قتلت إسرائيل فجر 30 أيلول فتح شريف ابو الامين. شخصية فلسطينية ليست عادية في لبنان. لعب أدوارًا كثيرة، إلى ان تم الكشف عن دوره: قائد حركة «حماس» في لبنان.
وتعتبر هذه الضربة، التي استهدفت شريف داخل مخيم البص في صور، الأولى داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ بداية معركة «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول الفائت.
وتبنى الجيش الإسرائيلي رسميا عملية اغتياله بعملية مشتركة مع الشاباك، قائلا إنه «قائد جبهة لبنان لدى حماس»، وزاعمًا إنه «مسؤول عن تنسيق أنشطة حماس من لبنان ومع الجهات التابعة لحزب الله بالإضافة إلى جهود بناء قوة حماس في لبنان في مجال تجنيد العناصر واشتراء الوسائل القتالية».
من هو فتح شريف ابو الامين؟
في بيان نعيها الرسمي، أعلنت حركة «حماس» أن فتح شريف ابو الامين هو قائدها في لبنان، وعضو حركة القيادة في الخارج.
وكتب بيان الحركة: «لقد مضى الأخ القائد أبو الأمين شهيداً، في معركة طوفان الأقصى المباركة على طريق قادة حركتنا وشعبنا الشهداء، بعد مسيرة حافلة بالعمل خدمة لشعبنا الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة».
وقتل شريف في غارة إسرائيلية على مخيم البص في مدينة صور، مع زوجته المربية أمية ابراهيم عبد الحميد وابنه أمين فتح شريف وابنته وفاء فتح شريف.
دور تربوي كبير
دور فتح شريف ابو الامين العسكري كشف عنه القليل حاليا في بيان حركة «حماس». إلا أن الدور الأكبر الثاني الذي يقوم به كان تربويا لدرجة حصل على لقب «المربي الأمين».
بحسب بيانات صادرة عن قوى فلسطينية، بينها قيادة تحالف القوى الفلسطينية، كان فتح شريف يرأس اتحاد المعلمين في لبنان.
كان أيضا مدير ثانوية دير ياسين وخاض معارك مع وكالة الأونروا، بسبب إجباره على الإستقالة كموظف تابع لها في شهر شباط 2024 على خلفية مواقفه السياسية، إلى جانب موظفين آخرين.
ورأت قوى فلسطينية حينها أن «الإجراءات المتسرّعة وغير المسؤولة، هي خنجر في خاصرة اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام، والموظفين بشكل خاص، وهي حرب على الفكرة والنهج، والهدف منها القضاء على كينونة اللاجئ وحقه في العودة من بوابة الانتماء والتأييد للحق الفلسطيني».
ويقول بيان النعي من حركة «حماس» اليوم في كلمة إلى شريف: «لقد تميّزت في عملك في سلك التعليم ، حيث كنت معلّما ناجحا ، ومديراً متميّزا ، فكانت مدرستك التي تديرها ، متقدّمة دائما في ركاب المدارس المتميّزة، التي خرّجت أجيالا من الفلسطينيين اللاجئين في لبنان».
ويتابع «على الرغم من انهماكك في بناء جيل فلسطيني متعلّم من أبناء شعبك ، فإن ذلك لم يحل بينك وبين بناء جيل يحمل قضيته العادلة بين جنبيه، وعلى أكتافه ،مقبلاً غير مدبر، في مسيرة البناء والتحرير، التي عجنت بالعرق والدماء».
دفع ثمن مواقفه
ومنذ بداية معركة «طوفان الأقصى» اختار فتح شريف انتمائه الفلسطيني على الوظيفة التي كان يعتاش منها.
وقال في إحدى فيديوهاته المنشورة على حسابات تابعة لمخيمات اللاجئين: «قسمًا بالله ما بين الوظيفة وما بين الانتماء لشعبي هيدي الوظيفة منكبها برا».
وأضاف «إحنا مع المقاومة وندعم المقاومة»، قائلا إنه «بين الوظيفة وتمويل هذه الدول فليذهب تمويل هذه الدول إلى جهنم وبئس المصير».
«ولا يمكن أن نساوم في يوم من الأيام على دم أطفالنا»، يقول قائد حماس في لبنان فتح شريف ابو الامين.
شاهد/ي أيضا بالفيديو.. تشييع مسؤول «القسام» – الجنوب في الرشيدية
