
أصبح شبه مؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي باقٍ في مواقع داخل جنوب لبنان، حتى بعد انتهاء فترة الانسحاب الكامل في 18 شباط الجاري.
والجمعة، أوحى رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية في لبنان الجنرال الأميركي اللواء جاسبر جيفرز ببقاء الاحتلال، بحديثه عن تنفيذ «مبادئ» اتفاق وقف إطلاق النار «حتى بعد 18 شباط». كذلك كشف الإعلام الإسرائيلي عن رفض تل أبيب مقترحا فرنسيا يقضي بـ«حلول قوات حفظ سلام أممية محل القوات الإسرائيلية في نقاط رئيسية جنوب لبنان».
ما القصة؟
وما تعكسه الإشارات الميدانية، يدلّ على أن قوات الإحتلال لا تنوي الانسحاب بالكامل، إذ أنها مستمرة في خرق الاتفاق كل ساعة.
واليوم الجمعة، كثّفت القوات الإسرائيلية أشغالها في تلة الحمامص «حيث تستحدث دشما وسواتر وإنشاءات في التلة التي تخطط إسرائيل للبقاء فيها بعد انسحابها من الجنوب»، بحسب صحيفة «الأخبار» التي نشرت فيديو لهذه الأشغال.
ما هي تلة الحمامص؟
اشتهرت هذه التلة بالمعارك الضارية التي خاضها الجيش الإسرائيلي في الخيام من أجل الوصول إليها، بعد الاجتياح بري في الأول من تشرين الأول الفائت.
تقع التلة على بُعد حوالي 1 كيلومتر شمال الخط الأزرق، بالقرب من بلدة الخيام في قضاء مرجعيون. وترتفع حوالي 900 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يوفر رؤية شاملة للمنطقة المحيطة.
تبعد التلة حوالي 10 كيلومترات جنوب نهر الليطاني، وتشرف على عدة قرى لبنانية، بما في ذلك بلاط، مركبا، العديسة، حولا، كفركلا، والوزاني، مما يجعلها نقطة مراقبة استراتيجية لهذه المناطق.

الإشراف على المستوطنات الإسرائيلية
نظرًا لموقعها المرتفع، توفر تلة الحمامص رؤية واضحة لعدة مستوطنات إسرائيلية. ومن أبرز هذه المستوطنات المطلة عليها هي «المطلة» و«كريات شمونة».
وتعتبر السيطرة على تلة الحمامص أمرًا حيويًا للجيش الإسرائيلي بسبب موقعها الاستراتيجي. تتيح التلة مراقبة فعّالة للتحركات على طول منطقة الحدود. بالإضافة إلى ذلك، قربها من الطرق الرئيسية والمستوطنات يجعلها نقطة حيوية للتحكم في الوصول والحركة في المنطقة.
التلة التي شهدت على معارك كبرى
شهدت تلة الحمامص عدة مواجهات عسكرية نظرًا لموقعها الاستراتيجي:
- حرب تموز 2006: خلال هذا العدوان، كان للتلة دور بارز نظرًا لموقعهة المطل على الحدود، حيث شهدت المنطقة المحيطة به مواجهات واشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله
- معركة الخيام 2024: في تشرين الأول الفائت، ندلعت معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في محيط بلدة الخيام، الواقعة بالقرب من تلة الحمامص. حاول الجيش الإسرائيلي التقدم من عدة محاور نحو البلدة، مستخدمًا مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي. وتمكن مقاتلو حزب الله من صد هذه الهجمات، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام. تُعتبر هذه المعركة من أبرز المواجهات في تلك الفترة، حيث أظهرت أهمية المنطقة استراتيجيًا للطرفين