من هو كريم سعيد حاكم مصرف لبنان وقصة الساعات «الطاحنة» قبل تعيينه 

Karim Souaid New BDL Governor (Photo Credit: Janoubia)

كريم سعيد، الإسم الذي دارت عليه معارك «طاحنة» قبل تعيينه حاكماً لمصرف لبنان، لدرجة استدعائه إلى قصر بعبدا أثناء عقد الجلسة الوزارية اليوم 27 آذار 2025. 

وبعد تسريب اعتراض رئيس الحكومة نواف سلام على اسمه، وطلبه تأجيل الاقتراح، رفض رئيس الجمهورية جوزاف عون وعمل على مخرج مع سلام اقتضى باستدعاء سعيد إلى الجلسة لطرح رؤيته الاقتصادية. 

ويرتبط اسم سعيد بما يعرف بـ«خطة هارفارد»، أو الخطة التي تقتضي في ظاهرها تحميل الدولة مسؤولية أموال المودعين، وتحويلها إلى سندات دين عام على الدولة. ما هي القصة الكاملة؟ 

حاكم مصرف لبنان 

تردد اسم سعيد بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية في الآونة الأخيرة،  جنبًا إلى جنب مع أسماء أخرى مثل جهاد أزعور وسمير عساف وفراس أبي ناصيف وفيليب جبر وكريم سويد. 

وقد أشارت تقارير إلى أن سعيد حظي، رغم اعتراض سلام ووزرائه على أصوات 17 وزيرا على الأقل بينهم وزراء رئيس الجمهورية وحزب الله وحزب «القوات اللبنانية».  

وكشفت قناة الـ«LBCI» أن سلام كان «مستعدّا للذهاب الى أبعد الحدود إذا شكّل موضوع حاكم مصرف لبنان تحديًا له». 

لكن بعد استدعاء سعيد إلى بعبدا، كشفت قناة الـ«MTV» إنه خرج من الجلسة وبقي في القصر، قبل أن تبث خبر انتخابه بـ17 صوتًا مقابل اعتراض سلام و6 وزراء معه هم: حنين السيد، عامر البساط، ريما كرامي، طارق متري، غسان سلامة وفادي مكي.

كريم سعيد لدى دخوله إلى بعبدا

من هو كريم سعيد؟

من مواليد قرطبا عام 1964، حمل كريم سعيد شهادة بكالوريوس في القانون من جامعة القديس يوسف في بيروت، وماجستير في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، حيث تخصص في قانون البنوك وأعد أطروحته حول هذا المجال . وهو أيضًا عضو في نقابة المحامين في ولاية نيويورك منذ عام 1989.

هذه الخلفية القانونية والمالية القوية جعلت منه شخصية بارزة في الأوساط المصرفية والمالية. وسعيد، هو شقيق النائب الأسبق فارس سعيد. متزوج وله ثلاثة أطفال.

  • شغل منصب المدير العام للخدمات المصرفية الاستثمارية في بنك «أتش أس بي سي»
  • يُعد مؤسسًا وشريكًا إداريًا في شركة «غروث غايت إيكويتي بارتنرز» في الإمارات، وهي شركة لإدارة الأصول البديلة تستثمر في الشركات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • شغل سعيد منصب عضو مجلس إدارة في بنك الإمارات ولبنان، الذي يرأس مجلس إدارته فاروج نيركيزيان، المستشار المالي لرئيس الجمهورية جوزاف عون
فاروج نركيزيان (الأول من اليسار) في بعبدا في كانون الثاني الفائت

خطة هارفارد

يرتبط اسم كريم سعيد بما يُعرف بـ «خطة هارفارد» لحل الأزمة الاقتصادية في لبنان. فقد مولت شركة Growthgate Capital، التي يشغل فيها سعيد منصب مؤسس وشريك إداري، وضع هذه الخطة التي تقترح تحويل كافة الودائع المصرفية إلى ديون على الدولة بشكل كامل .

وقد أثارت هذه الخطة جدلاً واسعًا، حيث اعتبرها المودعون مجحفة بحقوقهم بينما حظيت بتأييد كبير من جمعية المصارف اللبنانية.

ويرى الكثيرون أن هذه الخطة تصب في مصلحة البنوك على حساب المودعين الذين فقدوا القدرة على الوصول إلى أموالهم . وقد اعتبر البعض أن تولي شخص مرتبط بهذه الخطة منصب حاكم المصرف المركزي قد يعزز من فرص تطبيقها، وهو ما يثير مخاوف كبيرة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين.

أما رسميا، فلا كلام جديًا بعد عن تبني هذه الخطة من قبل الحكومة.

تأثيرات إقليمية ودولية على ملف الترشيح

لم يكن ملف ترشيح كريم سعيد لمنصب حاكم مصرف لبنان بمنأى عن التأثيرات الإقليمية والدولية. فقد أشارت تقارير إلى أن قوى دولية فاعلة أبدت اهتمامًا كبيرًا بهذا التعيين، نظرًا للدور المحوري الذي يلعبه حاكم المصرف المركزي في إدارة الأزمة الاقتصادية وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. 

وقد مارست بعض الدول، مثل الولايات المتحدة الأميركية، ضغوطًا من أجل اختيار شخصية تتمتع بالنزاهة وتكون قادرة على تنفيذ إصلاحات حقيقية وتلتزم بمعايير دولية في مكافحة تمويل الإرهاب والفساد. 

كما أن الدور الفرنسي كان حاضرًا في هذا الملف، حيث تردد اسم سمير عساف كمرشح مدعوم من فرنسا. 

إقرأ/ي أيضا: حسن شقير: الرجل المتنقل من جهاز إلى جهاز ومن بيروت إلى بغداد

السابق
الرئيس عون: ماكرون يعمل لعقد مؤتمر من أجل لبنان.. والشرط الأساسي هو الإصلاحات
التالي
الفنانة الممثلة سوسن شوربا تخسر معركتها مع مورفين الموت!