أفادت وكالة “رويترز” للأنباء، نقلًا عن مصدر سوري مطّلع، بأنّ “قيادة الجيش السّوري أبلغت ضبّاطها بسقوط النّظام”، وذلك في أعقاب هجوم سريع للمعارضة السّوريّة المسلّحة الّتي تمكّنت من السّيطرة على دمشق وحمص وحلب وإدلب وحماة.
وكان قد أعلن رئيس الوزراء السّوري محمد الجلالي، “أنّنا نمدّ يدنا حتّى للمعارضين الّذين مدّوا يدهم وأكّدوا أنّهم لن يتعرّضوا لأيّ إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السّوري”، مشدّدًا على “أنّنا نؤمن بسوريا لكلّ السّوريّين، وأنّها بلد جميع أبنائها، وبأنّ هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعيّة تبني علاقات طيّبة مع الجوار والعالم، دون أن تبني أيّ تحالفات أو تكتّلات إقليميّة، ولكن هذا متروك لأيّ قيادة يختارها الشّعب السّوري، ونحن مستعدّون للتّعاون مع أي قيادة يختارها الشّعب، بحيث نقدّم لها كلّ التّسهيلات الممكنة؛ ونقل كلّ الملفّات بشكل سلس ومنهجي يحفظ مرافق الدّولة”.
إقرأ أيضا: خاص «جنوبية»: روسيا وتركيا «تبيعان» الاسد وإيران «تجاريهما»..وهذا هو الاسم البديل؟!
وكانت الفصائل السّوريّة المسلّحة أعلنت “السّيطرة على مدينة دمشق”، زاعمةً أنّ “الرّئيس السّوري بشار الأسد هرب”.
وأكّدت أنّ “هذه اللّحظة الّتي طالما انتظرها المهجّرون والأسرى، لحظة العودة إلى الدّيار ولحظة الحرّيّة بعد عقود من القهر والمعاناة”، مشيرةً إلى أنّ “بعد 50 عامًا من القهر تحت حكم البعث، و13 عامًا من الإجرام والطّغيان والتّهجير، وبعد كفاح ونضال طويل ومواجه أشكال قوى الاحتلال كافّة، نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.
ولفتت إلى أنّ “في سوريا الجديدة حيث يتعايش الجميع بسلام ويسود العدل ويقام الحق، حيث يعزّ فيها كلّ سوري وتُصان كرامته، نطوي صفحة الماضي المظلم، ونفتح أفقً جديدًا للمستقبل”.
كما أعلنت “أنّنا نزفّ إلى الشّعب السّوري نبأ تحرير أسرانا وفكّ قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظّلم في سجن صيدنانيا””.
بدوره، لفت “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إلى أنّ “أبواب سجن صيدنايا فُتحت أمام آلاف المعتقلين الّذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنيّة طوال حقبة حكم النّظام السّوري، حيث خرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشّديدة من شتّى أشكال التّعذيب الوحشي”.
وأفاد بـ”فتح سجن عدرا المركزي في ريف دمشق أمام جميع السّجناء، ما أدّى إلى خروجهم بعد سنوات طويلة قضوها خلف القضبان”. وذكر أنّ “أمس، فتح عناصر الشّرطة أبواب السّجن المركزي في حمص أمام المساجين، دون تقديم أي تفسيرات. وعقب خروجهم، تجمّع عدد من السّجناء في منطقة الكراج بالقرب من فرع المخابرات الجوّيّة”.
إقرأ أيضا: علي الأمين: ما يحدث في سوريا سينعكس إيجاباً على المنطقة!
وكانت قد أعلنت الفصائل السورية المسلحة، عن سيطرتها على مدينة حمص بشكل كامل.
في وقت سابق، أفادت وكالة رويترز عن مصدر بالجيش السوري، بأن “قافلة كبيرة للجيش تنسحب من حمص وتصل إلى جسر القصير جنوبي المدينة”.
كما نقلت عن ضابط سوري رفيع، بأن “قادة الجيش والأمن غادروا بمروحيات من قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص إلى الساحل”.
وأفاد موقع “فلايت رادار- Flight radar” لتتبّع الطّائرات، بأنّ “طائرةً سوريّةً يُشتبه في أنّها تقلّ الرّئيس السّوري بشار الأسد، غادرت مطار دمشق الدولي، قبل دخول المعارضة المسلّحة”، مشيرًا إلى أنّ “الطّائرة حلّقت باتجاه الشّمال الغربي، ثمّ انعطفت قرب حمص واختفت”.
بدوره، ذكر برنامج الاستخبارات مفتوحة المصدر “OSINT defender”، أنّ “شائعات تفيد بأنّ الطّائرة IL-76 الّتي تقلّ الأسد، إمّا تحطّمت أو قامت بهبوط اضطراري غرب حمص، بعد إقلاعها في وقت سابق من مطار دمشق الدولي”، موضحًا أنّ “الطّائرة هبطت على ارتفاع 1600 قدم، قبل أن تختفي من شاشات الرّادار”.
وأكّد قائد “هيئة تحرير الشام”، ألو محمد الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، في بيان موجّه إلى “القوّات العسكريّة كافّة في مدينة دمشق”، أنّه “يُمنع منعًا باتًّا الاقتراب من المؤسّسات العامّة، الّتي ستظلّ تحت إشراف رئيس الوزراء السّابق، حتّى يتمّ تسليمها رسميًّا، كما يُمنع إطلاق الرّصاص في الهواء”.