مطارات لبنان البديلة تعود إلى الواجهة بعد «دواليب» حزب الله

مطارات لبنان

في ظلّ التصعيد الذي شهده محيط مطار رفيق الحريري الدولي، الخميس ١٣ فبراير، عاد الجدل حول الحاجة إلى تشغيل مطارات بديلة في لبنان إلى الواجهة.

عند البحث عن المطارات اللبنانية عبر خرائط غوغل، تظهر أسماء عدة إلى جانب مطار رفيق الحريري الدولي، أبرزها القليعات، رياق، وحامات، التي تُستخدم حاليا لأغراض عسكرية، بالإضافة إلى مطاري بعذران والخيام.

فالاحتجاجات التي شهدها مدخل المطار، إثر رفض السلطات اللبنانية استقبال رحلات من طهران، دفعت كثر إلى المطالبة بوجود خيار آخر غير خاضع لنفوذ حزب الله.

لكن هل هذا الأمر ممكن فعلا؟ وما هي خيارات لبنان البديلة؟

احتجاجات على طريق المطار وقرارات المنع

أغلق العشرات من أنصار حزب الله، الخميس، مدخل مطار بيروت والطريق الدولية المؤدية إليه، مستخدمين الإطارات المشتعلة، احتجاجا على إلغاء رحلتين تابعتين لخطوط ماهان الإيرانية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام ومسؤول في المطار.

إقرأ أيضا: علي الأمين: هجوم المطار «همجي».. بإيعاز إيراني؟!

ورفع المحتجون رايات الحزب، مرددين شعارات مناوئة لإسرائيل والولايات المتحدة، كما أضرموا النيران أمام مدخل المطار، في مشهد أثار غضب العديد من اللبنانيين الذين تساءلوا عن إمكانية تشغيل مطار بديل غير خاضع لأي نفوذ سياسي.

من جهته، عمل الجيش اللبناني على تفريق المحتجين ومنعهم من إغلاق الطريق، وسط تدافع بين بعض المتظاهرين وعناصره.

مطار القليعات: الخيار الأكثر جدية

يُعد مطار القليعات (مطار الرئيس رينيه معوض) الأقرب إلى المعايير الدولية، إذ يبلغ طول مدرجه نحو 3 كيلومترات، مما يجعله صالحا لاستقبال الطائرات التجارية.

لكنه يحتاج إلى توسيع ساحاته التي لا تستوعب حاليا أكثر من 10 طائرات، إضافة إلى تطوير بنيته التحتية، بحسب صحيفة النهار.

مطار القليعات

ووفق موقع الدولية للمعلومات، يقع المطار في شمال لبنان، على بعد 7 كيلومترات من الحدود السورية و25 كيلومترا عن طرابلس. أنشأته شركة نفط العراق عام 1934 لخدمة رحلاتها الإقليمية، قبل أن يتسلمه الجيش اللبناني عام 1966، حيث تحول إلى قاعدة عسكرية استخدمت لاحقا لإيواء طائرات “الميراج” الفرنسية.

في أواخر الثمانينات وخلال الحرب اللبنانية، استخدم المطار للرحلات الداخلية، حيث سيرت شركة طيران الشرق الأوسط رحلات بين بيروت والقليعات بين عامي 1988 و1990.

مطارا حامات ورياق: عقبات لوجستية

يواجه مطارا حامات ورياق قيودا تتعلق بطول مدرجاتهما، حيث لا يتجاوز كل منهما 1.5 كيلومتر، مما يجعلهما غير مؤهلين لاستقبال الطائرات التجارية الكبيرة. إضافة إلى ذلك، لا تتوافر إمكانيات تحويلهما إلى مطارات مدنية، علما أن مطار حامات كان في الأصل منشأة عسكرية، وقد شُيد خلال الحرب من قبل حزب الكتائب.

وفق موقع الجيش اللبناني، تتولى قاعدة حامات الجوية تنفيذ عمليات بحث وإنقاذ، ونقل الشخصيات الرسمية، إضافة إلى مهام تدريبية مختلفة.

أما قاعدة رياق الجوية، فتعد من أقدم المنشآت العسكرية في لبنان، إذ أنشأها الجيش الألماني عام 1910، قبل أن تنتقل إلى سيطرة البريطانيين ثمّ الفرنسيين. كانت القاعدة مخصصة لطائرات “هانتر”، إلى أن بدأت الحرب الأهلية اللبنانية.

مطار رياق

في عام 2007، وخلال معارك نهر البارد، استعادت القاعدة نشاطها العسكري، حيث تم إصلاح أربع طائرات “هانتر” لاستخدامها في العمليات العسكرية.

مطارا الخيام وبعذران: عقبات سياسية وتقنية

مطار الخيام يمتلك مدرجات طويلة تتجاوز 4 كيلومترات، لكنه يقع ضمن نطاق جوي قريب من إسرائيل، مما يجعله غير صالحا للتشغيل المدني.

أما مطار بعذران، الذي تحول إلى معلم سياحي، فيعاني من مشكلة رئيسية تتعلق بقصر طول مدرجاته، مما يمنع استقبال الطائرات الكبيرة، لكنه قد يكون مناسبا للطائرات العسكرية، وفق صحيفة النهار.

التحقيق في خلفيات قرار منع الرحلات

تصاعدت المطالبات بتوضيح الأسباب التي دفعت السلطات اللبنانية إلى منع استقبال الرحلات الإيرانية، وسط مزاعم إسرائيلية باستخدام مطار بيروت الدولي في عمليات نقل أموال لصالح حزب الله.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد صرح بأن “فيلق القدس وحزب الله يستغلان المطار لتهريب أموال مخصصة لتسلح الحزب”.

من جهتها، أصدرت المديرية العامة للطيران المدني بيانا أكدت فيه أن “بعض الإجراءات الأمنية الإضافية التي تم اتخاذها تأتي حرصا على أمن وسلامة المطار، ووفق المعايير الدولية المعتمدة”.

هل هناك فرصة فعلية لتشغيل مطار بديل؟

رغم المطالبات بتشغيل مطار القليعات كبديل لمطار بيروت، إلا أن العراقيل السياسية والتقنية لا تزال تشكل عقبة أمام تنفيذه. فالقرار يحتاج إلى توافق سياسي، وتمويل لتطوير البنية التحتية، إضافة إلى موافقات تنظيمية دولية.

في ظل هذه المعطيات، يبقى مطار رفيق الحريري الدولي الخيار الوحيد المتاح في الوقت الحالي، وسط استمرار الجدل حول إمكانية إيجاد بدائل مستقبلية تضمن استقرار حركة الملاحة الجوية في لبنان بعيداً عن التجاذبات السياسية.

السابق
من جديد.. تلميح إسرائيلي بتمديد وقف النار مع لبنان!
التالي
الفاتيكان يعلن الوضع الصحي للبابا فرنسيس