زيارة صفا للإمارات.. ما يحق للحزب لا يحق لغيره!

وفيق صفا

قبل ايام تناقلت وسائل الاعلام اللبنانية والعربية، المكتوبة والمرئية وغيرها، خبر عن زيارة رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا الى دولة الامارات العربية المتحدة، ولكن الملفت في الخبر، ان سفر صفا للامارات عبر طائرة خاصة وفرتها له دولة الامارات ، والجميع يعرف ان العلاقات مابين “حزب الله” والامارات يشوبها الكثير من التوتر ، خصوصاً بعد كشف الامارات لبعض الخلايا الامنية التي تعمل لصالح الحزب او مرتبطة به، بعضها يقوم بجمع تبرعات، وبعضها الاخر باعمال تجسسية وامنية وغيرها، كما ان الامارات ايضاً تعتقل عدداً من اللبنانيين الشيعة، وكذلك قامت بطرد وإبعاد العديد من اللبنانيين من المنتمين للطائفة الشيعية الكريمة.

من هنا تأتي الزيارة في ظرف استثنائي وحرج، نتيجة الحرب الاسرائيلية على غزة وفي جنوب لبنان، لذا هذه الزيارة يكتنفها العديد من الغموض والشُبهات والاعتبارات، لاسيما ان دولة الامارات على علاقة مع الكيان الاسرائيلي عبر اتفاقية سلام وتطبيع، وبالتالي الحزب على النقيض من ذلك، كما ان الحزب يتهم كل من يخالفه بالرأي او يعارضه بالعمالة والخيانة، وهذا الامر ادى الى طرح الكثير من التساؤلات، حول الزيارة وتوقيتها واهدافها.

من هو وفيق صفا؟

ولد وفيق عبد الحسين صفا، والذي يحب أن ينادى بالحاج وفيق، في الأول من أيلول/ سبتمبر 1960 في بلدة زبدين قضاء النبطية جنوب لبنان. انضم إلى صفوف “حزب الله” عام 1984، اي بعد سنتين عن تاريخ تأسيس الحزب، وعين رئيساً للجنة الأمنية عام 1987، ليصبح بعد انتهاء الحرب الأهلية رئيساً للجنة التنسيق والارتباط التي نشأت بهدف التنسيق مع الأجهزة الأمنية، وفيما بعد توسعت مهامه، ليضاف اليها مهمة العلاقات مع بقية الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية، كما الفلسطينية التي تتواجد في لبنان.

زيارة صفا الى الامارات يكتنفها العديد من الغموض والشُبهات والاعتبارات لاسيما ان دولة الامارات على علاقة مع الكيان الاسرائيلي عبر اتفاقية سلام وتطبيع


بعض ما رشح من معلومات بأن الزيارة قد تكون لحلحلة ما بموضوع الموقوفين في سجون الامارات، على ان يكون قد تطور حلا ما لهذه المعضلة ، وقد تكون ايران تدخلت في الموضوع وساهمت بإيجاد الحلول لها، ووفقةما كان متوقعاً ان تنتهي زيارته يوم امس الاربعاء على ان يعود مع بعض المفرج عنهم او عائلاتهم، لكن لسبب ما اخر ، مُددت الزيارة وقد تنتهي اليوم الخميس. وقد كشفت بعض المصادر ان يكون لزيارة وفيق صفا، علاقة ببعض جوانب حرب الاشغال الدائرة في جنوب لبنان ، خصوصاً ان موفدين كُثُر ومراسلات ايضاً كثيرة، تأتي وتذهب الى لبنان وقد يكون للزيارة علاقة بهذا الامر.


كما ان المهم بالموضوع ان الزيارة اضفت واقعا جديدا على “حزب الله” ، فما كان يصنف من المحرمات في الماضي القريب، وفقاً لنظرية جماعة الممانعة وخطابهم السياسي، قد تغير ودخل في مرحلة جديدة .إقرأ ايضاً:

“حزب الله” يُحلل لنفسه اشياء كثيرة يُخرمها على غيره من الاطراف اللبنانية ولاسيما المعارضين له وعلى وجه الخصوص من المعارضة والشيعية منها تحديداً

وفي بيان رسمي صدر عن حزب الله التالي: زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا دولة الإمارات العربية المتحدة ‏في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك حيث التقى ‏عدداً من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتم التوصل الى الخاتمة ‏المطلوبة ان شاء الله”.

من هنا ، يتبين ان “حزب الله” يُحلل لنفسه اشياء كثيرة يُخرمها على غيره من الاطراف اللبنانية، ولاسيما المعارضين له، وعلى وجه الخصوص من المعارضة والشيعية منها تحديداً ، فهل سيجرؤ بعد اليوم “حزب الله” على نعت الاخرين بالخيانة والعمالة؟ لاسيما بعد ان كان هو محرك ودافع لصفقة ترسيم الحدود البحرية ، وتنازله عن الخط ٢٩ وقبوله بالترسيم وفقاً للخط البحري الوهمي ٢٣، وبذلك تنازل عن مساحة ١٤٣٥ كلم مع ماتحتويه من موارد وثروات لبنانية بحرية، وتلك الصفقة تمت مع الكيان الاسرائيلي وهي بمثابة اتفاق واعتراف بدولة اسرائيل، خصوصا بعد ان سُجلت في الامم المتحدة، واصبحت اتفاقية رسمية بين دولتين – دولة الجمهورية اللبنانية ودولة اسرائيل.

إقرأ أيضاً: الرئاسة الى الثلاجة مع «إجازة» أعضاء «الخماسية»..وتخفيف ملحوظ لمنسوب العمليات جنوباً!

تأتي زيارة صفا للامارات والتي يتهمها بالسلام والتطبيع مع اسرائيل، لتكون بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، مابين الخطاب السياسي والفكري الذي كان الحزب يعتمده، ليتظهر ان الممارسة السياسية قد اختلفت، وبالتالي يسمح الحزب لنفسه بما يمنعه على غيره .

السابق
الرئاسة الى الثلاجة مع «إجازة» أعضاء «الخماسية»..وتخفيف ملحوظ لمنسوب العمليات جنوباً!
التالي
ملتقى التأثير المدني: الحريَّات العامَّة والخاصَّة في لُبنان خطٌّ أحمر!