نتنياهو يكشف كواليس اغتيال «السيد» وأسرار من هجوم «البيجر»

Nasrallah Elevator

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر «JNS» تفاصيل دقيقة عن العمليات السرية التي يعتبر إنها غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط، بدءًا من عدوان «البيجر» ضد حزب الله، مرورًا باغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد حسن نصرالله، وانتهاءً بتفكك نظام بشار الأسد في سوريا.

اغتيال نصرالله: القرار الأخطر

وقال نتنياهو: «بعد تحقيقات استخباراتية موسعة ودراسة ملف من 80 صفحة عن نصرالله، توصّلت إلى قناعة تامة أن نصرالله ليس فقط قائدًا عسكريًا بارعًا، بل كان يؤثر على إيران أكثر مما تؤثر إيران عليه. كان محور المحور الإيراني. وإذا أزلناه، فإن المحور سيتفكك».

وأوضح أن النقاش داخل الكابنيت كان معقدًا: «كان هناك تخوف من أن يؤدي اغتياله إلى رد عسكري إيراني عنيف باستخدام صواريخ باليستية ضخمة على المدن الإسرائيلية».

وأضاف: «رغم الانقسام داخل الكابنيت، ومعارضة بعض القادة العسكريين، حسمت قراري: نصرالله يجب أن يرحل».

تنفيذ العملية

نتنياهو أشار إلى أنه في تلك الأثناء كان متواجدًا في نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. هناك، في فندق ريجنسي، عقد اجتماعًا سريًا عبر الهاتف مع أعضاء الكابنيت الإسرائيلي، حيث تم اتخاذ القرار الرسمي بالاغتيال.

وقال: «كتبت خطابي للأمم المتحدة بينما كنت أتلقى تأكيدًا من القيادة العسكرية أن الطائرات أقلعت. وبعد انتهائي من الخطاب، سلمني السكرتير العسكري ورقة مكتوب عليها كلمة واحدة فقط: “تم التنفيذ”».

وأكد نتنياهو أن «اغتيال نصرالله وجه ضربة قاصمة للمحور الإيراني، وكسر العمود الفقري لحزب الله».

نتنياهو في المؤتمر

عدوان «البيجر»: «جنّ جنوبي»

وأضاف نتنياهو: «خططنا لاستخدام أجهزة دقيقة جدًا تُعرف بالبيجرات، تحتوي على شحنات متفجرة صغيرة للغاية. عندما عرضها عليّ أحد مسؤولي الموساد، كنت متشككًا. سألته: هل هذه الكمية الضئيلة ستحدث فرقًا؟ فألقى الجهاز على لوح خشبي في مكتبي، وترك فجوة واضحة. حينها أيقنت أننا أمام تكنولوجيا فعالة».

وأوضح نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي كان يعتزم تنفيذ الهجوم في تشرين الأول 2025 (مكّذبا روايات الهجوم في أكتوبر 2023)، «لكن تم تسريع العملية ثلاثة أسابيع بسبب معلومات استخبارية كشفت أن حزب الله بدأ بفحص الأجهزة التي زرعت قرب مستودعات الصواريخ».

وأضاف: «لم نخبر الأميركيين بالأمر لتجنب التسريبات. قررنا ضرب مستودعات الصواريخ في المنازل المدنية بشكل منظم، بعد تحذير السكان عبر السيطرة على بث التلفزيون والإذاعة اللبنانية»، بحسب زعمه. 

وكشف إنه «في غضون ست إلى سبع ساعات، دمرنا الجزء الأكبر من ترسانة الصواريخ التي بناها حزب الله على مدار ثلاثين عامًا».

أحد ضحايا هجوم البيجر (رويترز)

هذا وأعلن «في نهاية الأسبوع الثالث من شهر أيلول، علمنا أن حزب الله أرسل ثلاثة من أجهزة البيجرات ليتم فحصها في إيران. كنا في الأساس قد قصفنا الماسح الضوئي (scanner) الذي كانوا على وشك استخدامه، وتخلّصنا منه ومن الشخص الذي كان سيشغّله».

ثم أضاف:«عندما علمت أن الأجهزة تُفحص في طهران، جنّ جنوني. قلت: لماذا لم تخبروني؟ فأجابوا: هذا حصل قبل أيام. قلت: كم يستغرق الأمر؟ قالوا: يوم واحد على الأكثر. قلت: يجب أن نتحرك فورًا!».

ووفق روايته، هذا ما دفعهم إلى تقديم موعد تنفيذ الهجوم على حزب الله بثلاثة أسابيع كاملة، وكان الجيش الإسرائيلي لا يزال في طور الاستعداد العسكري، ما يعني أن القرار كان «مستعجلًا وخطرًا ولكن لا بدّ منه».

سقوط نظام بشار الأسد

هذا وأوضح نتنياهو أن اغتيال نصرالله كان له تأثير مباشر على نظام بشار الأسد في سوريا.

وقال: «بشار الأسد كان يعتمد بشكل أساسي على قوات حزب الله للدفاع عن نظامه خلال الحرب الأهلية. بعد اغتيال نصرالله، لم يعد هناك من يرسل له آلاف المقاتلين لإنقاذه».

وأضاف: «عندما حاولت إيران إرسال قوات لدعم الأسد، اعترضنا الطائرات الإيرانية بواسطة طائرات F-16 وأجبرناها على التراجع».

وتابع: «مع انهيار الدعم الإيراني، تفكك النظام السوري، ونجحنا في تدمير 90% من ترسانة الأسلحة السورية واستعدنا السيطرة على مواقع استراتيجية مثل قمة جبل الشيخ».

وختم نتنياهو قائلًا: «بهذه العمليات، تحولت إسرائيل إلى الدولة الأقوى في المنطقة خلال فترة قصيرة جدًا».

إقرأ/ي أيضا: رئيس الموساد «يزكزك» غالانت بعملية «البيجر» ويكشف تفاصيل جديدة عنها

السابق
قلق في الضاحية الجنوبية بعد غارة الأحد..وجيفرز قادم الى بيروت لمتابعة بنود وقف النار
التالي
ايران: إنفجار غامض جديد في أصفهان.. أين حصل؟