كان لافتا خطاب نصر الله اليوم بعد عملية “الرد” على اغتيال فؤاد شكر العملية التي انتظرها العدو والصديق، ولكنها جاءت بضوابط الميدان ذاتها التي وعد نصر الله جمهوره بأن هذا الرد سيكون خارج الحسابات والضوابط، جاء الخطاب على غير عادة بعيدا عن لغة الإنتصارات، وبعيدا أكثر عن أي رغبة بالتصعيد نحو حرب شاملة الامر الذي أبلغت به إسرائيل اليوم من خلال رسائل متبادلة بينها بين الحزب أن لا تصعيد خارج المألوف.
أوهم نصر الله جمهوره بالرد الكبير وعدد الأهداف التي كانت عرضة لهجوم المقاومة وأن العملية أنجزت كما خطط لها بدقة رغم كل التهويل الخارجي والداخلي اللبناني، وان كل ما أردنا إطلاقه حسب المخطط للعملية قد حصل.
برر نصر الله تأخير الرد بقوله: “أننا كنا جاهزين بعد تشييع الشهيد السيد محسن، والتأخير سببه أولًا هو حجم الاستنفار الأمني والاستخباري الإسرائيلي والأميركي، فالعجلة كان من الممكن أن تعني الفشل”، وأضاف: “أن هذا الاستنفار والتعب النفسي كان من المفيد أن يستمر وسيستمر”، وأشار نصر الله “أننا تريّثنا لنعطي الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا أساسًا هو وقف العدوان على قطاع غزة”.
إقرأ أيضا: صواريخ الحزب أقل من «عسكرية».. وآلة الحرب الإسرائيلية «ماضية»!
وبين المبررات التي ساقها نصر الله لتأخير الرد والرد نفسه بدا نصر الله أكثر ارتباكا بقوله : “إذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية فإن عملية الرد تكون تمت وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد” العبارة التي تفتح مجالا للكثير من التحليل والتأويل والأسئلة هل نجح الحزب بهذا الرد؟ هل هو راض عن هذا الرد؟ وهذا لم يقله نصر الله إذ لم يعلن كعادته عن أي انتصار!
كانت المنطقة خلال الأسابيع الماضية على فوهة بركان، وكان اللبنانيون يمضون أوقاتهم على كفّ “عفريتين” عفريت الرد وجبهة الإسناد وعفريت الحرب الشاملة، لكنهم كانوا امام مفاجأة رد لم يكن بالمستوى الذي ساقته الخطابات والتهديات السابقة، فيما وصفه البعض بالرد التافه.
نفى نصر الله في خطابه تحقيق أي من اهداف الهجوم الاستباقي الذي اعلن عنه الجيش الإسرائيلي ليل أمس وان أي من منصات الصواريخ لم تتعرض للاستهداف، وأعلن نصر الله انتهاء الرد على اغتيال فؤاد شكر ودعا الناس للعودة إلى الحياة الطبيعية ما يعني ان الأمور ستبقى ضمن السقوف المحددة للمواجهات المستمرة لما يسمى بـ “جبهة الإسناد”.
وأنهى خطابه ساخرا ممازحا بالحديث حول الفرقة الموسيقية التي تحدث عنها العدو لاجتياح لبنان وقال ممازحا: على العدو أن يفهم أن اليوم الذي يمكن أن يجتاح لبنان فيه بفرقة موسيقية انتهى وقد يأتي يوم نجتاحه فيه بفرقة موسيقية.
وهل كان ينبغي أن ينهي نصر الله كلمته بهذه العبارة لرفع المعنويات والعنتريات بعد هذا الرد الباهت؟.