لبنان على شفا «حرب إستنزاف» تطحن البلاد والعباد!

ينذر تطور العمليات الميدانية، التي يستأثر "حزب الله" في الجنوب بقرارها وتفاصيلها "كرمى" لغزة، ومدلولات الخطابات السياسة "المضللة" بمعرضها، وما يقابلها من تصريحات إسرائيلية تهديدية، ان لبنان دخل "شبه رسمياً" بحرب إستنزاف تدميرية طويلة، مرشحة ان تنزلق الى نزاعات لا يُحمد عقباها.

الايقاع الذي تجري فيه المواجهات، بين “حزب الله” واسرائيل، يبدو مفتوحا على امتداد زمني طويل، اذ لا مؤشرات تدل على استعداد متبادل بين الطرفين، للذهاب الى تسوية او هدنة، هذا ما تؤكده المواقف الصادرة من قيادات “حزب الله” التي تعوض عن عدم الرد المتناسب مع العدوان الاسرائيلي، بالتأكيد حيناً والترويج دائماً الى ان اسرائيل هُزمت في هذه الحرب (كما صرح نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم)، وبالتالي- ضمنا- لا حاجة الى ان يقوم “حزب الله” بتوجيه ضربات اشد لاسرائيل.

في المقابل، اكد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، اليوم الأحد، استمرار العمليات العسكرية ضد “حزب الله”، مشددًا على أنهم سيواصلون ضرب قدرات الحزب وأفراده. وأشار هاليفي إلى أن “حزب الله” بدأ الاعتداءات وسيدفع ثمنًا باهظًا. وما قاله هاليفي استكمله مصدر إسرائيلي “ان نشوب الحرب على الجبهة الشمالية، سيكون مع دولة لبنان وليس حزب الله”.

وتابع: “لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد”.

وتيرة الرد من قبل “حزب الله” تبقى مقتصرة على اهداف عسكرية اسرائيلية على الحدود

هذه المواقف تدفع الى ترجيح استمرار العمليات التدميرية الاسرائيلية في القرى الحدودية، وهو تدمير تزداد وتيرته يوماً بعد يوم، في ظل تعتيم اعلامي، عن واقع العديد من البلدات الحدودية، لجهة الأضرار، في ظل غياب اعلامي مقصود، يمنع تظهير حجم العدوان الاسرائيلي، علماً ان وتيرة الرد من قبل “حزب الله” تبقى مقتصرة على اهداف عسكرية اسرائيلية على الحدود، او في عمق لا يتجاوز بضعة كيلومترات، مع استمرار تهجير سكان المستوطنات الاسرائيلية.

تداعيات هذه الحرب داخلياً هي العنصر الأهم في حسابات الربح والخسارة

هذا السلوك كفيل بأن يفاقم الأزمة الداخلية ويشرع الابواب على مخاطر داخلية شتى

الخسائر اللبنانية المادية، نتيجة هذه الحرب، استنادا لأكثر من مصدر، لا تقل عن مليار ونصف مليار دولار، واكثر من ٣٥٠ سقطوا سواء من عناصر حزبية او من المدنيين. لكن على اهمية هذه الخسائر البشرية والاقتصادية، ثمة خسائر غير منظورة تتصل بمستقبل لبنان، اذ ان تداعيات هذه الحرب داخليا، هي العنصر الأهم في حسابات الربح والخسارة، ذلك ان معيارها في مثل هذه الحروب، هو مدى الالتفاف الشعبي حولها، وحجم المشاركة الوطنية، ان في الميدان العسكري او الميدان السياسي، وهذا كله محل شك، في ظل ريبة من اسباب استفراد “حزب الله”، بقرار الحرب عن بقية اللبنانيين، في وقت مطلوب منهم ان يتحملوا تبعاتها، لا بل اعفاء ايران من اي مسؤولية عنها، كما نقلت “رويترز” عن امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال لقائه قائد فيلق القدس إسماعيل قآني.

السؤال الذي يزيد في الريبة هو، كيف ان “حزب الله” اعلن حين ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، الوقوف خلف الدولة، فيما هو اليوم ومنذ “طوفان الأقصى،” يرفض الوقوف خلفها.

هذا السلوك، كفيل بأن يفاقم الأزمة الداخلية، ويشرع الابواب على مخاطر داخلية شتى، ليس في تفاقم الازمة المالية والاقتصادية وتحلل المؤسسات فحسب، بل في نشوب نزاعات داخلية قابلة لاستثمارات خارجية متعددة.

السابق
جبهة الجنوب على سخونتها.. على وقع مفاوضات غزة «المترنحة»
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 18 آذار 2024