بالفيديو والصور: من «حياة طبيعية في طهران» إلى «هجوم عدواني».. ماذا قصفت إسرائيل فعلا في إيران؟ 

Israel Attack on Iran October 2024

فجر السبت، كانت إسرائيل تنفذ ضربتها على إيران. تسابقت وكالات إيرانية كبيرة للتعتيم على ما حصل. وسارعت حينها إلى نشر فيديوهات من طهران وضواحيها. والعناوين كانت: الحياة طبيعية، هادئة، تسير بشكل ممتاز في طهران

يوم الأحد، تبدّلت اللهجة الإيرانية. المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي يعلن أن الإسرائيليين وقعوا «في حسابات خاطئة تجاه إيران». أما وزارة خارجيته فكتبت في رسالة إلى مجلس الأمن تدعوه فيها إلى اجتماع عاجل «في أعقاب الهجوم العدواني الذي شنه النظام الصهيوني على بعض المواقع العسكرية داخل إيران»، معتبرةً إياه «انتهاكًا صارخًا لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها، فضلاً عن كونه خرقًا لمبادئ القانون الدولي». وأعلنت إن إيران «تحتفظ بحقها الطبيعي في الرد على هذا العمل العدواني الإجرامي». 

وجاءت ضربة إسرائيل، ردّا على هجوم إيراني واسع نفذته بالصواريخ البالستية على قواعد الكيان العسكرية في الأول من تشرين الأول الجاري. وكانت هذه الضربة حينها ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس» اسماعيل هنية في 31 تموز الفائت، واغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في 27 أيلول. 

فما الذي تكشفه صور الأقمار الصناعية عن الضربة الإسرائيلية على إيران؟ 

1- قاعدة بارشين 

آثار الضربة على قاعدة بارشين

بحسب صور نشرتها «بلانت لابز»، شركة تصوير الأرض الأميركية، واستعانت بصورها كل من وكالة «أسوشييتد برس» و«رويترز»، أظهرت الصور أضرارا في 3 مبانٍ على الأقل. 

تقع قاعدة بارشين  على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب شرقي طهران بالقرب من سد مامالو، وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن إيران أجرت فيها سابقاً اختبارات على مواد شديدة الانفجار قد تؤدي إلى إطلاق سلاح نووي.

يبدو أن المباني المستهدفة مرتبطة بخلط الوقود الصلب لإنتاج الصواريخ. 

وتنقل «أسوشييتد برس» عن ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، قوله إن المبنى المدمر قرب سفح الجبل باسم «طالقان 2». ومع ذلك، لم يُعرف ما إذا كانت هناك معدات داخل «طالقان 2» وقت الهجوم، أي قد تكون إيران نقلتها مسبقا. 

2- قاعدة خجير 

الدمار في قاعدة خجير (Planet Labs)

أظهرت صور الأقمار الصناعية أيضا تدمير مبنيين في قاعدة خجير،  التي تبعد نحو 20 كيلومترا من وسط مدينة طهران. 

بحسب الصور، أمكن رؤية الأضرار في مبنيين على الأقل، محاطين بسواتر ترابية مرتفعة، وهي تصميمات مرتبطة بإنتاج الصواريخ لمنع انتشار الانفجارات.

تعتبر هذه القاعدة من أهم منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية والهجوم عليها هو لمحاولة عرقلة قدرتها على إنتاج مثل هذه الصواريخ. 

3- قاعدة شهرود 

آثار الضربة في قاعدة صواريخ شهرود

أيضا، بحسب صور الأقمار الصناعية، يبدو ان هناك ضربة استهدفت قاعدة صواريخ شاهرود. تبلغ مساحة سطح المبنى المستهدف حوالي 140 × 55 قدمًا (43 × 16.8 مترًا).

أهمية هذه القاعدة إنها تساهم في الإنتاج الضخم لمعززات الصواريخ (خيبر شيكان، وفتح 1) وكذلك في جهود الحرس الثوري للتحوط ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وفقًا لتقارير غربية، تم تدمير مبنى الصب المركزي في القاعدة وهذا من شأنه أن يعيق الإنتاج بشكل كبير.

4 – حقل غاز «تانجي بيجار» 

حقل تانجي بيجار

يمكن رؤية حقول محترقة في صور الأقمار الصناعية من Planet Labs PBC حول موقع إنتاج الغاز الطبيعي الإيراني تانجي بيجار في محافظة إيلام يوم السبت، رغم أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك مرتبطًا بالهجوم. 

وتقع محافظة إيلام على الحدود الإيرانية العراقية في غرب إيران، وهي المحافظة التي أعلنت إيران رسميا إنها تعرضت للهجوم. 

5- نظام رادار «قدير» جنوب غرب إيلام 

نظام الرادار جنوب غرب إيلام (اعلام الحربی)

تشير التحقيقات الأولية، بحسب الإعلام الحربي الناطق بالفارسية، إلى تدمير نظام رادار الإنذار المبكر «قدير» على بعد 12 كيلومتراً جنوب غرب إيلام. 

هذا الرادار يتمتع بالقدرة على رصد أكثر من 1000 كيلومتر. مثل هذا النظام في شيراز وسمنان وجابهار وهمدان وأماكن أخرى «وهو ذات قيمة كبيرة». 

يتمتع الرادار بالقدرة على اكتشاف الأهداف الجوية والطائرات الشبحية والصواريخ الباليستية والكروز والأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض. يعتبر الموقع الاستراتيجي لهذا الرادار ومداه الطويل قدرة حيوية ويعتبر جزءًا مهمًا من لغز نظام الدفاع المتكامل للبلاد.

6- قاعدة حضرة أمير

الضرر في قاعدة حضرة أمير

بحسب فريق تقصي الحقائق في «بي.بي.سي» فإن صورًا للنيران والدخان الأسود الكثيف شوهدت تتصاعد من قاعدة الدفاع الجوي «حضرة أمير» جنوب غرب طهران.

وتقول وسائل إعلام إيرانية مقرّبة من النظام أن هذا الهجوم لم ينجح.

وأضافت «لحسن الحظ لا يمكن رؤية أي آثار لإصابة الأنظمة في هذه الصورة» أعلاه.

7- مصفاة عبادان ومجمع بندر إمام للبتروكيماويات

ضرر محتمل في مصفاة عبادان

بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فإن من بين الأهداف التي هاجمتها إسرائيل أنظمة الدفاع لمجمع مجمع بندر إمام للبتروكيماويات في محافظة خوزستان، والميناء الاقتصادي المهم للإمام الخميني في محيطه، ومصفاة عبادان.

وأظهرت صور نشرتها «Planet Labs» الضرر المحتمل الذي قد يكون وقع في إحدى منشآت مصفاة عبادان.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عدد من السكان المحليين «إن لديهم معلومات دقيقة تفيد بعدم وقوع هجوم على المصفاة ولم يسمعوا صوتًا».

وأضافت: «من المحتمل أن تكون صور الأقمار الصناعية قد تسببت في حدوث خطأ لأن الجودة منخفضة. بالطبع، يجب أن ترى صورًا أكثر دقة ويجب أن نفكر في نسبة الخطأ، حتى لو كانت صغيرة».

من جهتها، كشفت صحيفة «اندبندنت فارسية» عن مصادر خاصة تأكيدها أن المنظومة الدفاعية لمصفاة نفط عبادان تعرضت للضربات وأجهزة الرادار تمت قرصنتها قبيل العملية.

ماذا تقول المعلومات الصحافية والرسمية؟

ضحايا الهجوم الإسرائيلي

حاليا، هذا ما ما أظهرته صور الأقمار الصناعية. أما في التصريحات الإيرانية والإسرائيلية، فنلخصها بالتالي: 

1- بحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لموقع «أكسيوس»، فإن الضربة استهدف 12 خلاطًا تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى ، فضلاً عن أربع بطاريات دفاع جوي من طراز إس-300 في مواقع استراتيجية تحمي طهران والمنشآت النووية والطاقة

2- مسؤلون أميركيون قالوا لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن أكثر من 100 طائرة إسرائيلية ضربت 23 موقعًا في إيران  وتم تدمير أكثر أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تقدمًا، وتسبب في انتكاسة لبرنامج الصواريخ الباليستية في البلاد، «قد تستغرق إيران سنوات للتعافي منها»

3- قال مسؤولون إيرانيون أن الضرر وقع في محافظات إيلام وخوزستان وطهران فيما قالت القوات المسلحة الإيرانية  إن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة جنود إيرانيين يعملون في أنظمة الدفاع الجوي في البلاد ثم أعلنت إيران يوم الأحد مقتل مدني أيضا، لكنها لم تقدم أي تفاصيل

إقرأ/ي أيضا: أميركا «تُهندس» الضربة الأسرائيلية على إيران..وتتحين آوان «قطاف» الحزب!

السابق
بالفيديو: سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت أحياء في مدينة صور
التالي
إصابة جندي لبناني باستهداف إسرائيلي لجرافة للجيش على فتح طريق قالويه كفردونين