في اليوم التاسع والأربعين على الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان، تدور معارك طاحنة في كل من بلدتي الخيام وشمع، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي التقدم برًّا والسيطرة الميدانية.
ومنذ ليل 30 أيلول – 1 تشرين الأول، قرر الجيش الإسرائيلي اجتياح لبنان بريًا، بعد اجتياح جوي موسّع بدأه في 23 أيلول الفائت.
معركة الخيام: المحاولة الثانية
إنها حاليا المحاولة الثانية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الخيام. هذه المحاولة الثانية، مرّ عليها حتى بعد ظهر الاثنين، حوالى يوم ونصف.
في آخر التحديثات من أرض المعركة، وبحسب قناة «المنار» التابعة لحزب الله، تحرك الجيش الإسرائيلي من منطقة سردا بإتجاه وطى الخيام لتعزيز محاولات التوغل في الحي الشرقي، مدعومًا بطيران يغير على محيط المنطقة المعروفة بمعتقل الخيام.
رسميا، ومن أصل 9 بيانات أصدرها حتى الساعة 2:10 من بعد ظهر الإثنين، أعلن حزب الله أن خمسة منها نفذت بصليات صاروخية على قوات الجيش الإسرائيلي. تركزت 4 عمليات على جنوب الخيام، وواحدة على شرق البلدة.
ولم يعلن الحزب عن سقوط إصابات جراء ضرباته، مما يشير إلى إنها ضربات لمنع التوغل. تزامنا، كان الطيران الإسرائيلي يقصف معتقل الخيام، تسانده المدفعية الإسرائيلية.
أهمية معركة الخيام: يذكر أن المحاولة الأولى الفاشلة لاحتلال الخيام، بدأت في 28 تشرين الأول الفائت واستمرت ستة أيام قبل أن يتراجع الجيش الإسرائيلي. وإحدى أسباب الوصول إليها هي التمركز على تلة الحمامص التي ترتفع بحوالى 500 متر، كم يحكم مراقبته لمنطقة شمال فلسطين المحتلة من جهة، وعلى مرتفعات الجولان في سوريا من جهة أخرى.
معركة شمع تحتدم
بعد الإنسحاب منها قبل يومين، حاولت القوات الإسرائيلية التقدم مجددا نحو شمع. ونجحت أمس بالتقدم نحو الأطراف الغربية للبلدة قبل أن يستهدفها حزب الله.
اليوم، استمرت الاشتباكات عند أطراف البلدة، وتمكنت القوات الإسرائيلية من التقدم إلى داخلها، بحسب المعطيات الميدانية، مع معلومات تشير إلى اقتراب بقدر كيلومتر واحد نحو الطريق الساحلي.
اما من ناحية حزب الله، فتقول مصادره الإعلامية أن المعركة لم تُحسم بعد وما زالت الاشتباكات عنيفة داخلها. وتشير المصادر إلى أن ما حُكي عن سيطرة كاملة على بلدة شمع منذ مساء الأحد، هو غير صحيح.
الأكيد حتى اللحظة، وفق التطورات الميدانية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف محاولات اجتياز شمع للوصول إلى البياضة، مغطاة بغارات مكثفة على الوديان بين شمع وعلما الشعب وطيرحرفا وزبقين ومثلث طيرحرفا – الجبين – شيحين. وقالت قناة «الميادين» أن هناك 5 قتلى و30 جريحاً ودبابتان بين خسائر الجيش الإسرائيلي في معركة شمع.
أهمية معركة شمع: تريد القوات الإسرائيلية عبر اجتياز شمع، الوصول إلى البياضة لتأمين السيطرة على الطريق الساحلي بين صور والناقورة. بهذه الطريقة، وعبر تلة في البياضة، يمكن لجيش الاحتلال الإشراف على الساحل الجنوبي الغربي من مدينة صور.
في السياسة
- تحتدم المعركة على الأرض تزامنا مع محاولة أميركية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وقبيل وصول المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى بيروت الثلاثاء لدفع المفاوضات
- قال مصدر حكومي لبناني لقناة «الجزيرة» أن منسوب التفاؤل الأمريكي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار هو الأعلى منذ عام، كاشفًا عن « ملاحظات على بند في المسودة الأمريكية عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس»، ورافضًا التغيير في القرار 1701
- أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ«التلفزيون العربي» أن وقف إطلاق النار «ممكن» ولبنان ملتزم بتنفيذ القرار 1701 لـ«يُطبّق في جنوب الليطاني كما نص عليه القرار»
- قالت مصادر دبلوماسية خاصة لموقع «جنوبية» أن الخلافات حول تنفيذ القرار 1701 وتجويفه كشفت «عن ان لا وجود لطرف، قادر ان يلتزم بتنفيذ الاتفاق على المستوى اللبناني، لذا اسرائيل تتمسك بشرط التدخل المباشر اذا ما وجدت ان ثمة مخالفة له»
بالصور والفيديو: المدفعية الإسرائيلية تدخل لبنان لأول مرة منذ 24 عامًا.. أين تمركزت؟