«الهمجية والسخرية»: روسيا تحاول قلب المشهد الاوكراني.. والأطفال هم الضحايا

تتهم ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، كييف بالإرهاب وقتل الأطفال الأبرياء، متناسية أن أوكرانيا تتعرض يومياً للهجمات الصاروخية والقنابل الروسية، ويسبب مثل هذا التضليل من قبل المسؤولين الروس عواقب وخيمة على الأمة الأوكرانية، وخاصة الأطفال.

قالت “وكالة الانباء التشيكية” ان روسيا عمدت الى تدمير البنية التحتية الحيوية والمدنية في أوكرانيا – مرافق الطاقة والإسكان والخدمات المجتمعية، والمساكن، والمؤسسات الثقافية والتعليمية والعلمية، والمؤسسات الطبية، أثناء الهجوم الصاروخي على كييف، في الثامن من يوليو من هذا العام، وقد أصاب صاروخ روسي أكبر عيادة للأطفال في أوكرانيا – مستشفى أوخماتديت الوطني التخصصي للأطفال، نتيجة ذلك هناك قتلى وجرحى، تم تدمير مبنى المستشفى وتضرر معداته الفريدة، وكان لا بد من إجلاء الأطفال المصابين بأمراض خطيرة بشكل عاجل تحت النار.

تدمير البنية التحتية

واضافت الوكالة انه “يجري يتم تدمير البنية التحتية المدنية في المناطق الحدودية لأوكرانيا بشكل منهجي، يقتل ويجرح أطفال بسبب القنابل الجوية الضخمة التي يسقطها الطيران الروسي، على ما يبدو يقاتل الجيش الروسي الأطفال المرضى، ويقصف المراكز الطبية للأطفال ويعتبرها منشأة عسكرية محصنة، ليس هناك حدود لوحشية النظام الروسي.”

وفقًا لمكتب المدعي العام لأوكرانيا، قُتل 563 طفلاً وأصيب 1477 طفلاً (اعتبارًا من 25 يوليو 2024)

ولفتت انه “من خلال قصف مستشفى للأطفال، أكدت قيادة موسكو مرة أخرى تجاهلها التام لقواعد القانون الدولي والأخلاق العالمية، ووفقا لاتفاقيات جنيف، فإن استخدام القوة ضد المرافق الطبية يعد جريمة حرب، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها روسيا بذلك، حيث دمرت المنشآت الطبية حيث استخدمت الصواريخ والقنابل الموجهة. مع ذلك، يظهر بوتين باستمرار وجهه الوحشي للحرب، والتجاهل التام لرأي المجتمع الدولي والرغبة المتعصبة في الاستيلاء على أوكرانيا وتدمير شعبها، تدمير الجميع حتى الأطفال الصغار”.

وأشارت الوكالة ان ” ماريا زاخاروفا تبث لجمهور روسيا صورة “نظام كييف يلتهم الأطفال”، ومن أجل الترويج للتكهنات الساخرة، التي يستخدمها الجانب الروسي في المنابر الدولية الرئيسية، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي تتولى روسيا رئاسته حاليا، ومن خلال إلقاء اللوم على “الغرب الجماعي” في وفاة الأطفال الروس، تعمل ماريا زاخاروفا لصالح الداخل والمستمع الروسي، الذي تبدو له صورة الحرب في أوكرانيا وكأنها مواجهة ميتافيزيقية مع حلف شمال الأطلسي، ومن أجل هذا الصراع الأسطوري، بأن من الضروري تقديم تضحيات عديدة، بما في ذلك الأطفال، وهو ما تفعله روسيا نفسها للسنة الثالثة على التوالي.”

مجزرة أطفال

وأوضحت الوكالة انه ” وفقًا لمكتب المدعي العام لأوكرانيا، قُتل 563 طفلاً وأصيب 1477 طفلاً (اعتبارًا من 25 يوليو 2024). خلال عدوانها واسع النطاق، قامت روسيا بترحيل آلاف الأطفال الأوكرانيين قسراً من الأراضي المحتلة مؤقتاً، وأصبحت قضية ترحيل الأطفال من أهم القضايا في قمة السلام التي عقدت في سويسرا في يونيو من هذا العام، حيث تم مناقشة قضايا عودة الأطفال المأخوذين من الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا إلى روسيا. ومن المقرر أيضًا أن يتم النظر في هذه القضية، التي تتعاون أوكرانيا بنشاط بشأنها مع العديد من الدول، في إطار الاستعدادات لقمة السلام الثانية. وفقا للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، فمن المقرر عقد اجتماع في كندا في سبتمبر المقبل بشأن تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الذين تم أخذهم إلى روسيا”.

السلطات الروسية تلقت أوامر بمطاردة الأطفال والمراهقين في المناطق المحتلة مؤقتا، وكانت هناك حالات اختفاء للأطفال

وفي معلومات للوكالة التشيكية ان ” السلطات الروسية تلقت أوامر بمطاردة الأطفال والمراهقين في المناطق المحتلة مؤقتا، وكانت هناك حالات اختفاء للأطفال. في روسيا، بسبب الحرب التي لا معنى لها، يتم تشكيل “ثغرة ديموغرافية” رهيبة، لأن الرجال في سن الإنجاب يموتون بشكل جماعي نتيجة للأعمال العدائية. كما أن المجتمع الروسي لا يتسامح مع المهاجرين من الشرق. لذلك، تعتبر السلطات الروسية إبعاد الأطفال من أوكرانيا إحدى آليات حل المشكلة الديموغرافية المتمثلة في نقص موارد العمل. تم تطوير مخططات واسعة النطاق لتصدير الأطفال إلى روسيا. أولاً، يحاول المتعاونون المحليون تحديد مكان إقامة الطفل ومع من يعيش، ثم يبدأ الإقناع أو الضغط أو الابتزاز بنقل الطفل إلى روسيا، تحت ذريعة ابعاده عن الأعمال العدائية، ثم في روسيا يختفي هذا الطفل دون أن يترك أثرا، ويتنقل من مكان إلى آخر إلى «المؤسسات»، ويتغير اسمه ولقبه وتاريخ ميلاده.

يحصل الطفل على وثائق تبني روسية. الجميع متورط، من المتعاطفين المحليين مع روسيا إلى المسؤولين العسكريين والروس المفوضين من قبل موسكو، وممثلي مختلف الأحزاب والحركات الروسية التي تسعى إلى إنشاء خلايا خاصة بها في الأراضي المحتلة في أوكرانيا”.

وتخلص الوكالة الى التصريح ان “أوكرانيا قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن إصدار أوامر اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا-بيلوفا بتهمة الإبعاد القسري للأطفال، يجب على مجرمي الحرب الروس أن يدفعوا ثمن أفعالهم الدموية”.

السابق
بينها لبنان.. لوفتهانزا تعلّق رحلاتها إلى دول الشرق الأوسط
التالي
رد «قاصم».. إيران تتوعد إسرائيل واستنفار تحسباً للضربة!