هذه المرّة سيكون نصرالله متفرّجا؟

احمد عياش

حتى وقت قريب، قبل الهجوم الاخير على ناقلتيّ النفط في بحر عمان، كان الكلام السائد في بعض الاوساط الرسمية ،ان الارجحية في الازمة المفتوحة بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران، هي للمفاوضات وليس الحرب. لكن هذه “الطمأنينة” الى غلبة إحتمال المفاوضات على إحتمال الحرب، لا تعني في رأي اوساط ديبلوماسية، ان المواجهة العسكرية بين الجانبيّن ،غير واردة إطلاقا.ومن ضمن الفرضيات المتداولة في هذه الاوساط، أن تقع مواجهة عسكرية غير مباشرة تكون ساحتها الحدود اللبنانية-الاسرائيلية، فتنوب فيها إسرائيل عن أميركا ،فيما ينوب فيها “حزب الله” عن إيران. الى أي مدى يمكن الكلام عن هذا الاحتمال؟
في بداية الشهر الجاري ،أورد موقع “روسيا اليوم” الالكتروني، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، إن قوات الجيش الإسرائيلي، “تدربت على إجراء عمليات خاصة، وعمليات كوماندوز تستغرق ليلة واحدة في جنوب لبنان، لعشرات المقاتلين…”

اقرأ أيضاً: علاقات لبنان مع سلطات دمشق تتأرجح على حبال ملف اللجوء

هل نحن فعلاً، أمام حرب بديلة، تشبه حرب عام 2006 ؟في رأي خبراء في الملف الايراني تحدثت اليهم “النهار”، أن الظروف التي وقعت فيها الحرب قبل 13 عاماً، تغيّرت جذريا. ففي إسرائيل اليوم، بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة ليس واردا عنده الذهاب الى الحرب، كما فعل سلفه إيهود أولمرت في تلك الحرب. ويضيف الخبراء: “كان في حساب طهران، أن تؤدي عملية خطف “حزب الله ” للجنود الاسرائيليين الى ردة فعل محدودة، لكن اولمرت بالرغم من تكبيله بخفض موازنة الدفاع، شاءها حربا مدمرة انتجت القرار 1701 الذي لم تشته طهران ولادته.أما اليوم،فنتنياهو أكثر كفاءة من اولمرت،ولديه قدرات عسكرية كافية،تجعله قادرا على إدارة دفة الصراع وفق حساباته”.
ويمضي الخبراء:”ما يبدو مرجحا في هذه المرحلة، ان تبقى مياه الخليج العربي ،هي مسرح المواجهة .ففي حين تصرّ طهران على خوض الحرب ضد المملكة العربية السعودية تحديدا، وتبتعد كليا عن التعرّض لمصالح الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل (التي لا تتوانى عن توجيه الضربات لإيران في سوريا). لكن حسابات “حقل” إيران السعودية، لن تتطابق مع حسابات “بيدر” واشنطن الخليجية. وأيا كانت الطريقة التي سيعتمدها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مواجهة الانفلات الايراني في الخليج ،سيأتي رد عسكري أميركي، ولو محدوداً، لإعادة الهدوء الى تلك المنطقة”.
ويخلص الخبراء الى القول: “هناك ضربة أميركية متوقعة للقواعد البحرية الايرانية في الخليج، تنهي كليا قدرة طهران على التأثير في عمليات الملاحة. ومن شأن هذه الضربة ان تعيد الجمهورية الاسلامية الى البر الايراني ومعها ستعيد حساباتها”.
ماذا عن “حزب الله”؟ يرجح الخبراء أن يكون الحزب “متفرّجا” هذه المرة، بسبب الطابع المحدود للضربة الاميركية.هل آن الاوان ان يتجرّع المرشد الايراني بعض ما في الكأس الذي سبق للبنان وسائر دول الهلال الفارسي ان تجرّعت الكثير منه؟ ولا ضير عندئذ، أن يدين السيد نصرالله بشدة “العدوان الاميركي الآثم”؟

السابق
واشنطن تضغط لإشراك الرياض بالوصاية على الأقصى
التالي
هل الهجمات اختبار للالتفاف على ضغوط واشنطن؟