أمس الاثنين، كتبت صحيفة الشرق الاوسط الخليجية، “ان الطريق إلى أوتوستراد المتحلق الجنوبي، ومن ثم حي القزاز فبلدة ببيلا، وصولاً إلى بلدة حجيرة مدخل «السيدة زينب» الشمالي، اصبح خالٍ من جميع الحواجز، في حين أزيل الساتر الترابي الضخم الذي وضعته ميليشيات إيران وأجهزة الأمن السابقة، منذ سنوات الثورة الأولى، على مدخل حجيرة الواقعة على بعد كيلومتر واحد من مقام «السيدة زينب”.
اما بالنسبة للوضع الانساني وبعد توارد الانباء عن خروج حوالي ثلث سكان حي السيدة زينب من الشيعة، ونزوحهم الى لبنان خوفا من انتقام سلطة الثورة منهم التي قلبت حكم بشار الاسد، فإن اخبارا اخرى وردت مناقضة، عندما تم نشر فيديوهات قبل اسبوع تظهر افرادا من “هيئة تحرير الشام” وهي كبرى فصائل الثورة، يقومون بحراسة مقام السيدة، بصحبة رجال دين شيعة، يدعون السكان الى عدم الركون الى الخوف والذعر، ويؤكدون ان لا ممارسات طائفية ضدهم، ولا وجود لفوضى اوحدوث عمليات امنية وعسكرية، تستهدف احدا من قبل الحاكمين الجدد.
الاطمئنان والامان
الطبيب السوري الدكتور علي بعلبكي، المقيم في منطقة السيدة زينب ، تحدث ل “جنوبية” مثنيا على الاجواء المريحة وسيادة الامن، وشعور الناس بالاطمئنان في العهد الجديد، فقال: ” مسكني وعيادتي قرب المقام، اصلي وازور المقام بكل حرية، كما كنت افعل قبل قدوم فصائل الثوار الى حيّنا، بكل صدق لا يوجد مضايقات من قبل افراد الفصائل الاسلامية في السلطة الجديدة، بل انهم يصرون على نشر الأمان والسلام بين الناس في المنطقة، والخطاب الحالي للاخوان جيد ومعتدل”. ثم استدرك ” أمر طبيعي ان يسود شيء من القلق، خوفا من المشاكل القديمة التي جرت في الحرب السورية الاهلية طيلة 13 عاما، هناك فعل وردة فعل، وكان هناك سلبيات من قبل جميع الاطراف في ذلك الوقت”.
لا يوجد مضايقات من قبل افراد الفصائل الاسلامية في السلطة الجديدة، بل انهم يصرون على نشر الأمان والسلام بين الناس في منطقة السيدة زينب
ولفت الى ان ” نصف سكان السيدة ومدينة بصرى في محافظة درعا، نزحوا بداية إلى لبنان خوفاً من الانتقام، ولكن عندما لم يحدث شيئا سلبيا، عادوا بسبب الهدوء الذي ساد والخطاب المعتدل والإستيعابي للإخوان الثوار”.
وكشف الدكتور بعلبكي، عن “تشكيل لجنة برئاسة الشيخ أدهم الخطيب (سوري) استلم بعد غادر السيد عبد الله نظام بلدة السيدة زينب، فهدأ الشيخ روع الناس بناءً على تطمينات من الإخوان الثوار، وحلّ بعض التجاوزات، وأرسل له المرجع السيد السيستاني معونة مالية، وزعت على الناس، ويتواصل الشيخ مع مقاتلي الهيئة باستمرار”.
واكد أنه “لا يوجد انتقام ضد المساجد والحسينيات الشيعية، كان يوجد حالة خوف وزالت، كل ما يخص المقام والناس والمؤسسات الدينية الشيعية بقيت كما هي، ما عدا المقار الإيرانية التي كُسرت ونُهبت، وهو امر كان متوقع الحدوث، والآن تم ضبط الأمن، من قبل افراد هيئة تحرير الشام”.
وضع شيعة سوريا تحت سلطة الحكم الجديد جيّد، فشيعة بلدتي النبل والزهراء في محافظة حلب عادوا إلى ديارهم بعدما نزحوا بسبب المعارك التي حصلت بداية الثورة قبل اسابيع
وبالسؤال عن الافراد الذين يقومون بالاعمال الادارية داخل حرم السيدة، قال الدكتور بعلبكي “انهم ما زالوا نفس الموظفين السابقين لم يجرٍ تغييرهم، كما ان الخدم هم ذاتهم”، وأكد “ان الآذان الشيعي والصلوات الشيعية هي التي تُرفع في جامع المقام”. وأوضح انه “بسبب الحرب التي جرت في لبنان والغارات الاسرائيلية، فانه لا يوجد زوار من الخارج، لا لبنانيون ولا ايرانيون ولا عراقيون”.
وعن وضع شيعة سوريا بشكل عام تحت سلطة الحكم الجديد، اوضح انه “وضع جيد وشيعة بلدتي النبل والزهراء في محافظة حلب عادوا إلى ديارهم بعدما نزحوا بسبب المعارك التي حصلت بداية الثورة قبل اسابيع، وتم التواصل معهم، والوضع جيد ويوجد ارتياح، بعد ان لمسوا المعاملة الجيدة من قبل مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين سيطروا حديثا على المنطقة، بدلا من الجيش السوري، والقوى الامنية الرسمية التي جرى حلّها بعد انتصار الثورة”.