«حزب الله» يسقط معادلة «الردع».. وينتظر «خطأً» إسرائيلياً «لن يأتي»!

يُدخل "حزب الله" الجنوبيين، كمل اللبنانيين، في "عنق زجاجة" معادلة "ردع" جوفاء، كان معظمهم يتوهم انها تقيهم شر العدوان، فيما ينتظر اليوم "خطأ مبيناً"، يبدو انه لن يأتي، ويحشرهم في آتون آلة القتل والدمار والتهجير الإسرائيلية، منذ بدء معركة "الإشغال" المتفرعة عن حرب غزة، التي "لا تُبقي ولا تذر"!

بين تحقيق وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، وما يجري اليوم، مسافة زمنية لن تكون قصيرة، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس، ان المفاوضات بشأن الهدنة على الحدود الجنوبية، ستنطلق في شهر رمضان، وهو على الارجح كان يعبر عن تكهنات المندوب الاميركي اموس هوكستين، الذي زار بيروت لساعات، ناقلا عبارة تختصر زيارته، ان الهدنة في غزة فيما لو تحققت لن تنسحب على لبنان.

اسرائيل في تدميرها الممنهج لقرى الشريط الحدودي، وقتلها ما يفوق عن مئتي وخمسين حزبيا ومدنيا، لم ترتكب “الخطأ” الذي يتأمله النائب محمد رعد

الحرب مستمرة، وان بوتيرة تبدو مقبولة، لدى الاطراف المتحاربة، فرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، قال في تصريح له امس ان “حزب الله ينتظر وقوع اسرائيل في خطأ الخروج عن معادلات الردع ..ونحن نأمل يخطئ الاسرائيلي ويتورط في ارتكابها”، بما يعني ان اسرائيل في تدميرها الممنهج لقرى الشريط الحدودي، وقتلها ما يفوق عن مئتي وخمسين حزبيا ومدنيا، لم ترتكب “الخطأ” الذي يتأمله النائب محمد رعد، ويعني ايضا، ان اسرائيل قادرة استكمال التدمير بنفس الوتيرة، من دون ان تشعر بقلق من الرد، الذي يتوعد “حزب الله” به، اي ان “حزب الله” عمليا، يعطي اسرائيل فرصة استكمال القتل والتدمير، من دون ان يبرر ذلك، اي رد من الردود التي يخفيها “حزب الله”، وهي الردود التي ستكون اسرائيل الخاسرة استراتيجيا، بحسب ما اكد رعد.

لبنان مستمر في حال من الاستنزاف والتدمير، ولو انطلقت المفاوضات، او استمرت المشاورات لاطلاقها، وهذا ما يحفز اسرائيل، على المزيد من التمادي في العدوان

بين هوكستين الذي “بشر” باستمرار المواجهات، واعلان ميقاتي عن البدء بالتفاوض مع اسرائيل في شهر رمضان، واعتداد رعد بأن كل مايجري، بعدم خرق اسرائيل لقواعد الاشتباك او “معادلات الردع”، فان لبنان مستمر في حال من الاستنزاف والتدمير، ولو انطلقت المفاوضات، او استمرت المشاورات لاطلاقها، وهذا ما يحفز اسرائيل، على المزيد من التمادي في العدوان، في سبيل تنفيذ شروطها، المتصلة بمنطقة آمنة في الجنوب، تضمن عودة المستوطنين الى مناطق الشمال التي اخلوها، طالما ان عدوانها لايخل بمعادلات الردع، اي ان موت اللبنانيين، وتدمير القرى والبلدات واستمراره، يبقى امرا مقبولا بالنسبة ل”حزب الله”، بوصفه “لا يخل بمعادلات الردع”.

معادلات الردع هذه، بدت للكثيرين من الجنوبيين في سنوات خلت، انها تعني حمايتهم من اسرائيل، وضمان استقرارهم في بلداتهم، وحماية لمصادر رزقهم، وحصانة لبيوتهم، وحائلا دون تهجيرهم من منازلهم، فضلا عن حمايتها من التدمير، ومعادلات الردع هذه كانت الوسيلة لتبرير الاستهزاء بالقرارات الدولية، وبكفاءة الجيش لحماية الجنوب واهله.
ازاء ذلك كله تنكشف معادلات “الردع”، ان صحت على معنى وحيد، متصل ببقاء “حزب الله، ولو تدمرت قرى وبلدات وقتل المئات، هذا ما يمكن قراءته في مشهد غزة اليوم.

السابق
غارات على القطاع الغربي وشهيد في الضهيرة
التالي
سابقة منذ انتفاضة «الحوثي» نصرةً لغزة.. قتيلان باستهداف صاروخي قبالة اليمن!