لن يكون كلام النائب السابق نواف الموسوي، الموثق بالفيديو و المندرج ضمن مدرسة”حزب الله” القائمة على ثقافة الموت و القتل، آخر رسائل التهديد الى معارضيه، فهو يمعن بممارساته التي جعلت من الدولة ومؤسساتها الشرعية أداة في يده، وهو لا ينفك عن استخدام كل السبل العسكرية وغير العسكرية لتطويعها خدمة لمصالحه، وهو ما ظهر جلياً خلال السنوات الأخيرة بعد أن أحكم بقبضته على كل ما فيها ووصلت الى ما هي عليه اليوم من فراغ يشارف عامه الثاني، وحرب على أبواب عامها الأول خلفت المزيد من الانهيار المعيشي الناتج عن نهج “قوى الأمر الواقع” الآخذ في التمدد.
لا يأبه “حزب الله” لمعاناة اللبنانيين، وهو يصر على تطبيق أجندته جهاراً بالتهديد والوعيد، وهو ما عكسه آخر تصريح مسجل، لمسؤول الموارد والحدود في الحزب نواف الموسوي، الذي كشف بوضوح عن موقفه المعادي للشرعية والمؤسسات، ولأي استحقاق ديمقراطي بقوله صراحة بـ”أن أي رئيس للجمهورية لا يتوافق مع رغباتهم لا يرضى عنه الحزب ولا يوافق عليه سيُقتل، واصفاً اغتيال بشير الجميل على يد حبيب الشرتوني بالعمل الوطني”.
يأبه “حزب الله” لمعاناة اللبنانيين، وهو يصر على تطبيق أجندته جهاراً بالتهديد والوعيد
كلام الموسوي استدعى ردا من جهاز الإعلام في الكتائب اعتبر فيه ان تحقيق العدالة تكون يوضعه ومن معه في السجون، في بيان اختصر فيه موقفه من كلام الموسوي “السوقي” الذي استخدمه الحزب مجددا بعد أن ورّط البلاد بحرب عبثية مدمّرة، مشيرا الى “ان الحزب عمد الى إفلات صغاره من جوقة الشتم للهجوم على أي صوت معارض لخياراته الكارثية وخصوصًا على حزب الكتائب ورئيسه، وبعد فشل هؤلاء في مهمتهم وسقوطهم أمام الرأي العام، يبدو أن الميليشيا قررت رفع مستوى الشتيمة دافعة بالموسوي مجددًا إلى الشاشات بعد فترة العقاب نتيجة توريط قيادته بمواقف مخزية”.
الحزب عمد الى إفلات صغاره من جوقة الشتم للهجوم على أي صوت معارض
وانتقدت “الكتائب” عودة الموسوي بأسلوبه السوقي، وهذه المرة من باب الاستقواء والتهديد بالقتل وتمجيد العنف والإجرام، وهو غير مستغرب عليه، خصوصًا أن الموسوي معروف بسوابق محاولات القتل وإطلاق النار على مدنيين كما حزبه الشهير بالاغتيالات والمتهم رسميًا من أعلى المحاكم الدولية.
اختارت “الكتائب” عدم الدخول بسجال مع هذا الشخص، واختصرت موقفها بالقول :”من الواضح أن لديه عقدة اسمها بشير الجميّل يستذكرها بخطاباته وجميع إطلالاته السامّة، إنما سنكتفي بالقول إن كان هناك من يستحق المحاكمة والإعدام لارتكابه جريمة قتل وطن وتدميره بالكامل، فهو وحزبه وحليفه قاتل البشير الذي ظنّ أن باغتياله اغتال مشروع الدولة ومحى تاريخ مقاومة دافعت عن لبنان حصرًا غير مدرك أن مدرسة البشير كانت وستبقى مفخرة الكتائبيين ولا أحد قادر على التطاول عليها والمسّ بها وبرموزها”.
وختمت:”إذا كان هناك من منطق وعدالة فيجب وضع الموسوي ومن معه في السجون وإبعادهم عن الناس لما يشكّلونه من خطر بالغ على لبنان واللبنانيين يصعب تخطيه”.