام علي عبد الله صالح المتداعي، مما يصعب عمليات التجسس الأميركية والعمليات العسكرية الخاصة. في الوقت نفسه، اضطرت الولايات المتحدة إلى ترحيل بعض العاملين من بعثتها الدبلوماسية بصنعاء. ويقول الخبراء إن اليمن هو البلد العربي الأول الذي تستفيد القاعدة فيه من الاضطرابات بعكس الانتفاضات السلمية والعنيفة التي شهدها الشرق الأوسط العام الجاري.
 
وطالب جاي كارني، المسؤول الإعلامي بالبيت الأبيض، الرئيس صالح مرة أخرى بالبدء الفوري في عملية انتقال السلطة، مطالباً الحكومة اليمنية بوقف العنف ضد المحتجين المسالمين. من ناحية أخرى، وردت أخبار مبالغ فيها عن سيطرة مقاتلي القاعدة مؤخراً على بعض المدن، إلا أن من سيطر على ميناء زنجبار هم الإسلاميون المحليون، حيث لا تحتاج القاعدة في اليمن إلى السيطرة على الأراضي للتخطيط للهجمات. جدير بالذكر أن فرع القاعدة في اليمن قد ظهر عام 2008 مع محاولته تنفيذ عمليات على الأراضي الأميركية. حيث قام عمر فاروق عبد المطلب يوم أعياد الميلاد عام 2009 بمحاولة تفجير قنبلة على متن طائرة متجهة إلى ديترويت أخفاها في ملابسه الداخلية. كما أعلنت القاعدة عن مسؤوليتها عن العملية التي تم إحباطها في أكتوبر بعد أن تمكنت الاستخبارات من اكتشاف متفجرات في طابعات كانت مرسلة كطرود متجهة من اليمن إلى الولايات المتحدة الأميركية. هذا وقد قامت القوات الأميركية بشن غارة استهدفت أنور العولقي، واحد من أكبر قادة القاعدة نفوذاً في شبه الجزيرة العربية، ولكنها لم تصبه. ويوضح التقرير أن الشراكة بين البلدين أتت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر بغية كسب الدعم في عمليات مكافحة الإرهاب. وبمرور الأعوام، تم نشر القوات الأميركية باليمن لتدريب قوات الأمن اليمنية والمساعدة في اصطياد المسلحين، كما أقامت الاستخبارات علاقات وثيقة مع الاستخبارات المحلية هناك والمعروفة باسم منظمة الأمن السياسي.

إلا أن برقيات ويكيليكس نقلت تسلل أنصار القاعدة إلى هذه المؤسسة. جدير بالذكر أن الأسابيع الأخيرة قد شهدت انشقاق قادة الجيش وبعض المسؤولين مما أدى إلى تصاعد العنف بين قوات الحكومة والقبائل والفصائل الأخرى بما ينذر بوقوع حرب أهلية. وترى بابرا بودن، السفيرة الأميركية باليمن منذ 1997 إلى 2001، أن عدد الإرهابيين في فرع القاعدة باليمن يتراوح بين 250 و300 شخص، حيث أن اليمن لا يرحب بوجودهم كمناطق البشتون لأسباب دينية وقبلية. من ناحية أخرى ترى السفيرة الأميركية السابقة في اليمن أن القاعدة ستجد التربة الخصبة لنموها حال انزلق اليمن أكثر في الحرب الأهلية. هذا وتبدو الخيارات محدودة أمام الولايات المتحدة لقلب الأوضاع، حيث لا تمتلك الاستخبارات الأميركية العملاء المطلوبين لتحديد الأهداف ودعم هجمات الطائرات دون ربان كما يحدث ضد المسلحين شمال غرب باكستان.

السابق
المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى يرفع سن الحضانة إلى 12 سنة
التالي
المنطقة العربية في 2016 أكثر ديمقراطية وأكثر إسلامية