إرث العلامة الأمين لن ينتهي بعد رحيله: نموذج العالم الشجاع والصافي

خاض معركته ضد الأنظمة والطغاة في سبيل الإسلام والعروبة والإعتدال وبناء الدولة ، وهو الذي تحرر من الطائفية والحديث عن هذه القامة يحضر أمامك الإسلام متعالياً عن المذهبية ، وتحضر العروبة مترفعة عن التصنيف .

بالأمس مشهد جنازته بالمعنى العريض ، ( أعيان الفكر ) – مشوا خلف النعش الحزين، قلوب فلسطين وبلاد المسلمين تهافتت لتودع الجسد المغادر، لم يقل أحد هذا شيعي أو لبناني، لأن قيمة (السيد الأمين) الإنسانية والوطنية فوق “التمييز وافتراءاتهم”.

رفضي لولاية الفقيه مستمد من رفضي للدولة الدينية التي تغطي استبدادها بالدين

فالرجل الذي قدم زهرة شبابه للقضية الفلسطينية هو أقرب لفلسطين وأصدق، كما أن تهمة الطائفية أو التبعية مستبعدة أمام رجل أفنى عمره كله لترسيخ الحوار العابر للمذاهب والأديان ، من أجل ذلك، ودعه القريب والبعيد بالدموع.

قال العلامة السيد محمد حسن الأمين : ( إني باسم الدين أحرم تحريماً جازماً التمسك بالبنية الطائفية وأعتبر كل الذين يتمسكون بهذه البنية هم إما دجالون ومنافقون ولا علاقة لهم بالدين، أو أغبياء متخلفون لا يفهمون معنى الحضارة والتقدم وبناء الأوطان ).

إقرأ ايضاً: مواقف دينية محلية وعربية نعت العلامة الأمين.. كان عَرّاب الوعي والحوار والتنوير

ان العلامة محمد حسن الأمين الذي يتصور أن تشابه الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمسلمين قد يعالج المشكلة الطائفية إذا دفعت المسلمين للبحث عن المصالح المشتركة، فالاختلافات بين المسلمين، من وجهة نظره، في أمور الدنيا أكثر من أمور الدين.

الوسطية التي ميز الله الأمة بها في القرآن تعني الإعتدال ومساواة الآخر بالنفس.

قدم زهرة شبابه للقضية الفلسطينية هو أقرب لفلسطين وأصدق

الوسطية لا تعني اللا موقف، بل هي فضيلة بين (رذيلتين).

رفضي لولاية الفقيه، مستمد من رفضي للدولة الدينية التي تغطي استبدادها بالدين.

إن نموذج العلامة محمد حسن الأمين فيه قدوة الشجاعة وقيمة الصفاء، وإن كان قد غادرنا جسدا، فأفكاره الحية ستبقى خالدة لا تموت.

السابق
«ثالوث» الغذاء والبنزين والدواء في دويلة «حزب الله»..وعون يُصفّي حساباته مع القضاء!
التالي
عون تجاوب مع رغبة واشنطن في تسهيل مفاوضات الحدود البحرية