
بعد طول انتظار للردّ على اغتيال قائده فؤاد شكر، فاجأ حزب الله الجمهور بردّ دعائي، وكشف للإسرائيليين ما لا يعرفه اللبنانيون أنفسهم: أنفاق في جبال لبنان لا أحد يعلم أين توجد وكيف صُنعت.
عليه، ما كان من كثير من اللبنانيين إلا أن طرحوا الأسئلة الساخنة التي يحرّم الحزب، ومعه بعض القوى الحليفة الطارئة، على اللبنانيين أن يسألوها: من أين تم تمويل هذه الأنفاق؟ هل هي حقيقية أصلا؟ أكثر من ذلك، من لديه القدرة على بناء هذه الأنفاق، لماذا لم يبنِ الملاجئ.. أو أقله يبني دولة!
وكان حزب الله قد نشر الجمعة، فيديو بعنوان «جبالنا خزائننا»، بثه الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، تم فيه عرض منشأة «عماد 4» وفيها أنفاق الحزب التي كثيرا ما يتم الحديث عنها في الإعلام الغربي. والجديد في هذا الفيديو، الشاحنات التي تحمل راجمات الصواريخ وتمرّ بسهولة داخل الانفاق، حتى تصل إلى فتحة كبيرة يمكنها إطلاق الصواريخ منها.

«غباء».. ومبرّر لإسرائيل
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كتب عبر حسابه على منصّة «إكس» الجمعة: «لا يحق لحزب الله، إذا كان لديه منشأة واحدة أو منشآت تحت الأرض، أن يتفرد بمصير الشعب اللبناني».
من جهته، كتب الكاتب والمحلل السياسي خالد ممتاز عبر المنصة نفسها ا إن «هذا لفيديو الذي أطلق ان دل على شيء فهو يدل على افلاس وعجز حزب الله في ردع اسرائيل و هو محاولة بائسة لإستعادة شيء من «الوهرة» لدى الإسرائيلي الذي قام بضربه في عقر داره و قتل قائده العام دون ان يتمكن حتى الساعة من الرد و لا من رفع معنويات بيئته و مقاتليه».
وإذ رأى ممتاز أن «عماد ٤ خطأ استراتيحي فادح من ناحية التوقيت والمضمون» قال إنه «في التوقيت و قبل الحرب كشف ما تملك غير ميرر و لا يبرر و مهما حاولت ضبط ما يسحبه العدو منه يقوم بسحب اكثر».
أما في المضمون «أعطى حزب الله تبرير لإسرائيل لإستعمال قنابل الاعماق التي زودتها بها الولايات المتحدة (٧٠٠٠ قنبلة ٢٠٠٠ رطل) وفي أي مكان في لبنان بما في ذالك التجمعات السكنية وبأي بقعة بحجة الانفاق المتشعبة الضخمة و العميقة. كما انه اعطى تبرير لإسرائيل بالقيام بعمليتها الاستباقية بحجة الصواريخ الضخمة التي تهدد وجود إسرائيل»، بحسب ممتاز.
بدوره، شكك الأستاذ الجامعي مكرم رباح بصحّة الفيديو، وتساءل عما إذا كانت Rendering (الرسوميات بتقنيات التقديم الثلاثي الأبعاد أو الثنائي الأبعاد).
أما فيما لو كانت حقيقية تساءل رباح «إذا عندك القدرة تعمل هيك انفاق و ما عملت ملاجىء بالجنوب يعني حضرتكم بلا اخلاق بالمرة».
كذلك، كتب رئيس لقاء سيدة الجبل فارس سعيد عبر منصة «اكس»: «نحن في زمن fake من السياسة حتى…الأنفاق».
هل موّل «العهد» أنفاق «الحزب»؟
كتاب آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي سألوا عن مصدر تمويل هذه الأنفاق، وما إذا كان عهد الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون قد ساهم في دعمها.
الباحث في التكنولوجيا العسكرية مصطفى أسعد تساءل ساخرًا «بتفكر للحظة ان مليارات جبران على السدود الوهمية والكهرباء انفقت بنجاح على مشاريع اخرى في عهد عون المتكامل مع مشروع حزب الله و الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل».
وأضاف «وتصبح العقوبات (الأميركية) على جبران منطقية أكثر من اي وقت مضى – في دولة يحكمها فاسدين من أعلاهم إلى ادناهم. مليار للجيبة و مية للانفاق ! استثمار ممتاز».
وسأل راي الحداد بدوره «شي حلو عماد ٤ ومنظم ومرتب وكتير قوي وقصة كبيرة. بيبقى السؤال مسموح ينعمل هيك بجبالنا؟».
سخرية القدر: الأنفاق وسياسة «أُنفِق حيث ما أرى مناسبا»
لسخرية القدر، أتى الكشف عن الأنفاق، بعد تصريح جدلي قام به وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية المقرّب من حزب الله، أرسى فيه «رؤية» جديدة في وزارته لا تستند إلى أي نصوص أو أعراف قانونية، تقضي بصرف الأموال «حيث ما أرى مناسبا» كما قال.
وقال حميّة في خلال احتفال أُقيم عند دوار النبطية -كفررمان «لن أتردّد بإنفاق ما يطلبه أهل الجنوب ومدينة النبطية من اعتمادات وزارة الأشغال العامة والنقل لصيانة البنى التحتية والجسور حسب حاجاتهم».
وأضاف «من يقول كيف، ولماذا، أقول لهم هذا مال وزارة الأشغال، والدستور أعطاني الصلاحية بالإنفاق حسب ما أراه مناسباً».
إقرأ/ي أيضا: دولة حزب الله «تحت الأرض».. أنفاق تفوق بكثير أنفاق حماس!