الجمهورية: كونيللي تذكّر بمضمون زيارة فيلتمان إلى بيروت

على وقع الملفات المفتوحة على شتى الاحتمالات، والفرز السياسي القائم في ساحة النجمة على خلفية الخلاف على دستورية الدعوة التي وجّهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى عقد جلسة تشريعية في 8 حزيران الجاري. توجّهت الأنظار إلى بكركي حيث يُعقد لقاء بكركي – 2 الماروني الذي سيؤسّس للقاء بكركي – 3 على قاعدة مسيحية أوسع، وذلك على وقع الملاحظات التي سجّلها مجلس المطارنة الموارنة أمس حول الملفات الحكومية والإدارية.

وتحتضن بكركي أوّل لقاء من نوعه يعقد تحت عنوان استكمال ما أقرّه السينودس الخاص بلبنان، حيث يلتقي 36 مارونيّا قبل ظهر اليوم تحت عباءة البطريرك الراعي، من بينهم القادة الموارنة الأربعة الذين جمعهم البطريرك في 19 نيسان الماضي والنواب الموارنة، وكلّا من النائب السابق نايلة معوض ورئيس حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده وأربعة مطارنة شكّلوا سابقا اللجنة التي وفّرت التواصل بين الأحزاب المسيحية ، وراعي تلك المرحلة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.

وعلى جدول أعمال اللقاء الذي خُصّصت له القاعة الكبرى في بكركي ملفّان أساسيّان، اختيرا بعناية على أساس أنّ هناك إجماعا عليهما من كلّ الأطراف والأقطاب الأربعة تحديدا. وهما ملف الحضور المسيحي في الوزارات والمؤسّسات الرسميّة وفق جداول مقارنة تتناول الشغور في الإدارات المسيحيّة. بالإضافة إلى ملف بيع الأراضي وحركة انتقال الملكية ما بين الطوائف على حساب المسيحيين في مناطق حسّاسة بهدف إحداث تغيير ديمغرافي يغيّر في طبيعة وهوية بعض المناطق اللبنانية.

وسيناقش المجتمعون سلسلة من التقارير التي أنجزتها لجان خاصة في الرابطة المارونية مع جداول مقارنة وإحصائيّات دقيقة للغاية أنجزها خبراء واختصاصيّون في هذه القضايا.
وعلمت الجمهورية أنّ الأطراف المشاركين في اللقاء لم يتبلغوا أيّ تعديل على جدول الأعمال، وأنّ احترام موقع البطريرك واستضافته للقاء سيتركان له هامشا واسعا للتدخّل وللتعديل لإضافة أيّ نقطة إلى جدول الأعمال أو تركه كما هو. ولذلك سيكون من المحتوم أنّ بعض العناوين ستضاف إلى جدول الأعمال، ومنها المستجدّات على مستوى الوضع الأمني في البلاد، واعتباره من تداعيات غياب الحكومة الجديدة وأحداث متفرقة أخرى منها ما يتصل بما تعرّضت له المؤسسة المارونية الكبرى لابورا في معرض كلّية العلوم في الفنار، ما تسبّب بحال من الرفض الجامع لدى أوساط بكركي والأحزاب المسيحيّة.

وقالت المصادر إنّ جميع الأطراف الذين سيشاركون في اللقاء سيحملون مشاريعهم واقتراحاتهم في الملفّين الأساسيين، على رغم أنّ الأجواء توحي بتأجيل البحث في كلّ ما يثير الخلافات.
وعليه يتّجه المشاركون اليوم إلى البحث في عموميات هذه الملفّات مع احتمال أن يؤدي النقاش في العناوين الكبرى إلى تشكيل لجان مشتركة ومتخصصة تتابع البحث في أدق التفاصيل توصّلا إلى تقارير موحّدة تحدّد مكامن الخلل والمخارج الممكنة، مع الإشارة إلى أنّ اللقاء لن يكون الأخير وأنّ الظروف فرضت لقاء على هذا المستوى وأنّ المرحلة المقبلة ستشهد لقاءات أوسع على المستوى المسيحي، وصولا إلى توسيع قاعدة النقاش على أكبر شريحة من المسيحيين.

وعلمت الجمهورية أنّ الدعوة إلى اللقاء المقبل سيحددها البطريرك في موعد ليس ببعيد، ويعقب زيارته المقررة إلى باريس في 8 حزيران الجاري ولقاءه والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأضافت المعلومات أن الإدارة الفرنسية أبلغت سابقا إلى البطريرك ترحيبها وتأييدها لما يقوم به من جهود للم شمل المسيحيين.

على خط مواز كرّرت الولايات المتحدة الأميركية موقفها من تأليف الحكومة، إذ جدّدت السفيرة مورا كونيللي، من مجلس النواب بعد لقائها الرئيس نبيه بري، أنَّ المجتمع الدولي سيُقَيِّم علاقته مع أيّ حكومة جديدة في لبنان، على أساس تركيبة مجلس الوزراء المقبل والبيان الوزاري والإجراءات التي ستتخذها الحكومة الجديدة، في ما يتعلق بالمحكمة والتزامات لبنان الدولية الأخرى. كما زارت كونيللي المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وعرضت معه للوضع الأمني العام في لبنان.

ولاحظت مصادر دبلوماسية مطلعة عبر الجمهورية أنّ السفارة الأميركية قصدت إعادة التركيز على العناوين والعبارات عينها التي استخدمت في البيان الرسمي الذي صدر عن السفارة في أعقاب زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركيّة جيفري فيلتمان
إلى بيروت.

السابق
الشرق: جلسة 8 حزيران تفجر الخلاف
التالي
الحياة: تكريس الخلاف بين الأكثرية والمعارضة على الجلسة النيابية