
شهد مطارا بيروت وطهران الخميس حالة من الارتباك بعد منع إقلاع طائرة إيرانية كانت متجهة إلى العاصمة اللبنانية، ما أدى إلى بقاء عشرات الركاب اللبنانيين عالقين في إيران. أما في بيروت، توافد محتجون لوقفة اعتراضية وقطعوا طريق مطار رفيق الحريري الدولي ما دفع بالجيش إلى التدخل.
ومساء الخميس، تدخل مسؤول اللجنة الأمنية في حزب الله في الضاحية الجنوبية، علي أيوب، لفكّ الاعتصام، متوعدا بالعودة يوم الاثنين، في حال لم يستقبل المطار الطائرة التي تحمل زوارًا لبنانيين. بعدها، أعلنت المديرية العامة للطيران المدني إنه تم الإتفاق مع مع شركه طيران الشرق الاوسط لتسيير رحلة ليل الخميس لنقل المسافرين العالقين.
وتأتي الواقعة بعد يوم من تهديد إسرائيلي مبطن لمطار بيروت، زاعمة إنه يمر عبره أموال لحزب الله، رغم نفي السلطات اللبنانية المستمر.
ما القصة؟
كان من المقرر أن تغادر طائرة إيرانية تابعة لشركة «ماهان إير» الساعة 2:30 بعد الظهر بتوقيت طهران (1 ظهراً بتوقيت بيروت)، إلا أن الإقلاع لم يتم بسبب رفض السلطات اللبنانية استقبالها، بحسب ما أفاد الركاب.
وقال أحد الركاب بحسب فيديو انتشر عبر مواقع التواصل، أنه تم منعهم من المغادرة، مناشدًا رئيس مجلس النواب نبيه بري التحرك من أجل الآتين «من جنوب لبنان وبعلبك».
غضب كبير
وتجمع الركاب اللبنانيون العائدون من زيارات دينية في مطار طهران.
وكتب أحد ركاب الطائرة مهدي فخر الدين عبر حسابه عبر «فيسبوك»: «كمواطن لبناني عن أي طريق بدي ارجع ع بلدي؟ وليش بدي ادفع مبالغ خيالية لتذاكر سفر جداد، وصلت من 2850 دولار لـ6900 دولار عن طريق اسطنبول مثلا ومين بدو يعوضلي عن أي مبلغ إضافي (..) هل إيران دولة عدوة لحتى اتحمل انا تبعات قراري بالسفر لهون؟».

المديرية العامة للطيران المدني توضح
وجاء هذا التطور بعد تغريدة للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، زعم فيها أن إيران تقوم بتمويل حزب الله عبر نقل الأموال جواً إلى مطار رفيق الحريري الدولي، مشيرا إلى أن بعض هذه الأموال وصلت إلى حزب الله.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني مساء الخميس إن القرار جاء «حرصا على تأمين سلامه وامن مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت والأجواء اللبنانية وسلامة جميع الركاب والطائرات والمطار على حد سواء، وبعد التنسيق مع جهاز أمن المطار، تم اتخاذ بعض الإجراءات الامنيه الاضافيه التي تتوافق مع المقاييس والمعايير الدوليه والمواثيق المتبعة من منظمة الطيران المدني الدولي – الايكاو، والمعتمدة في المطارات الدولية المدنية ووفقا للقوانين والأنظمة اللبنانيه المرعية الاجراء».
وأضاف البيان: «بما ان حسن تطبيق تلك الاجراءات يتطلب مزيدا من الوقت للالتزام به من بعض شركات الطيران، الامر الذي اقتضى اعاده جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية الى لبنان موقتا، ومنها الرحلات الآتية من الجمهوريه الاسلاميه الإيرانية لغايه تاريخ ١٨ شباط ٢٠٢٥».
وكشف البيان إنه ان تم الأربعاء «ابلاغ كل الشركات المعنيه بهذا التعديل لابلاغ المسافرين وتفادي اي التباس قد يحصل، وافساحا بالمجال لتغيير الحجوزات في حال الحاجه إلى السفر قبل التاريخ اعلاه».
يذكر إنه في 3 كانون الثاني الماضي، خضعت طائرة إيرانية للتفتيش بعد رفض أحد الدبلوماسيين الإيرانيين فيها للإجراءات، لكن السفارة الإيرانية أوضحت أن أموالا يحملها الدبلوماسي كانت لنفقات تشيغلية لسفارة طهران في بيروت.