تفكيك 500 موقع في جنوب لبنان وسلام يتحدث رسميا عن «شمال الليطاني» 

Hezbollah Martyrs Khiam Rubble (AFP)

في وقت سلّم فيه معظم أسلحته جنوب الليطاني، تسعى الحكومة اللبنانية إلى مصادرة ترسانة حزب الله شمال الليطاني أيضا، في عملية لن تكون سهلة لا عليها ولا على الجيش اللبناني «المنهك». 

وكانت قد كشفت تقارير صحفية عن بدء دخول الجيش اللبناني بعض معسكرات حزب الله في عدة مناطق شمال نهر الليطاني، بعد معلومات لموقع «جنوبية» عن الانتهاء تقريبا من معسكراته في جنوب الليطاني.

ما الجديد؟ 

بحسب ما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الخميس، نقلا عن مسؤولين عسكريين، فإنه، حتى الآن، تم نشر 1500 جندي إضافي من الجيش في الجزء الجنوبي من البلاد، الأقرب إلى الحدود مع إسرائيل، ليصل العدد الإجمالي إلى 6000 جندي، مع استمرار تجنيد 4000 آخرين. 

 كما استأنف الجيش طلعات الاستطلاع الجوية، وأقام نقاط تفتيش، وأمّن البلدات بعد انسحاب جنود الاحتلال. 

500 موقع لحزب الله؟ 

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مطلع على الأمر، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن لجنة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تتلقى إحداثيات مستودعات الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ من الإسرائيليين أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ثم يتخذ الجيش اللبناني الإجراءات اللازمة. 

وأضاف الدبلوماسي أن القوات المسلحة فككت حتى الآن أكثر من 500 موقع عسكري يديره حزب الله وجماعات أخرى.

سلام يتحدث عن شمال الليطاني 

من جهته، قال رئيس الوزراء، نواف سلام، في مقابلة مع «واشنطن بوست»: «يحقق الجيش تقدمًا ملحوظًا. إنه يوسع ويعزز وجوده في الجنوب». 

وقال أن لبنان يعمل على ضمان حق الدولة في احتكار حمل السلاح «شمال وجنوب الليطاني». 

طائرة قتالية للقوات الجوية في الجيش اللبناني تحلق في أجواء جنوب لبنان شمال نهر الليطاني في 15 نيسان الجاري

هل تنجح الحكومة والجيش؟ 

على الرغم من التقدم الذي يحرزه الجيش في الجنوب، إلا أنه سيواجه تحديًا كبيرًا في نزع سلاح حزب الله في بقية أنحاء البلاد. فالجيش منهكٌ للغاية، إذ سعى في الأشهر القليلة الماضية إلى تعزيز الحدود مع سوريا وسط اشتباكات متقطعة بين المهربين والحكومة السورية الجديدة.

من جهته، قال فيليبو ديونيجي، الأستاذ في جامعة بريستول ومؤلف كتاب «حزب الله، السياسة الإسلامية، والمجتمع الدولي»، إن استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية من شأنه أن يُلهب قاعدة دعم حزب الله ويُقوض دور الجيش اللبناني. وأضاف: «إذا تفاقم الوضع أكثر، فإن قدرة هذه الحكومة المحدودة أصلاً على التأثير معرضة لخطر التقويض الكامل». 

والجيش، مثل معظم لبنان، يعاني أيضًا من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. غالبًا ما يعمل الجنود ليلًا نهارًا لتغطية نفقاتهم. قال أحد الجنود، محمد، البالغ من العمر 36 عامًا، إنه يعمل ثلاثة أيام في الأسبوع في سوبر ماركت، حيث يقوم بتعبئة البقالة وترتيبها على الرفوف لإعالة أسرته.

وأضاف أنه لا يحصل إلا على 300 دولار شهريًا من الجيش، وبالكاد يستطيع تحمل نفقات رعاية طفليه. وقال: «نحتاج إلى حوالي 30 دولارًا يوميًا للطعام دون مراعاة النفقات الأخرى مثل الوقود وأجور مولدات الكهرباء، والتي تبلغ حوالي 150 دولارًا شهريًا. لا يمكننا العيش في ظلام».

هذا وكشف دبلوماسي آخر لصحيفة «واشنطن بوست» إنّ الجيش يبذل قصارى جهده، وإنّ مفتاح منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل يكمن في الانسحاب الإسرائيلي الكامل وترسيم الحدود البرية بين البلدين.

إقرأ/ي أيضا: خاص: «الحزب» في ولادة جديدة «مرغمًا»: عصيان ثم رضوخ من جنوب الليطاني إلى شماله

السابق
الجيش الإسرائيلي يزعم استهداف بنية تحتية لـ«حزب الله» بالجنوب
التالي
قطع الإمدادات.. أزمة مالية خانقة لدى«حماس» ولا رواتب للمقاتلين!